الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جولة في مشغل نياز المشني

عمر مصلح

2021 / 6 / 10
الادب والفن


كان للخطاط المرحوم ( موسى الفقيه ) حث سحري بين معجبيه , والمحيطين به.
وكما يبدو هنالك ثمة علاقة بالجين الوراثي حيث ينتقل ما بين أجيال الأسرة .. تلك الأسرة العريقة التي أنجب فحولاً كعمار بن ياسر والمتنبي شاغل الدنيا.
في عام 1964 تكحلت عيون ( علي يوسف ) بولد قُدِّر له أن يبرع في الرسم والخط العربي .. ويتميز بخط الرقعة عن باقي الخطوط العربية.
ذلك الطفل الفلسطيني .. ترعرع في كنف الأردن المحروسة .. فكتب الخاطرة والقصة والشعر .. وتوج بجائزة في القصة القصيرة وهو مازال ابن عقدين.
لكن ذلك لم يغنه عن الرسم , والترتيل في محراب الفن التشكيلي .. فكانت المحصلة أكثر من خمسين مشاركة في معارض الفن التشكيلي.
تطغي صبغة عشق الأرض على أغلب أعماله .. ولم يدع للون فرصة الدلال , بل اشتغل بكل أدوات الرسم ( ألمائي والبوستر والزيت والفحم والباستيل ..ألخ. ) بل وظف القهوة أيضاً في تكوين بعض أعماله , حيث يرسم ما تتركه من طعم ورائحة , بأنامل تعي حجم القضية .. ثم يتأملها , وهو يداعب أوتار ( الگيتار ) بتقاسيم تديم تواصله الروحي مع القدس .. عاصمة الدنيا منذ الخلق.
اشتغل بعض لوحاته باللون الملكي الذي يساعد النفس على تحقيق الأفضل / ألبنفسجي.
هذا اللون - من وجهة نظر النفسانيين - مرتبط بمستويات الإشتغال الفكري العالي , والذي يرمز للدماغ.
واستخدام هذا اللون لا يخلو من جرأة .. فلا يلجها إلا فنان مقتدر .. كون هذا اللون يثير الإكتئاب إذا ما أطلنا النظر إليه.
لكن فناننا البارع أجهض سطوة هذا اللون بالتحايل عليه بتخفيف بعض المناطق ليحد من هيمنته.
ففي لوحة ( ألعزف على الجراح ) .. ترك فناننا قاصداً , مساحات هائلة من الصمت .. لا أثر لتكوين .. لا أثر لحياة .. ليتولد اغتراب ورهبة تعتعت المتلقي إلى مسيرة جنائزية في مجاهل أرض شاسعة .. وعلى مقربة من موت - وهنا تكمن الروعة - ثمة عين سالت دمعتها من جهة غير سالكة للدموع , بعد أن فاضت , وتوعر مسلكها الذي كان.
هذه العين أعربت عن أسرار وحكايا لا يدركها إلا لبيب.
فتسقط أسفل آلة تنوح .. تشققت وأصدرت نشيجاً مقهوراً .. وترك عليها الدهر أسوأ الخطوط.
وما الأسلاك الشائكة إلا ضحكة حاقدة تلتف حول الرقاب.
ولو تأملنا الأعمال التي لونها بالقهوة .. لوجدنا مواضيعها – بالغالب – تتعلق بالأرض والإنتماء والتجذر.
والعلماء النفسيون يصفون عشاق هذا اللون بأنهم ذوات شخصيات قوية وحازمة .. وهو لون الأرض .. وهو دلالة رمزية للعبور من الظلام إلى الضوء.
كيف لا وفناننا هو ابن القدس الموغلة بالكبرياء والأنبياء.
فوضع هذا الفنان بصمة رائعة تؤكد ما ذهبنا إليه في لوحة ( ( من هنا عبرنا ) .. حيث جعل الصمت الشاهق يتسيد الممر الضيق , يقابله سن ناتئ يشي بعواء ذئب جاثم أما شجيرات أبت إلا الوقوف ببسالة , وفي لوحة ( ربيع الفطر ) , حيث جعل السماء ملبدة بالهموم .. والدعوات مشانق .. وخيبات الأمهات أجبرتهن على الركوع في حضرة الوثن.
وما بينهما حبة فطر تنز سمومها في الأرض وتتعالى.
هكذا أنطق فناننا البنَ ليبوح للفافة التبغ .
وفي لوحة ( دوالي الطين ) .. جعل الصمت كتلة جمالية وصيَّر الثابت متحولا .. وجعل اللون مقروءاً , وهذا ينم عن سحر كامن يجبر المتلقي على فتح شبابيك المخيال.
أما في لوحة ( جذور لا تموت ) فقد جعل الحوار يحتدم حد الإلتحام , بمهارة فارس يجيد شد الرسن.
أما حين نتأمل استخداماته للون فنلاحظ بشكل جلي أنه لا يخشى اقتراب او ابتعاد الساخن من البارد.
وألوانه تحيلني إلى ما قاله الدكتور عبدالغفار مكاوي ( روعة المنظر الطبيعي الملتف في ثوب الغروب أو في ثوب الحداد .. لا تستطيع أن تشغلك عن النظر ).
كيف لا وفناننا يتأمل وطنه الأم من خلف بحر ميت وجبال سود.
مما حدا به أن يبالغ بتوسيع الفجوات بين أحجار البيت حين يرسمه .. كونه يعي ماذا يعني التقارب.
ولا يبالي بالأشكال الهندسية التي اشتغل عليها الفلاسفة .. لكنه يحيل بياض الخامة إلى حكايا.
فأجده تعبيريا حيناً وواقعياً حينا آخر وسرياليا ببنفسجياته وانطباعياً بألوانه .. لكنه بالمحصلة النهائية – حسب اعتقادي – لا ينتمي إلا لذاته.
رسم الخيول والبورتريه وصمم العديد من الأغلفة , وبكل أنواع اللون .. إلا أن الغريب أنه لم يرسم بالجاف , وهو من يحيل الجفاف إلى واحات من الجمال.
ولشعوره بحجم الأمانة الفنية .. قام بإلقاء العديد من المحاضرات في الخط والرسم والتصميم والبرامجيات .
خلاصة القول .. أن الفنان نياز المشني قد أوصل لنا نصوصا مبهرة من خلال اللون والفكرة , وبأناقة باذخة .. وباح بحكايا وقصص مقدسية طاهرة.


مؤهلاته :
1. رسم وتصميم ) رسومات خاصة بالطباعة الحريرية. (
2. رسم وتصميم على الكمبيوتر ( جرافيك ديزاين ) .
3. رسم اللوحات الزيتية والفحم والمائي والرسم بالقهوة والرسم بطريقة ( ايربرش / كومبريسر ) .
4. إعطاء دورات بالخط العربي وبرامج التصميم ( فوتو شوب ، الستريتر ، فلاش ) .

بعض المعارض التي قام بها :

- معرض شخصي ( الكليه العربيه ) عام 1983 .
- معرض شخصي ( الكلية العربية ) عام 1984 .
- معرض شخصي ( الكلية العربية ) عام 1985 .
- معرض شخصي ( جمعية العبيديه ) عام 1990 .
- معرض شخصي عام 2007 / الدائرة الثقافية لامانة عمان الكبرى/قاعة المدينة
- معرض مشترك مع الفنان محمد بوليس ( الكليه العربيه ) عام 1986 .
- معرض جماعي ( الجامعه الاردنيه ) عام 1989 .
- معرض جماعي ( قاعة الحسين ) عام 2005 .
- معرض جماعي القدس عاصمة الثقافة العربية 2009
- معرض جماعي مئوية عمان 2009
- ثلاثة معارض جماعية مركز الملك عبدالله الثاني الثقافي / الزرقاء 2011
- معرض جماعي بمناسبة عيد الاستقلال المركز الثقافي الملكي 2011
- معرض جماعي القدس ذاكرة المكان والزمان المركز الثقافي الملكي 2011
- المشاركة بجائزة الملك عبد الله الثاني للإبداع / الفنون التشكيلية عام 2005
- المشاركة بعدة مناسبات وطنية .
- تصميم العديد من الشعارات والاغلفة

الأعمال الفنية التي قام بها :

1. رسم آلاف الصور الشخصية سواء بالأسود والأبيض (الفحم) أو الملونة (بالزيت+والمائي+الباستيل) بالإضافة لرسم الكثير من اللوحات الجداريه مناظر طبيعية وأثار...
2. رسم العديد من اللوحات الإعلانية بالاير برش (الكومبريسر) .
3. خطط العديد من اللوحات واليافطات الإعلانية
4. إعطاء دورات في خط الرقعة وبرامج الجرافيك ديزاين لموظفي الدولة .
5. رسم وتلوين ومعالجة الصور الشخصية على الكمبيوتر باستخدام برنامج PHOTOSHOP
6. نشرت لوحاته بعدة مجلات شهرية دورية مثل مجلة الشباب التي تصدر عن المجلس الأعلى للشباب لأكثر من مرة ومجلة أفكار التي تصدر عن وزارة الثقافة وكذلك مجلة عمان التي تصدر عن أمانة عمان وكذلك نشرت لوحات الخيول بأكثر من عدد في مجلة الصهيل المختصة بالخيل العربي الأصيل

مقتنيات
له لوحات في معظم الدول العربية وبعض الدولة الأجنبية مثل أمريكا وألمانيا والسويد ومجموعة لوحات في أمانة عمان - الدائرة الثقافية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا


.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما




.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في