الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حذار من المصادرة على نتائج انتصار قطاع غزة من قبل رئاسة السلطة الفلسطينية

عليان عليان

2021 / 6 / 5
القضية الفلسطينية


حذار من المصادرة على نتائج انتصار قطاع غزة من قبل رئاسة السلطة الفلسطينية
بعد أن سجلت فصائل المقاومة الفلسطينية انتصاراً غير مسبوق على الكيان الصهيوني منذ نكبة 1948 ، والذي ترتب عليه انزياح الشرعية لصالح فصائل المقاومة بدعم هائل من الحاضنة الشعبية الفلسطينية في الضفة والقطاع والشتات ، هرعت الإدارة الأمريكية لإنقاذ السلطة الفلسطينية التي غابت عن المشهد الكفاحي نهائياً في معركة أل (11) يوماً، فراح الرئيس الأمريكي جو بايدن يتصل برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لشد أزره ويطالب الشعب الفلسطيني ودول العالم الاعتراف بقيادة عباس للشعب الفلسطيني ، وراح وزير خارجيته توني بليكن يجول في المنطقة من القاهرة إلى عمان إلى القدس ورام الله يتحدث عن إعادة الاعتبار لما أسماه مسار السلام، وفق حل الدولتين على أرضية اتفاق أوسلو وآلية خارطة الطريق الأمريكية التي تحمل اسم " الرباعية الدولية".
والأخطر من ذلك توالي التصريحات الأمريكية والأوربية ، التي تربط إعادة إعمار قطاع غزة بعد حرب سيف القدس ، بإعادة الاعتبار للمسار السياسي الأوسلوي ، وإخضاع قطاع غزة لهذا المسار ما يتطلب ما يلي :
1-أن تعترف إدارة قطاع غزة الحمساوية باتفاقيات أوسلو وبحق ( إسرائيل ) بالوجود .
2- أن يتم تجريد قطاع غزة من السلاح وحل الكتائب المسلحة " كتائب القسام ، سرايا القدس ، كتائب أبو علي مصطفى ، كتائب المقاومة الوطنية وغيرها.
3- تشكيل حكومة وحدة وطنية على أرضية برنامج أوسلو ومشتقاته.
4- أن يجري تطبيق التنسيق الأمني في قطاع غزة على النحو القائم في رام الله مع سلطات الاحتلال ، وهذ اما سبق وأن صرح به مراراً وتكراراً مسؤولو الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية وعلى رأسهم اللواء حازم عطا الله.
وهذه الاشتراطات تعني في المحصلة المصادرة على نتائج الانتصار التاريخي وغير المسبوق الذي حققته المقاومة في قطاع غزة من خلال معركة " سيف القدس" والمصادرة على مقولة " أن مرحلة ما بعد "سيف القدس" تختلف في السياق الاستراتيجي عن مرحلة ما قبل القدس على غير صعيد ، والتي فتحت آفاقاً واسعة أمام فصائل المقاومة لمراكمة الخطى باتجاه هدف التحرير ، بعد انقلاب الصورة في الرأي العالمي بما فيه شعوب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لصالح الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة، وبعد أن بات بالملموس أن هذا الكيان الذي يمتلك جيشاً مجهزاً بمختلف صنوف الأسلحة المتطور الأمريكية ، قابل للاندحار والهزيمة رغم الفارق النوعي في ميزان القوى لصالحه.
لقد شكل انتصار غزة ضربة مزدوجة للكيان الصهيوني ولسلطة أوسلو ، إذ أنه وبعد قرار وقف إطلاق النار، شهدنا تساوقاً وتنافساً بين سلطة أوسلو وبين سلطة الاحتلال في شن حملة أوسع حملة اعتقالات في صوف رموز الانتفاضة ، ولا نبالغ إذ نقول أن أجهزة أمن السلطة تفوقت على سلطات الاحتلال في هذا المجال ، إذ أن عدد المعتقلين في سجون السلطة خلال أقل من أسبوع تجاوز ( 500) مواطناً فلسطينياً بتهمة " الخروج عن القانون" ، ولم تشفع لهم مناشدات هيئات حقوق الانسان في الداخل ، ولا تدخلات الفصائل حيث باتوا يتعرضون لعملية تنكيل مبرمجة لثنيهم عن الاستمرار في مسيرة الانتفاضة .
وفي المقابل نطرح السؤال التالي: هل تراكم فصائل المقاومة في قطاع غزة وفي الضفة الفلسطينية على نتائج الانتصار الذي دفع شعبنا ثمنه (280) شهيداً وآلاف الجرحى باتجاه وضع حد نهائي لمسار أوسلو البائس ، أم تعود إلى مربع الحوار مع سلطة أوسلو تحت عنوان " الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام".
لقد أعلن مدير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل في لقائه مع سلطة رام الله وقيادات الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ، أنه حمل دعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لأمناء الفصائل للاجتماع في القاهرة ، من أجل تحقيق المصالحة وإعادة الاعتبار للمسار السياسي ،أي تحقيق الربط بين المصالحة وإعادة إعمار القطاع وبين مسار أوسلو ، وهذا بيت القصيد ، إذ أن القاهرة منذ عشية وقف إطلاق النار وحتى اللحظة قدمت وباعتراف الإدارة الأمريكية ما طلبته منها لإنجاز الربط بين المصالحة والمسار السياسي بعد تثبيت التهدئة بين قطاع غزة والكيان الصهيوني.
وكانت وكالة "الشرق الأوسط" المصرية الحكومية قد أفادت بأن السيسي قال في تصريحات نقلها وزير المخابرات المصري، اللواء عباس كامل، خلال زيارته الاثنين الماضي 31-5 إلى غزة ولقائه مع قادة الفصائل الفلسطينية في القطاع، إن "مصر تقوم بجهد كبير من أجل تثبيت التهدئة، والعمل على إفساح المجال للعودة إلى العملية السلمية بالتعاون مع القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، موجها الدعوة إلى كل القوى الإقليمية والدولية لدعم جهود مصر لإعادة الإعمار في قطاع غزة".
ما يجب الإشارة إليه هنا ما يلي :
1-أن دخول الفصائل في فخ العودة للمسار السياسي البائس للسلطة الفلسطينية من خلال حوارات القاهرة المنوي عقدها بعد أيام ، يعني أنها دخلت في الفخ المنصوب لها من قبل الإدارة الأمريكية وأدواتها في الإقليم، وأنها قبلت بأن تصادر السلطة الفلسطينية - بدعم من بعض عواصم الاقليم – على نتائج انتصار غزة ،ويصبح حال الفصائل وفق المثل الفلسطيني القائل : " وكأنك يا أبو زيد ما غزيت".
2- أن الفصائل لم تتعظ ولم تتعلم من تجاربها مع قيادة السلطة ، وفي الذاكرة تخلي هذه القيادة عن مخرجات كونفرنس بيروت – رام الله في 3 سبتمبر( أيلول) 2020 ، بشأن إلغاء اتفاقيات أوسلو والتنسيق الأمني، بمجرد فوز جو بايدن بالانتخابات الأمريكية ، وفي الذاكرة أيضاً تخلي هذه القيادة عن إجراء الانتخابات- المتفق عليها في حوارات القاهرة - بعد إدراكها أن حركة فتح لن تحقق النتائج المرجوة في الانتخابات، إثر الانشقاقات فيها وتشكيل الأسير القائد مروان البرغوثي – عضو لجنة فتح المركزية – مع ناصر القدوة - عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الذي جرى فصله من الحركة- قائمة مشتركة (قائمة الحرية)، حيث تذرع رئيس السلطة بموضوع رفض الاحتلال إجرائها في القدس وتجاهل مطلب الفصائل بتحويل موضوع انتخابات القدس إلى حالة اشتباك مع سلطات الاحتلال الصهيوني.
3- أن فصائل المقاومة في قطاع غزة التي دخلت المعركة في إطار غرفة العمليات المشتركة ضمن تكتيكات عسكرية موحدة ومتفق عليها ، لم تبلور برنامجاً سياسياً مشتركاً فعلى سبيل المثال " حركة الجهاد الإسلامي" ترفض بالمطلق التعامل مع أي خيار تفاوضي أوسلوي أو غيره ، وبعضها بدأ ينشد لهدف مغادرة خيار " حل الدولتين " الأوسلوي ، في حين أن فصائل أخرى باتت تضع قدماً في المقاومة وقدماً أخرى في مسار أوسلو.
وما يلفت الانتباه أن رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحي السنوار – الذي نجل ونحترم دوره المركزي في المقاومة- أعلن في المؤتمر الصحفي غداة وقف إطلاق النار أنه يدعم إقامة دولة فلسطينية في الضفة والقطاع وعاصمتها القدس الشرقية ، في تماهي مع طروحات قيادة المنظمة والسلطة.
وأخيراً : يسجل بعض المراقبين وأنا منهم ، موقفاً نقدياً حيال تعامل معظم فصائل اليسار مع قيادة السلطة ،دون أدنى قراءة لبنيتها الطبقية- وفق المنهج العلمي المادي الجدلي -وارتهانها للإدارة الأمريكية وللقوى الرجعية في المنطقة ، بحيث باتت هذه الفصائل تركض وراء السلطة تحت مبرر الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام ، في حين أن قيادة السلطة ماضية في برنامجها الأوسلوي، غير مكترثة لنداءات الفصائل وسعيها لإنجاز برنامج وطني جامع يستند إلى خيار المقاومة واستثماره سياسياً وعلى غير صعيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. الجيش الإسرائيلي يدعو السكان لإخلاء شرق رفح فورا


.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ولا تقدم في محادثات التهدئة




.. مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين بغارات إسرائيلية على رفح


.. غزة: تطور لافت في الموقف الأمريكي وتلويح إسرائيلي بدخول وشيك




.. الرئيس الصيني يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا.. ما برنامج الزيارة