الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السندبادة الثانية ..عن - رسائل اللافندر-

كريم عرفان

2021 / 6 / 6
الادب والفن


دراسة نقدية للمجموعة القصصية " رسائل اللافندر" للقاصة والأديبة أ/ أميمة عبد العزيز
- اللافندر ..لماذا ؟

التساؤل الأول الذى يواجهنا ..لماذا اختارت الكاتبة أن تعنون مجموعتها القصصية بهذا العنوان المتميز
" رسائل اللافندر" ؟ ؛
ولماذا وقع اختيارها على اللافندر تلك النبتة المتميزة ..وهذا ما يجعلنا نلقى نظرة على اللافندر ..سماته وخصائصه ..

" فزيت زيت اللافندر – كما يخبرنا المتخصصون - يخفف كثيرا من أعراض القلق، ويؤدى تناوله إلى انخفاضٍ في درجة القلق، ، كما ظهر أنَّ مستخلص زيت اللافندر يُمكن أن يُحسّن الصّحة العقلية .."
كذلك يقوم مستخلص زيت اللافندر بالتخفيف من أعراض الاكتئاب الخفيف والمتوسط .."
إذن فنحن أمام نبات نفسى من الدرجة الأولى له طبيعة تؤثر في النفس البشرية ولذلك تم اختياره من قبل القاصة أ/ أميمة عبد العزيز ليتصدر مجموعتها القصصية ..
فالحضور النفسى طاغى على قصص المجموعة؛ نرى ذلك في معاناة البطلات بطول المجموعة وعرضها فقصص المجموعة تحكى معاناة المرأة النفسية وما تتعرض له من أحداث ومواقف تؤثر على صحتها العقلية والنفسية ..المعاناة من القلق والإكتئاب والضغوط النفسية الشديدة والتي تطورت في بعض الأحيان حتى وصلت إلى درجة المرض النفسى كما في قصة " رسالة إلى جبران " و كما رأينا أيضا حالة التقمص شبه التام في قصة "رحلة إلى الشمس " وغيرهما .
فجاء العنوان " رسائل اللافندر" ليحمل الأمل لبطلات هذه المجموعة والتبشير بزوال معاناتهن وآلامهن أو على الأقل التخفيف منها .

اللون الأرجوانى اللون الملكى :
------------------------------
نأتى إلى لون اللافندر وهو اللون الأرجوانى الذى اشتهر عبر التاريخ بأنه اللون الملكى ..
فارتداء الأقمشة الأرجوانية قبل الميلاد في المملكة الفارسية كان مخصصا للملوك وحدهم، ولم يكن لغيرهم الاستحقاق في هذا التميز.
و كذلك في العصر الرومانى كان حكرا على الأباطرة ثم امتد ليشمل أعضاء مجلس الشيوخ والكهنة، ويصبح الأرجوانى رمزا للقوة أو الكرامة .
وعلى عهد الإمبراطور نيرون، فرضت عقوبة الإعدام، مع مصادرة الممتلكات، على أي شخص يرتدي أو يحاول شراء المصنوعات الأرجوانية من عامة الشعب "
إذن فالأورجوانى هو لون ملكى ..نخبوى إن جاز التعبير ولم يكن اختيار ذلك اللون عبثا ..فهو لون الكرامة والإعتداد بالذات وهو مانراه ماثلا أمامنا في المجموعة فقد رأينا البطلات يقاومن قسوة المجتمع وكلهن إباء ورفض لما يحطم كرامتهن أو يعرضهن للإمتهان رأينا ذلك في قسوة الفراشات عندما شعرت سارة بالمهانة فحملت السلاح وقاتلت دفاعا عن نفسها وعن كرامتها ؛ وكذلك في قصة " الخروج من التابوت " عندما فاض الكيل بالبطلة وهربت من البيت فرارا بكرامتها .
وهذا يعنى أن اللافندرأيضا يبعث "برسائله" التي تحوى الكرامة والقوة والإعتداد بالذات إلى البطلات اللاتى تعرضن لكثير من محاولات الإرغام على قبول الذل والخنوع .
---------------------------------------------------------
- التقمص :

تعرضت الكاتبة في هذا العمل القصصى أيضا إلى ظاهرة نفسية شهيرة وهامة ألا وهى ظاهرة " التقمص " وقد اشتهرت في أدبيات علم النفس والتحليل النفسى بظاهرة التماهى أو التوحد ..وهى عملية سيكولوجية يقوم فيها الفرد بمحاكاة سمة مميزة أو خاصية لشخص ما ويتحول بشكل كلى أو جزئى للنموذج الذى يقدمه الشخص الآخر " ..
نرى ذلك بشكل واضح جدا في قصتى " رسالة إلى جبران " و " رحلة إلى الشمس " حيث نجد بطلة القصة الأولى زينب وقد تقمصت شخصية مى زيادة الأديبة المعروفة والشهيرة ؛ ونجد سارة في " رحلة إلى الشمس " قد تقمصت شخصية رجل هذه المرة وهو الفنان والرسام العالمى والأسطورى فان جوخ ..
فنجد زينب قد تشربت شخصية مى زيادة تماما إلى الحد الذى تصف فيه آلامها وأوجاعها النفسية كما لو كانت هي ذاتها فلننظر مثلا إلى تلك الفقرة :
" مرت عليها ساعات طويلة كانت تغلق بابها فتنهار وتبكى كثيرا وتصرخ في صمت حتى لا يشعر أحد بانهيارها ثم تخرج للجميع صلبة مقاومة لكل العثرات ..كنت أعيش لحظات انهيارها "
وقد قامت القاصة بالتقاط لحظة قوية جدا ودقيقة للغاية وهى
البرزخ الذى يفصل بين حالة التقمص شبه التام والتماهى في مى
وبين معرفة مى بأن ذلك مجرد وهم تعيشه وتحياه وأنها تخضع للعلاج النفسى ..هى لحظة نفسية عميقة ودقيقة استطاعت الكاتبة التقاطها وتصويرها تقول زينب " لم أعد أهتم بالزمن ؛ أصبح سفرى فيه من الطقوس اليومية فأنا في لحظات أصبح مى وأعيش في الماضى في مجتمعها بقسوته وصلابتها ؛ في لحظات عند تناولى العقاقير أجدنى أمام زينب التي تعيش في الحاضر " ص20

كذلك نجد هذه الظاهرة حاضرة وبقوة في قصة " رحلة إلى الشمس " وقد تقمصت الفنانة التشكيلية شخص فان جوخ الفنان الأسطورى الشهير وتماهت معه تماما إلى الحد الذى وصل بها إلى التأثر الشديد بحادثة قطع جوخ أذنه نجد ذلك في الفقرة " وجدت إحدى رسائله عن حادثة قطعه لأذنه ..قال فيها : "اليوم شكلت وجهى من جديد؛ لا كما أرادته الطبيعة؛ بل كما أريده أنا " ..بعد قراءتى لهذه الرسالة شعرت بألم شديد في أذنى اليسرى وبدون وعى أسرعت إلى المرآة أنظر إلى أذنى فوجدت الدماء تغطى رقبتى وملابسى ووضعت يدى على أذنى فلم اجدها فصرخت بأعلى صوتى ؛ فاستيقظت فجأة وأدركت أن النوم غلبنى وأنا أقرأ الرسالة "
إلى هذا الحد وصل توحد سارة بالفنان فان جوخ فقد وصلت بها الرغبة في محاكاة جوخ إلى درجة أن هذا المشهد مشهد قطع الأذن قد زارها في أحلامها ؛ والمثير للتأمل أن هذا التقمص هذه المرة لشخصية رجل هو فان جوخ فهو رجل وليس امراة كمى زيادة ولكن الأمر تم بشكل عكسى ؛ ففى حالة زينب كانت المتقمصة مريضة نفسيا ؛ أما في حالة سارة فقد كانت الشخصية التي تم تقمصها وهى فان جوخ هي التى تعانى المرض النفسى " .
وأيضا نرى القاصة قد برعت في تصوير الحالة البرزخية الدقيقة التي أشرنا إليها فتقول سارة : " كنت أدرك أننى لست في حالتى الطبيعية وأن مايحدث ما هو إلا انعكس لتعلقى وتعاطفى مع مرضه ؛ ولكن متى سأستعيد حياتى وأنفصل عنه ؟ "

-----------------------------------------------------------
الشخصيات التاريخية في المجموعة القصصية :
--------------------------------------------
هناك بعض الشخصيات التاريخية التي وردت في هذا العمل القصصى وألقت بظلالها على المجموعة ككل ومن أبرز هذه الشخصيات ..
مى زيادة :
مى زيادة الاديبة والكاتبة المعروفة والشهيرة والتي كان لها تواجد كبير على الساحة الأدبية في بدايات القرن العشرين سواء في مجال الكتابة أو في تأسيسها صالون أدبى فريد من نوعه ضم كثير من المفكرين والكتاب أو في ما يعرف بأدب المراسلة حيث راسلت الكثير من الكتاب والشعراء والمفكرين البارزين ؛ وطبعا من أشهرهم الشاعر والاديب جبران خليل جبران وقد رأينا تأثر القاصة بتلك العلاقة المتفردة التي كانت تربط بين مى في الشرق وبين جبران في الغرب إذ كان يبعث رسائله من الولايات المتحدة الامريكية .
ولكن المثير للتأمل هو أن مى زيادة كانت تكتب في بداياتها الصحفية والأدبية بأسماء مستعارة كثيرة من ضمنها " السندبادة الأولى " لذلك فمن الممكن أن نطلق على زينب السندبادة الثانية وهو يتلاقى بشكل كبير مع الكثير من القصص ويتماس مع كثير من البطلات فنجد أن البطلات يقمن بأسفار كثيرة متعددة لفرنسا ولتونس وغيرهما من البلدان وكذلك فإن شهرة السندباد جاءت من رحلاته البحرية الأسطورية وهو مانراه أيضا في المجموعة فنجد البطلات يسافرن إلى دول تنتمى إلى حوض البحر الأبيض المتوسط مثل فرنسا وتونس وذلك يوضح العلاقة التي تربط القاصة بالبحر..خصوصا البحر الأبيض المتوسط .

الشخصية الثانية : جبران خليل جبران
أما اختيار جبران والحديث عنه بهذا الشكل والتأثر بالعلاقة المتفردة التي ربطت بينه وبين مى زيادة فهذا يعود إلى عدة أسباب ..
فجبران هو أديب وشاعر وقاص وفنان تشكيلى درس الرسم وعمل رساما أيضا وهو ما يتماس مع الكاتبة والقاصة والتي تكتب الشعر والقصة وأيضا تعمل بالفن التشكيلى وهو ماظهر جليا في بعض القصص وهذا يدل على أن الفن التشكيلى وحبه متأصل بشكل كبير في شخصية الكاتبة والقاصة .

الشخصية الثالثة : فان جوخ
وهو الرسام العالمى والفنان التشكيلى الأسطورى الشهير واختيار هذه الشخصية ووضعه كنموذج للتقمص في قصة رحلة إلى الشمس يعزز ما قلناه من أن الفن التشكيلى متغلغل داخل نفس وعقل الكاتبة أميمة عبد العزيز ..

الاهتمام بمرحلة الطفولة والنشأ :
-------------------------------
رأينا أيضا اهتمام القاصة بتلك المرحلة الخطرة ..مرحلة الطفولة والنشأ فرأينا في قصة " قسوة الفراشات " كيف أن سارة تلك الفتاة التي تعرضت لمأساة الخطف والتعذيب وحاربت دفاعا عن نفسها وأهل بلدتها أول ما فعلته عندما فرت بنفسها هو اللجوء إلى تعليم الأطفال وتنشئتهم تنشئة سليمة فتقول سارة : "فأنشئت مكانا أشبه بناذ ثقافى للأطفال واستغلت دراستى ومعرفتى بالتاريخ والحضارات وموهبتى في الموسيقى وانضمت لى عدة فتيات وأصبحنا كل يوم نعلمهم ونمنحهم أوقاتا جميلة بالرسم والموسيقى والغناء التراثى " ص45
كما رأينا فرار بطلة قصة " الخروج من التابوت " إلى أستاذة ملك معلمتها في الفترة الثانوية وهو يرينا كيف أن شخص المعلم في تلك الفترة فترة الطفولة والتنشئة هي فترة هامة في حياة الإنسان فقد فرت إلى الأستاذة التي علمتها ووثقت فيها وفى قدراتها ..
رأينا أيضا إشارة عابرة أن البطلة قد سافرت الى تونس لحضور مؤتمر لثقافة الطفل ..وهذا يعنى أن قضية الاهتمام بالطفولة والنشأ قضية تشغل بال وعقل القاصة .
--------------------------------------------------------
التكنيك الأدبى وفنيات السرد :
-----------------------------

نأتى إلى الحديث عن بعض الفنيات الأدبية والسردية التي تميز ذلك النص.. ولنتكلم قليلا عن الشخصية الأدبية والسردية للكاتبة :

أولا السرد : المجموعة اعتمدت بشكل كبير على السرد ؛ وجاء السرد في هذه المجموعة القصصية بضمير المتكلم دون استثناء وهو أمر يميز هذه المجموعة " رسائل اللافندر" وأيضا يميز الكثير من الادب النسائى والذى يعتمد هذه الطريقة الفنية القص عن طريق ضمير المتكلم وهذه يعود إلى أن الكاتبة تريد أن تطرح هموم ذاتية تمس الذات الانثوية وكثير من القضايا الخاصة والفردية التي تمس المراة ولو كانت قضايا عامة فهى تطرحها بالشكل الذى يتماس مع المرأة وحياتها وذاتها ومشاعرها ..وضمير المتكلم يضفى واقعية شديدة على النص يميز الادب النسائى على عكس ضمير الغائب أو مايعرف بتقنية الراوى العليم المحيط بجميع تفاصيل القصة والاحداث ..
جاءت اللغة السردية راقية جدا ومعبرة وبها الكثير من التشبيهات الفنية والبلاغية والإنزياحات اللغوية ساعد على ذلك شاعرية القاصة أ/ أميمة وأنها شاعرة تكتب الشعر ..
نجد ذلك في قصص " رسالة إلى جبران – رحلة إلى الشمس –قسوة الفراشات " ..
ولكن هناك نقطة دقيقة يجب أن نعلق عليها ..
- وهى أن الكاتبة في بعض القصص تبدأ القاصة معظم قصصها بمقدمة شعرية ..وتصوير فنى راقى وعالى المستوى ..وأيضا تبدأ بمقدمة مقالية تبين فيها رأيها الصريح والمباشر في الحياة وفى المجتمع .
وهذا في الأساس يعد تحميل أو حشو زائد على النص الادبى ؛ ويخل بمبدأ هام جدا وهو " التكثيف " وأيضا بمبدأ هام آخر وهو
" عدم المباشرة " فالنص القصصى قائم على عدم المباشرة فهو
حدث يقوم به شخصيات فلا مجال فيه للمقدمات الوعظية وإنما يترك ذلك لما يستشفه القارىء ؛ وهو يظهر هنا بشكل جلى في بعض القصص منها "الخروج من التابوت " .
وهذا يحدث عندما يكون لدى القاص هم وطنى أو قضية مجتمعية تشغله ويريد التعبير عنها في شكل قصصى فيخرج العمل مزيجا بين المقال وبين القصة ..فتكون القضية كالحصان الجامح الذى يفقد المبدع السيطرة عليه من خلال التكنيك والفنيات ..

ثانيا : الشخصيات :
الحديث عن الشخصيات في هذه المجموعة القصصية نخص بالذكر منها قصتى ( رحلة إلى الشمس – قسوة الفراشات ) فيجب على القاص قدر الإمكان أن يصور الشخصية بأبعادها وحالاتها الثلاثة
الشكلى والجسمانى ؛ النفسى ؛ الإجتماعى ..ونرى أن القاصة أجادت ذلك ببراعة في تصويرها لشخصية ألبرتو في رحلة إلى الشمس فنجد أنها تعرضت لتفاصيل وجهه وملامحه الشكلية وقسمات وجهه الحادة التي تشبه خوخ ص 58
فتصف ألبرتو فتقول : " فذهبت إليه لأجد امامى خوخ جديدا؛ كان يشبهه إلى حد كبير له نفس قسمات وجهه الحادة وحساسيته المفرطة .." .
وكذلك صورت شخص المختطف في قسوة الفراشات وملامحه وتأثير المخدر عليه .." كان طويلا ونحيفا ؛ وعيناه غائرتان ذو بشرة سمراء تميل للشحوب مما يظهر أنه مريض أو مدمن مخدرات " وكما رأينا الوصف قد أضاف إلى الشخصية وجعل المتلقى يراها رأى العين وأضاف الكثير إلى النص ..
فيما عدا ذلك رأينا القاصة تجرد الشخصيات تماما من الوصف وتكتفى بالإسم فقط والطبقة الاجتماعية أو مستوى التعليم ..

الحوار :
يجب على الحوار أن يتسم بالتركيز والإيجاز قدر الإمكان وأن يقدم للقارىء ما يدور بعقل وداخل أبطال القصة ولا يتصف بالإسهاب فيصير عبئا على النص ..
رأينا الحوار يتم بشكل سلس وموجز في قصص " رسالة إلى جبران –رحلة إلى الشمس- قسوة الفراشات )
وهناك بعض القصص قد اسهبت في الحوار فكان طويلا وأيضا كان عاديا فلم يضف شيئا إلى النص كقصة " زهور الحب لا تموت "
الزمان : جاء وصف الزمان في هذه المجموعة بشكل رائع جدا خاصة العلاقة التي تربط الزمان بالطبيعة أيضا بالحالة النفسية لأبطال القصة ؛ وكذلك نجد تأثر الكاتبة بفصل الخريف في أكثر قصص المجموعة ؛ حتى أن هنالك قصة باسمه وهى "نسمات خريفية باردة " .

المكان : أجادت القاصة وصف المكان والبيئة المحيطة بأبطال العمل وشخصيات القصص فكان تصويرا بانوراميا أضاف الكثير إلى العمل الأدبى ..فنجد وصف المنزل الريفى البسيط في " قسوة الفراشات " فتقول : منزل ريفى متواضع وسط عائلة مسالمة كانت رائحة منزلنا خبز طازج ؛ وحديقتنا تفوح منها روائح الياسمين والريحان وكان لدينا حظيرة صغيرة خلف البيت وبعض أشجار التفاح والليمون وكرمة عنب " ..
كذلك وصف المكان والأجواء وصلته بالحالة النفسية للشخصيات جاء رائعا في قصة " رحلة إلى الشمس "فلنقرا مثلا تلك الفقرة : "كانت السماء ملبدة بالغيوم ويغلب على المشهد اللون الرمادى مما ذكرنى بمشاعر جوخ وسبب هروبه من هذا الجو الذى جعله حبيس الجدران لوقت طويل ؛ ليرحل إلى شمس الجنوب لاحتياجه إلى ضوء الشمس للرسم في الحقول وسط الطبيعة الساحرة والمساحات الخضراء الشاسعة " فجاء وصف المكان والبيئة وأثره النفسى على مشاعر جوخ معبرا جدا ويمنح القارىء الحالة التي كان يعيشها جوخ ومن بعده بطلة العمل سارة .

ملاحظات عن بعض القصص :
ولنا عدة ملاحظات عامة على المجموعة القصصية " رسائل اللافندر " :
- الكاتبة تجد راحة كبيرة في الخط الإبداعى الرومانسى والنفسى والذى به نزعة إنسانية فهو عالمها المفضل نرى ذلك جليا في قصة " رسالة إلى جبران – رحلة إلى الشمس " فهى ماهرة جدا في التقاط التفاصيل الدقيقة والتي تكون بين الإنسان وذاته والإنسان والآخر ..
- يجب على القاصة أن تضع نصب عينيها قصتى " رسالة إلى جبران – رحلة إلى الشمس " عندما تكتب وتبدع في هذا المجال فهما من أكثر القصص اقترابا من الإكتمال الفني والثقافى أيضا
- نجد لدى الكاتبة " نفس روائى " مما يجعلنا لا نتعجب إذا خرجت علينا برواية في القريب.
- هناك قصة ظلمت كثيرا وهى قصة نسمات خريفية باردة والتي كانت تحمل النبض الهادىء والإيقاع الرومانسى وأيضا حوت لغة شاعرية راقية جدا وأيضا القصيدة التي جاءت فيها بعنوان "سيد الخذلان " جاءت في محلها تماما ولكن النقلة الفجائية أفقدت الإيقاع وأربكت النص القصصى .
- الكاتبة اتسمت بما أسميه بالذكاء القصصى في نصوصها نرى ذلك جليا في اختيار العناوين وفى متن القصة ونجد ذلك جليا في قصة رسالة إلى جبران فالنص قد احتوى على شخصيتين باسم جبران جبران الماضى وجبران الحاضر واختيار اسم واحد للشخصيتين يفتح باب التأويلات على مصراعيه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ


.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث




.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم


.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع




.. هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية