الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشروع ايراني ..أين المشروع العربي؟

محمد زكريا السقال

2006 / 8 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


حذر العاهل الأردني بعيد احتلال العراق من نشوء مثلث شيعي ، تدعمه ايران في المنطقة. عملت مصر مبارك والعربية السعودية في جهد واضح وآخر خفي على مواجهة هذا التمحور وسعت في حركتها الى فكفكة التحالف الايراني السوري ، والان يقال علنا يجب أن لا يترك النظام السوري ضمن عزلته وحصاره عرضة للاحتواء الايراني الكامل، ملمحين بضرورة فك الحصار الذي فرض عليه بعيد أحداث لبنان ومارافقها من اغتيال الرئيس الحريري وشخصيات سياسية أخرى.
الايرانيون لا يخفون امتلاكهم مشروعا، وله سمات داخلية وسياسة خارجية ، يسعى لتحقيق تنمية وينتج ديمقراطية قادرة على قيادة الدولة وفرض احترامها بالمعنى الدستوري الداخلي أو على المستوى الاقليمي والدولي. بغض النظر عن ما يقال عنها( جمهورية ملالي ) ذات أيديولوجيا وعقيدة دينية ، وبعيدا عن الدعاية الأمريكية ، التي تجهد من أجل افشال برنامجها التنموي إضافة الى النووي . من حق ايران أن تمتلك برنامجاً نووياً سلمياً ، وهو بحد ذاته كسر لاحتكار حيازة التكنولوجيا النووية في المنطقة المقتصرة على الكيان الصهيوني والذي يمتلك منذ زمن بعيد قوة الردع النووية "قنابل ولا ندري ماذا أيضاً" . من حق أيران امتلاك الطاقة النووية حيث سينعكس على قدرتها الصناعية والاقتصادية كدولة قادرة على وضع حد لاحتكار الطاقة المقتصر على الغرب والامريكان ، وما يمارسوه من عسف وابتزاز لمنظومة الشعوب الفقيرة . من حق ايران أن تفكر بشكل استرتيجي بما يضمن رخاء شعبها في المستقبل ، صحيح أنه غير مقبول أن يكون المشروع الايراني على حساب شعوب المنطقة العربية إلا أنه غير مفهوم أن لا يمتلك العرب مشروعا ، ينطلق من رؤيتهم لواقعهم ومصالحهم ومستقبلهم.
على عكس الايرانيين انخرط النظام العربي في مشروع التسوية الأمريكية في المنطقة بدل التنمية وتطوير القدرات الفعلية وليس الاستهلاكية، تلك التسوية التي تعني تسوية أوضاعه بما يناسب أمن الثكنة الصهيونية في المنطقة. بما يعني تطويع الشارع العربي لهذا المنطق وترويج هذه الثقافة من خلال تكريس دور هذه الأنظمة الأمنية القوية القادرة على هذا التطويع . القادرة على أن تفرط بالسيادة الوطنية والمصالح العليا للشعوب العربية ، هذه الشعوب التي تطمح ، مثل كل البشر الذين يشعرون بمواطنيتهم ، وأنسانيتهم بما يعني قدرتهم على خلق شكل من أشكال الاتحاد والتقارب لانجاز التنمية والتحديث ، في ظل الاتحادات التي نراها في العالم .
لهذا في ظل هكذا أنظمة ، وفي ظل انحياز الولايات المتحدة الأمريكية وبشكل أعمى للكيان الصهيوني المتغطرس ، وفي ظل تجبر هذه الثكنة وعدم تنفيذها لكل القرارات الدولية ، بالاضافة للدجل الأمريكي في ما يخص الديمقراطية ، يشعر المواطن العربي بالخذلان والضياع ، الخذلان من هكذا أنظمة ، ومن الغطرسة الأمريكسرائيلية التي تستبيح بلداننا وشعوبنا ونفطنا وكل مقدراتنا، والاحساس بالضياع حيث تبدو الآفاق مغلقة
والطرق مسدودة ، لظهور ملامح مشروع عربي قادر على وقف هذا التدهور ، ولجم هذا الانحطاط العربي .
فالمقاومة التي تواجه هذه الهجمة الصلفة ، وعلى الرغم من البسالة والقوة في نضالها إلا أنها تحمل مأزقها بيدها ، ببرنامجها ، بخطابها ، وتفتقد للبوصلة الي تحدد مسارها .
لذلك فأننا نرى بالقدر الذي يتطاول فيه المشروع الأمريكي في المنطقة بالقدر الذي يفصح عن مأزق النظام العربي وعجزه ، متساوقا مع عجز النخب العربية في انكفائها أمام كفاحية التيار الاسلامي ، وعجزها عن إيجاد خندقها الخاص القادر على تصويب وترشيد النضال في مستوياته كافة .
اليوم ، وفي هذا الوقت بالذات ، يدق ناقوس الخطر أمام المثقف العربي والسياسي العربي للخروج من دائرة الثرثرة والتملق ، دائرة الزحف على أعتاب الأنظمة . اليوم الكل مدعو من أجل تهيأة المناخ الفكري التعبوي لولادة مشروع النهضة من خلال تركيز النيران في الحلقة الضعيفة ، وهي الالتحام في المعركة ودفعها لبعدها ، بما يعني احراز تحرر المواطن من خلال التحامه في المواجهة وسحب البساط من تحت أنظمة الاستسلام والهزيمة ، لنعمل على تنسيق المواجهة من خلال قراءة طبيعة الهجمة ، وتشريح بنية النظام العربي بكل مواصفاته المعروفة كأنظمة عائلية ، وراثية ، عشائرية ، استبدادية ، أمنية .
من أجل انجاز أو التوصل لمفهوم الدولة الديمقراطية الوطنية القادرة على صياغة برنامج المواجهة بشقيه الداخلي ـ الديمقراطية ، المواطنة ، التنمية ، التحديث , والخارجي بما يعني تحرير أراضيه المحتلة ، وصياغة علاقات دولية تكون بمضامينها السيادة والاستقلال .
برلين 06/08/2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناخبون في تشاد يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد


.. مقتل 4 جنود إسرائيليين بقصف لحماس والجيش الإسرائيلي يبدأ قصف




.. الانتخابات الأوروبية: أكثر من نصف الفرنسيين غير مهتمين بها!!


.. تمهيدا لاجتياحها،الجيش الإسرائيلي يقصف رفح.. تفاصيل -عملية ا




.. تهديد الحوثي يطول «المتوسط».. خبراء يشرحون آلية التنفيذ والت