الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكريات على هامش الهزيمة

عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي

2021 / 6 / 7
سيرة ذاتية


كان عمري حينها 14 عاما، إي انني كنت أصغر نزلاء معتقل الفضيلية في بغداد ومضى على إعتقالي أكثر قليلا من عام.

أعصاب الجميع كانت مشدودة، وتكونت من المعتقلين مجموعة إنصات يتابع كل عضو فيها محطة إذاعية لرصد الأخبار عن تطور المعركة عبر راديوات ترانسيستر صغيرة هربت الى المعتقل. ثم تقوم المجموعة بتلخيص ما جمعته في نشرتين إخباريتين ويقوم عدد من الضباط المعتقلين بتحليلها.
في مثل هذا اليوم بالضبط، السابع من حزيران - يونية دخلنا في دوامة من الشك بسبب ما كانت تذيعه إذاعة BBC والإذاعة الإسرائيلية رغم اننا كنا نطمئن أنفسنا بإدراج أخبارهما في دائرة الحرب النفسية،

شكنا بامكانية ان تكون أخبار العدو حقيقية، جعلنا نتساءل:
ــ هل يليق بنا البقاء متفرجين على ما يجري من خلف أسوار المعتقل ؟
= كلا بالطبع ذلك لا يليق!

وكان الإتفاق: توجيه مذكرة مشتركة الى وزير الدفاع العميد شاكر محمود شكري نطالب فيها بنقلنا فورا الى جبهات القتال كمتطوعين للمشاركة في أي جهد، وأن تحمل المذكرة اليه مجموعة من أمهاتنا.
الشاب الجميل، علي حسن - الذي أعدم وزوجته لاحقا في زمن صدام حسين - زخرف المذكرة بخطه الجميل.

لم يرفض الوزير مقأبلة وفد الأمهات اللواتي نقلن اليه المذكرة، بل رحب بهن وأبدى إعجابه بجمال الخط الذي كتبت به المذكرة، وطلب اليهن أن ينقلن جوابه لنا:
-ـ قلن لأولادكن .. لن يفرج عنهم حتى وأن دخل موشيه ديان ( * ) بغداد!
ــــــــــــــ
* موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات