الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إشكالية الأنظمة الأحادية

طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)

2021 / 6 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


منذ أيام قام مواطن فرنسي، بعمل لا يليق به كمواطن ولا برئيس دولته كرمز. حيث صفع المواطن الرئيس ماكرون على وجهه. لكن المفاجأة الحقيقية بالنسبة لي كمشاهد، أنه لم يتم تصفية المواطن ولا سمعنا صوتا للرصاص، وما كتبت الصحف الفرنسية بأنه خائن وعميل وينتمي لجماعات الشر التي تتربص بفرنسا وأيضا لم يتم استضافة أمه أو أحد من أسرته فى مديرية أمن الجيزة. عفوا مديرية أمن باريس، كضيوف لحفل تعذيب وسخرية، لكن الموضوع بكليته سيحال للقضاء إن لم يتنازل الرئيس ماكرون عن حقه. هذا المشهد ينبغي أن نفكر فيه آلاف المرات وعمل مقارنات كبرى نحيلها على التقدم الفرنسي فى شتى المجالات عن بلادنا، تلك البلدان التي نشتري منها احتياجاتنا وأسلحتنا لم توجه رصاصة إلى قلب مواطن أخطأ بحق رئيس البلاد، ومن هنا ندرك تماما قيمة الحريات وذاتيتها فى دفع عجلة النهوض بالأوطان. فالنظام الذي يتخذ من المعارضين والنقاد موقفا سلبيا بل تنكيليا، هو نظام هش بكل المقاييس، أو نظام غير مدرب على التعاطي مع الحريات والاختلافات بشكل تقدمي. فحينما ينتقد الدكتور ممدوح حمزة، بعض مشروعات الحكومة، يحال إلى نيابة أمن الدولة العليا ومنها إلى الحكم بالإرهاب، فى مشهد يثير الضحك والسخرية فى آن واحد، ولو أن ممدوح حمزة قام بسب وقذف رئيس الجمهورية لكنا له بالمرصاد، مطالبين بمحاكمته لما صدر عنه من جريمة غير مقبولة. لكن السؤال الموضوعي الآن: ماذا فعل ممدوح حمزة غير نقد بعض المشروعات التي تبين بالفعل عدم جدواها؟ هذا خلاف ما صدر من الممثل محمد على الذي تجاوز النقد إلى السباب، فى شق انتقاد القصور الرئاسية فهو محق تماما فى عرض وجهة نظره، لكنه بالتعدي سبا وقذفا على الرئيس وأسرته، فهو مدان عقابيا، وكان على الرئيس كمتضرر أن يتقدم ببلاغ ضده وتأخذ الأمور شكلها الطبيعي، أو أن يتجاوز فهذا حق أصيل لسيادته، فالنقد قيمة عليا، به تنهض البلدان، فرب رأي معارض يكسب النظام عشرات الأفكار الجديدة وحلولا لتجاوز أزمات كبرى، ورب آراء سلطوية أحادية تؤخر بلدانها قرونا إلى الوراء. إن وضع كتابا ومثقفين وفنانين وسياسيين على قمة قائمة المحاكمات والأحكام والتهم الساذجة، لن يحل أزمات وطن، بقدر ما يصنع حالة من الاحتقان والتراشق بين فرق تدافع عن وجودها لا عن أوطانها، فتترك القضايا الكبرى ونلتفت جميعا نحو تقاسم السباب واللعن. فهل يدرك النظام المصري قيمة الاستماع وسعة الصدر كي نمر من أزماتنا ونحيلها إلى نهضة تستحقها أول منارات التاريخ. مصر أكبر من أحوزة لا تعرف قيمتها، فأعيدوا النظر يا سادة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا، أي تداعيات لها؟| المسائية


.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات جديدة على إيران




.. لماذا أجلت إسرائيل ردها على الهجوم الإيراني؟ • فرانس 24


.. مواطن يهاجم رئيسة المفوضية الأوروبية: دماء أطفال غزة على يدك




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا الحربية أغارت على بنى تحتية ومبان