الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة اليسار الفلسطيني ومقومات نهوضه

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2021 / 6 / 9
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


منذ سنوات طويلة ينشغل اليساريون الفلسطينيون في نقاشات لا تنتهي حول أزمة اليسار الفلسطيني، وأسباب تراجع دوره الوطني والاجتماعي، وغيابه شبه الكامل عن كثير من المعارك الوطنية والاجتماعية، في مقابل بروز دور ونفوذ تيارات الاسلام السياسي وخاصة حركة حماس.
ولا يختلف اليساريون، من بقي منهم في أحزاب اليسار ومن غادرها، على أن اليسار يعاني من أزمة مركبة، تظهر ابرز تجلياتها في انقسام اليسار وتشظيه إلى فصائل صغيرة عديدة، وفشل اليسار في توحيد صفوفه وقواه عشية الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي كان مقررا اجراؤها في الثاني والعشرين من أيار الماضي، ولكنها اجلت أو ألغيت عمليا من قبل الرئيس محمود عباس بحجة رفض الإسرائيليين إجراءها في مدينة القدس.
كما تتبدى أزمة اليسار في التباينات الواسعة بين قواه التي يعتبر بعضها اقرب إلى مواقف حركة حماس وبعضها الأخر اقرب إلى مواقف قيادة السلطة وحركة فتح، وقد انفجرت هذه الأزمة عند تشكيل حكومة محمد اشتية حيث شارك فيها كل من حزب الشعب الفلسطيني (الشيوعي سابقا) وحزب الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) المنشق عن الجبهة الديمقراطية، بينما رفضت فصائل الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وحركة المبادرة المشاركة في هذه الحكومة. وقد ادت هذه الأزمة إلى انفراط عقد التجمع الديمقراطي وهو صيغة ائتلافية تشكلت ولم تعمر طويلا وضمت كلا من الجبهتين الشعبية والديمقراطية وفدا وحزب الشعب والمبادرة إلى جانب عدد من الشخصيات المستقلة.
وسبق ان برزت أزمة أخرى عند انعقاد الدورة الثالثة والعشرين للمجلس الوطني الفلسطيني في نيسان 2018 حيث قاطعتها الجبهة الشعبية وشاركت بها الفصائل الربع الأخرى.
ويختلف اليساريون الفلسطينيون على تعريف من هي قوى اليسار وهل تنطبق على القوى الخمسة المذكورة أعلاه أم أن تنحصر فيها أم انها لا تنطبق عليها اصلا، وهل تشمل قوى أخرى ذات جذور وخلفيات يسارية مثل جبهة النضال الشعبي وجبهة التحرير الفلسطينية، ومجموعة "الحزب الشيوعي الفلسطيني" وهم الذين رفضوا التغييرات التي طالت حزبهم برنامجا واسما، ويمتد النقاش والخلاف ليشمل الهوية الفكرية لهذا اليسار واطرافه، انحيازاته الطبقية والاجتماعية، علاقاته بالسلطة (سواء قيادة منظمة التحرير وفتح او السلطة التي تقودها حماس في غزة) ، مواقف قوى اليسار من القضايا الاجتماعية والمدنية مثل الحريات المدنية وقضايا المراة والشباب، والعلاقة بقوى اليمين في الأطر النقابية المهنية والعمالية، وفي سائر الاتحادات الشعبية.
في عشرات المعارك الانتخابية والنقابية برز انقسام قوى اليسار وتشظيها الأمر الذي أفقدها اي فرصة لأن تتحول إلى قوى مؤثرة، فتبددت قواها وتشتت وعجزت حتى عن استقطاب الجمهور المحسوب عليها، وينطبق ذلك على عدة دورات لانتخابات المجالس المحلية البلدية والقروية، وعلى الانتخابات النقابية، وانتخابات مجالس الطلبة في الجامعات.
وإلى جانب ازمة العلاقات البينية والتحالفية لقوى اليسار وارتباط بعضها بالسلطة أكثر من ارتباطها بحلفائه الفكريين والطبقيين، تبرز جوانب أخرى لأزمة اليسار تتمثل في تكلس وجمود بناه التنظيمية وثبات هيئاته القيادية لعقود من الزمن حيث لا تتغير هذه البنى إلا بتدخل العناية الإلهية!! بعض الأمناء العامين لقوى اليسار ثابتون في مواقعهم ولا يتزحزحون منذ أكثر من خمسين عاما وقد ضربوا الأرقام القياسية الدولية في ذلك وربما لم يسبقهم فيها إلا اشقاؤهم في الأحزاب الشيوعية العربية وخاصة الحزب الشيوعي السوري والعائلة البكداشية.
ومن مظاهر الخلل والقصور في أداء اليسار إحجامه عن خوض معارك التنوير والدفاع عن قيم التقدم والعلمانية والحداثة وتماهيه في كثير من المواقف مع مختلف اشكال الخطابات غير اليسارية سواء كان القومي أو الوطني الشوفيني أو الاسلاموي، وإذا كان هذا التماهي يلتمس شعبية مؤقتة فقد اثبتت الأحداث والوقائع أن شعبية هذا اليسار في تراجع مستمر ولم تسعفه كل محاولات تطعيم خطابه اليساري بالمؤثرات القومية والإسلامية.
مؤخرا شاركت في ندوة عبر تطبيق زوم عنوانها "مقومات نهوض اليسار"، المداخلات مالت إلى الاجابة عن سؤال آخر: هل يوجد لدينا يسار أم لا يوجد؟، وهل من يدعون أنهم يساريون هم فعلا كذلك؟ وكما هو متوقع انهمك المتحدثون الرسميون في الدفاع عن احزابهم وفصائلهم، فالخطأ هو دائما منهم وليس منا!
كان لي راي متواضع : لا توجد ادوات موحدة او مشتركة لليساريين كي يتعرفوا إلى بعضهم ولكي يناضلوا سويا: لا مؤسسات، ولا نقابات ولا منظمات جماهيرية، عمالية أو طلابية أو نسائية او شبابية، ولا منابر أو مؤسسات إعلامية ، لا تاريخ ولا مصلحة ملموسة ولم تخض قوى اليسار اية معركة انتخابية مشتركة في البلديات إلا نادرا (كانت "البيرة للجميع" مثالا للندرة) ولا في الجامعات
كيف ينهض اليسار إذن أو يتحد من دون نضال مشترك؟ كيف؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا