الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نزعة إنكار الشناعات في تأريخنا

عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي

2021 / 6 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


في منشور على أحد مواقع التواصل االإجتماعي جرى التطرق الى ولع الخلفاء المسلمين باقتناء الجواري اللواتي سبين في الفتوحات الأسلامية، وإلى أسعارهن في أسواق النخاسة في الحواضر الأسلامية، وكيفية التعامل معهن. وتضمن المنشور أرقاما مهولة عن أعداد الجواري خاصة الأمازيغيات التي ولع بهن الخليفة عبدالملك بن مروان وأبنه وخليفته هشام أبن عبد الملك.

الأرقام التي وردت في المنشور مستلة من كتب التأريخ الإسلامي التراثية المعتمدة على مدى قرون، لكن أحد المتفاعلين مع المنشور اعتبره (( تشويها متعمدا للإسلام )). وفي هذا إفتراض ضمني بمعاداة صاحب المنشور للدين، وسعي إلى هدمه، ومعروف ما يمكن أن يترتب على وضع شخص ما في دائرة معاداة الدين. فما هي الحقيقة؟

لا ريب أن المؤرخين المسلمين كانوا يبالغون كثيرا في أعداد السبايا، ليس بقصد التشويه بالطبع وإنما بقصذ التفاخر، كما كانوا يبالغون بأرقام القتلى من الأعداء في الفتوحات الإسلامية. وذلك يعود إلى أن مدوناتهم لم تكن تعتمد على وثائق كما هو حال مؤرخي اليوم، وأنما على روايات متداولة. ولا شك أيضا أن من علق على المنشور لم يكن ليعتبره تشويها للدين لو أنه عاش في الزمن الذي يجري الحديث عنه، فالعبودية وأسترقاق النساء لم تكتسب آنذاك الصورة البشعة التي هي عليها الآن، بل كانت نشاطا تجاريا مشروعا، وظلت كذلك حتى الحرب الأمريكية التي أنتهت بتحرير العبيد، دون أن تساويهم بشكل كامل مع الآخرين، وحتى خمسينات القرن الماضي كان يتعين على أحفاد العبيد ذوي البشرة السوداء، في الولايات المتحدة، أن يتخلوا عن مقاعدهم في حافلات النقل العام لصالح أي أبيض لا يجد مقعدا شاغرا فيها.

ليس في التذكير بشناعات الماضي أي محاولة للتشوية أو الإساءة الى دين معين أو مجتمع معين، وفيما يتعلق بالإسلام فأن كتب الفقه الإسلامي تتضمن أبوابا مطولة تتعلق بالعبودية، وبالتعامل مع العبيد والإماء، والجوانب الحقوقية المتعلقة باستغلالهم جسديا وجنسيا. لكن التعصب الديني أنسى صاحب التعليق هذه الحقائق، وحال بينه وبين ما إراد كاتب البوست الوصول إليه، وهو أن الغرض من الغزوات ((الفتوحات)) التي صبغت بصبغة دينية لم تكن لوجه الدين قدر ما كانت لأغراض أخرى منها نهب الخيرات والموارد الطبيعية والبشرية للمجتمعات المفتوحة. ومثل هذا الإستنتاج لا يمكن نفيه أو أستبعاده، إلا إذا تأكد من يتصدى للنفي من خلو الخلفاء والطبقات الحاكمة في المجتمعات الأسلامية من نوازع الطمع والعدوان، وقدم براهين مقنعة على قناعاته، وعدم الإكتفاء بأنكار الوقائع التأريخية والزعم بأن أيرادها والتذكير بها ليس أكثر من ((تشويه متعمد للدين)).

أن مواصلة صبغ تأريخنا بصبغة دينية وتقديس ذلك التأريخ، والحيلولة دون تحليله تحليلا علميا، لا يلحق الضرر بالدراسات التأريخية فقط، بل يرسخ حالة الجهل والتعصب في الوعي الفردي والجمعي، ويديم توالد تيارات وحركات الإرهاب التي تتلفع بالدين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال رصين نشكرك عليه
خلف البهات ( 2021 / 6 / 10 - 21:22 )
تحياتي للسيد عبدالله عطية شناوة


2 - شكرا لك أخي خلف البهات
عبدالله عطية شناوة ( 2021 / 6 / 11 - 14:40 )
صادق الإعتزاز بتقييمك.


3 - لا خلاص للعقل العربي المُبرمَج على ثقافة المبالغة1
صباح شقير ( 2021 / 6 / 11 - 18:21 )
تحية للأستاذ الفاضل عبد الله شناوة

ذكرت أن المؤرخين المسلمين كانوا يبالغوا بأرقام القتلى من الأعداء في الفتوحات الإسلامية لأن مدوناتهم لم تعتمد على وثائق كما هو حال مؤرخي اليوم بل على روايات متداولة

يا سيدي من الماضي والى اليوم كذابين
في حرب 5 حزيران أسقطت مصر في الساعة الأولى من الحرب 70 طائرة! وسوريا 30 طائرة وعشرات الأسرى الصهاينة!
وفضحنا التلفزيون الاسرائيلي عندما نظّر الأعمى وأسمعَ من به صمم الحقيقة المخجلة المرّة
العرب ومع وجود الوثائق كذابين من يوم يومهم

وتقول
-العبودية وأسترقاق النساء لم تكتسب أيام الخلفاء المسلمين(الصورة البشعة التي هي عليها الآن) بل كانت نشاطا تجاريا مشروعا وظلت كذلك حتى الحرب الأمريكية التي أنتهت بتحرير العبيد دون أن تساويهم بشكل كامل مع الآخرين، وحتى خمسينات القرن الماضي كان يتعين على أحفاد العبيد ذوي البشرة السوداء أن يتخلوا عن مقاعدهم في حافلات النقل العام لصالح البيض-

أقول
التمييز ما زال موجود إلى اليوم بأميركا وغيرها
العبودية التمييز مرفوضين
لكن العبودية والتمييز والعنصرية في التاريخ العربي من بدءه الى اليوم تكتسب رفضا أكبر وأعظم

يتبع لو سمحت


4 - ما زال الاستعباد إلى اليوم باسم(الله رسول محمد)2
صباح شقير ( 2021 / 6 / 11 - 18:23 )
لأنه يُفترض أن الإسلام جاء ليحرر الإنسان ويحفظ كرامته كما يدّعوا وهذا لم يجري أبدا
وما يسوقه الدجالين من أمة اللت والعجن من فضائل الاسلام على الرعايا كله ثرثرات تدينها الوقائع المثبتة في كتب التراث ففرمانات التمييز ضد اليهود والمسيحيين والموالي وأصحاب البشرة السوداء معروفة وستبقى ما دامت مدعومة ببركةالسماء

عندما نذكر تاريخ أميركا وأوروبا في التمييز العنصري والاستعباد علينا دوما أن نتحسس البطحة فوق رأسنا
فالسعودية لم تلغي الرق والعبودية رسميا إلا 1962
أي كانت في ذيل العالم عند اعترافها المتأخر جدا الذي جاء بعد اعلان أميركاتحرير السود وبعد اعلان حقوق الإنسان عام 48 وهي التي يُفترَض أن تكون السباقة كونها أرض النبوةومهد الدين ومديرةأحكام الله
رضخ العرب لما أبدعته عقول المتنورين الغربيين في مجال حقوق الانسان وتحريره من الاستعباد والذل وذلك بسن القوانين التي تحفظ كرامة الانسان وحقوقه التي لم يأتي ذكراَ لها بحكم قطعي واحد من أحكام الله

وإذا كان التمييز والعنصرية والاستعباد جاري حتى اليوم في العالم فإنه لا يتم باسم الدين(الله رسول محمد)كماعند دواعشنا الفحول مغتصبو المسيحيات واليزيديات

يتبع


5 - سجّل جبريل أنه أول من أجرى عملية القلب المفتوح 3
صباح شقير ( 2021 / 6 / 11 - 18:25 )
مبالغة المؤرخين في تسجيل الأحداث بقصد التفاخر صفة لازمة للعقل العربي المفتقر إلى الدقة والحياد والمؤسَّس على التكرار والإطناب
ونظمنا التعليمية العربية لا تعتمد على تفعيل العقل

إليك بعض المبالغات يدرسها طلابنا
جبريل يملك 600 جناح والله مد المسلمين بـ 1000 ثم 3000 ثم بـ 5000 من الملائكة في بدر
كل رجل من أهل الجنة له 72 زوجة و4000 بكر و8000 أيم
كأننا في مزاد!
النبي أعطي قوة 40 رجل
ليلة مولد النبي سقطت 14 شرفة من ايوان كسرى وجفت بحيرات وولولت الاصنام
جبريل شق صدر النبي وغسله بطست من ذهب ثم أعاده الى مكانه
بهذا سجَّل جبريل أنه أول منْ أجرى عملية القلب المفتوح في الكون!

على هذا التراث الضخم يقوم الحضور الاسلامي فكيف تطالب بتحليله علميا؟
لغة مشبّعة بخيال مريض وثقافة مترهلة لا تصمد أمام أي تحليل

قلب المسلم متعلق بالحديث( تتناك)أهل الجنة بفرج لا يمل وذكر لا ينثني وشهوة لا تنقطع دحما دحما
ويحلم بالحوراء ذات مقعدة قدرها ميل من الأرض أي: 1609 متر
ترى كيف سيتصرف الرجل بقضيب سيكون بحجم حبة الصنوبر أو السمسم في هذه المقعدة الهائلة؟
ولماذا يحرّمون نكاح الدبر مع هذا الوصف الشيق للمقعدة؟

احترامي


6 - الصديق صباح شقير
عبدالله عطية شناوة ( 2021 / 6 / 11 - 19:53 )
أتفق مع الكثير مما أوردته، مع التأكيد أن العبودية تشكل مرحلى مديدة من تأريخ البشرية، سبقت ظهور العرب والمسلمين على مسرح الأحداث الأقليمي والدولي، وأزدهرت في ظل الأمبراطورية الرومانية، وأنغمرت فيها أمم وشعوب شتى، بما فيهم العرب والمسلمين، وأستمرت معهم وتواصلت بعد سقوط دولهم، ومازالت هناك أشكال من العبودية المقنعة والسافرة في عديد من بقاع العالم. وما رميت أليه من المقال مجرد محاولة لتحرير العقل العربي من ربط التأريخي بالديني. فلكل منهما إستقلاليته النسبية عن الآخر، والأعتراف بالجرائم التأريخية التي أرتكبت في مجتمعات يسود فيها الإسلام لا يعني بالضرورة عداء للإسلام كدين، بل إقرار بممارسات وحشية لها أمتدادها التأريخي في مسار التظور البشري.
أما نقد الدين والفكر الديني فأنه أيضا عمليه لابد منها لتطوير القيم الأنسانية في حياة البشر، وأيجاد قواسم مشتركة بينهم بغض النظر عن إختلاف معتقداتهم الدينية,
فائق إحترامي.

اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة