الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إخفاقات الفكر الاشتراكي التقليدي ( 1 )

آدم الحسن

2021 / 6 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


وضعَ قادة الفكر الاشتراكي الأوائل اسسْ و مفاهيم ساهمتْ في بناء قاعدة علمية يمكن الاستناد عليها عند دراسة المسألة الاقتصادية و مهدت الطريق لإتباع الأسلوب العلمي في التفكير مما ساعد ذلك لاحقا الكثير من الاقتصاديين الذين تناولوا الحالات المعاصرة في الاقتصاد التي تطورت لدرجة عالية جدا تبدو و كأنها انفصلتْ تماما عن اصلها الذي انبثقتْ منه .

قبل تناول المستجدات التي طرأت على العمليات الإنتاجية و دخول الأتمتة الشاملة و الذكاء الصناعي في النمط الجديد من العمليات الإنتاجية لابد من العودة و الرجوع الى الوراء و لو بشكل سريع للمفاهيم الأساسية في الفكر الاشتراكي التقليدي و تناول أهم اركان هذا الفكر لمعرفة اسباب فشله في التعاطي مع متطلبات عصر ما بعد الصناعة البدائية .

إن مفهوم القيمة المضافة و فائضْ القيمة و كذلك قيمة العمل و قيمة قوت العمل هي تعاريف تُشَكِلْ اهم اركان الفكر الاشتراكي التقليدي و هي باختصار كالتالي :

اولا : القيمة المُضافة
هي تلك القيمة التي يُضيفها العمل من خلال العملية الإنتاجية على القيمة الأولية .
أما القيمة الأولية فهي العمل المُجَسَدَ و المخزون في المواد الداخلة في العملية الإنتاجية من مواد أولية و طاقة و غيرها لتكوين منتج جديد مع احتساب قيمة الاندثار في الآلات و المعدات .
و تعتبر هذه الزيادة أو الإضافة على القيمة الأولية في الفكر الاشتراكي التقليدي الثوري هي من صنع العمل .
اي إن القيمة المضافة = اجمالي العمل المُجَسدْ و المخزونْ في المواد المصنعة - اجمالي العمل المُجَسدْ و المخزونْ في المواد الأولية و الطاقة و غيرها - قيمة الاندثار في الآلات و المعدات .

ثانيا : فائضْ القيمة
هو الفرق بين القيمة المُضافة و الأجور المدفوعة للعاملين , و يتم تسميته في الاقتصاد السياسي الاشتراكي الثوري بقيمة الأجور الغير مدفوعة للعاملين .

ثالثا : قيمة قوة العمل
هي الأجور التي تدفع للعاملين , فالعاملون يبيعون قوة عملهم و ليس عملهم و صاحب رأس المال يشتري قوة العمل بأجور محددة و يوظفها في العملية الإنتاجية لتخلق قيمة العمل , و حسب الفكر الاشتراكي التقليدي الثوري فأن الفرق بين قيمة العملْ و قيمة قوة العمل هو نفسه فائضْ القيمة .
من هنا انطلق الفكر الثوري الاشتراكي ليعطي فائضْ القيمة اسماء و مفاهيم ذات صدى يهز مشاعر العمال , من هذه المفاهيم لفائض القيمة تسميات غير دقيقة غايتها التحريض على الصراع الطبقي و ذلك من خلال اعتبار فائض القيمة هي مقدار السرقة التي حققها اصحاب رأس المال من العملية الإنتاجية و ذلك لكون من يمتلك وسائل الإنتاج في النظام الرأسمالي هم اصحاب رأس المال و هذا النظام يسمح للرأسماليين بالاستحواذ على جزء من قيمة العمل دون وجه حق ...!

رابعا : التراكم الرأسمالي
يتحقق التراكم الرأسمالي من اضافة فائض القيمة الى رأس المال , من هنا تشكلت فكرة الصراع الطبقي ضمن النظام الرأسمالي و ذلك بوجود طرفين في هذا الصراع هما :
اولا : طبقة القوة المنتجة المستغَلة
و هم العاملون من عمال و فلاحين و غيرهم من الشرائح المنتجة .
ثانيا : طبقة مستغِلة هم اصحاب رأس المال .
الطبقة المستغِلة تسرق جزء مهم من عمل الطبقة المنتجة , و لأن الطبقة المستغِلة هي الطبقة الماسكة بالسلطة وفق ما تم تسميته بالنظام الرأسمالي لذا فأن الاشتراكيين الثوريين اعتبروا إن النظام الرأسمالي هو نظام قمعي يسيطر عليه طبقة الرأسماليين و هو اداة قمع لضمان استمرارية الاستغلال .. و هكذا تطور الفكر الثوري الاشتراكي و أسس حركات و احزاب للانقضاض على سلطة الرأسماليين و وضعوا خطة للثورة و حققوا نجاحات في بعض البلدان و اطاحوا بسلطة رأس المال و شكلوا سلطة العمال و الفلاحين في نظام ديكتاتوري اعطوه اسما صريحا هو ... ديكتاتورية البروليتارية .

(( يتبع ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا