الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احتفلوا بالهزيمة تجدوا النصر

مصطفى چوارتايي

2006 / 8 / 8
الارهاب, الحرب والسلام


منذ سنة 1948، تتوالى الهزائم على العرب مرة بعد اخرى، العجيب والغريب، کل هذه الهزائم يسبقها اعلانا مسبقا عن النصر و انکسار و دحر الجيش الاسرائيلي، الا ان في النهاية، اسرائيل تحتفل بالنصر والشارع العربي يبکي و ينهار، يجر اذيال الخيبة واليأس، تارة ينددون بالحکومات، تارة اخرى يحملون امريکا المسؤولية، والادهى من ذلک يأتي محللون عسکريون، يفسرون الامور و الاحداث وفق هوى القناة المضيفة، يتحدثون عن امور خيالية لا نراها سوى في افلام الکارتون. کل من يفهم الف باء السياسة، يعلم مدى قوة اسرائيل العسکرية وقدرتها التسليحية التقليدية والنووية، و يعلم ايضا ان اسرائيل التي هزمت ثلاث دول في ستة ايام واحتلت اراضيهم و دمرت قوتهم الجوية والبرية، لا يمکن ان تهزم من قبل حزب مکون من بضعة الاف في منطقة صغيرة و مسلحة ببضع مئات من الکاتيوشا الروسية الصنع.

هذه المرة اسرائيل انتصرت قبل ان تبدا المعرکة، لانها ادارت دفة الحرب بمنتهى الذکاء و باسلوب حضاري، کيف؟

استطاعت اسرائيل ان تضمن کبرى الدول العربية المؤثرة الى جانبها علنا، کدول مصر والاردن والسعودية، هذه الدول نددت بمغامرة حزب الله و تمنعت علنا ان تدخل الحرب مع اسرائيل او تستعمل سلاح النفط. دول اخرى اعربت عن تعاطفها سرا و تمنت لاسرائيل نصرا على حزب الله. ضمنت اسرائيل تاييد اغلب دول العالم بما فيهم امريکا و بريطانيا و دول اوروبية اخرى، هذا في الجانب السياسي، اما في الجانب العسکري؛ بدأت في نشر المنشورات التحذيرية، تحذر السکان من قصف مناطقهم و تطالبهم باخلائها و هذا لم يحدث مسبقا، قامت بتصوير کل عملياتها الحربية اليومية، من تدمير منصات صواريخ حزب الله و مقراته و مستودعات ذخائره، لحد هذه اللحظة لم تقم اسرائيل بتمير الطاقة الکهربائية اللبنانية عدا ذلک تسمح بوصول المساعدات الانسانية و تراجعت عن التدمير الکامل لمطار بيروت.

على الصعيد الاعلامي، تقوم اسرائيل بنقل صور حية من المعرکة سواء کانت برية او جوية او عملية انزال، تنقل اضرار صواريخ حزب الله على اسرائيل و تعلن عن عدد قتلاها و جرحاها بصدق، بعکس حزب الله الذي يخفي خسائر‌ه، و يستعمل قنوات خليجية لعرض ضحايا المدنيين فقط، بقدر ما يتهم اسرائيل بقتل هؤلاء المدنيين، بهذا القدر يتهم حزب الله لمنعه الشباب و اکثرية عائلات الجنوب من مغادرة مناطقهم ليکونوا دروعا بشرية تحمي مقاتليه وصواريخه، ان نهاية هذه الحرب واضحة، وضوح الشمس، مجلس الامن يقرر بنشر قوات دولية کافية ومجهزة بکل انواع الاسلحة، و سوف تمنع هذه القوة حزب الله من اطلاق صواريخ على اسرائيل، بعد تامين سلامة اسرائيل، ينظر اللبنانيين الى جروحهم و دمار بلدهم، حينذاک يعوا أي نصر جاء به حزب الله الايراني الذي تسبب في دمار هذا البلد السياحي و تغييره الى اطلال مهجورة و مشابهة لاطلال افغانستان.... اسرائيل تحقق مثل کل مرة ماتريد، تضحک في النهاية، و يحتفل العرب مرة اخرى بالهزيمة في ثوب النصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية