الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجهة نظر في نقد راهن الحركة الامازيغية

محمد أسويق

2006 / 8 / 8
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


إن الوضع الذي تعيشه اليوم الحركة الأمازيغية لا يسمح لأي مناضل مسؤول بأن يسكت عن هذه الوضعية المأساوية التي لا تخدم إطلاقا وحدة هويتنا وثقافتنا وتاريخنا . وهي ظرفية محرجة بالفعل لا تشرف وجودنا كافاعلين في المجال . وإن كل سكوت وصمت وانزواء هوتكريس للامرغوب فيه وتعميق للأزمة ولفجوتها على مختلف الجبهات التي تنبئ بمستقبل غير مشرف لمسار حركتنا التاريخية
ودون أي نقد استعجالي هو تواطؤ بشكل غير معلن مع خصوم قضيتنا العادلة والمشروعة وان المأزق الذي وقعت فية يحتاج لمراجعة موضوعية على مستوى الدات والموضوع مع تبيان المقترحات والتصورات للفاعلين والمهتمين بالشأن الامازيغي وتجاوز الهفواة وقراءة التجربة من أجل تصحيح من الداخل بدل شيئ آخر والحفاظ على القاعدة الجماهيرية ودون المساس بها وهذا لن يتأتى إلا بحسم الخلافات ونبذ كل الممارسات الصبيانية والمتطفلة والإعراب عن تواضعنا والقبول بسلوكاتنا السلبية والإجابية مع التمسك بمفهوم التعددية من منظور حداثي يجمع ولا يفر. ليعزز على مستوى الممارسة ثوابتنا ومبادءنا كتكريس لمستقبل الرهانات والمكتسبات التاريخيةالتي تحتاج إلى مواقف سجاعة وتضحيات جسام وتنكر للذات عاجلا وليس آجلا.لأن وحدة قضيتنا هي فوق كل اعتبار حتى ندع أو نؤجل الخلفيات الذاتوية التي ليست في مصلحتنا سيما واننا امام تحديات كبرى يطرحها الراهن المغربي بانصياعه واختراقه لغزوالعولمة
ومن داخل سياق الحركة الامازيغية دائما ومن همها اليومي نحن اليوم واكثر من 4سنوات تحديدا نجتر واقعا ميؤوسا منه ممأزقا بالكاد جمد نشاطنا وقتل فينا الدينامية والحركية وحولنا من فاعلين اقتراحيين إلى ثرثارين خلف أبواب المقرات المسدودة . لا لشيئ سوى أننا أكثر ذاتويين وان الخلفيات السياسية تتراوح بين عدد الصفر..
ولتجاوز هذا المأزق الخطير المصطنع والمفبرك لا بد من جعل الأمازيغية فوق كل اعتبار بدءا من تفعيل العمل الجمعوي الهادف والمسؤول والتفكير في التنسيقات الفاعلة جهويا ووطنيا مع تسطير برامج فكرية ثقافية تكرس الجانب الأركيولوجي والأنتربولوجي واللغوي أكثر من أي نشاط ترفيهي لتكوين شبيبة مستقبلية جادة تدافع عن حقها في الوجود بشكل موضوعي وبأدلة علمية ولا نريدوها شبيبة اندفاعية حماسية لا تقرأ ولا تكتب ولا تقترح كما هو الحال الأن. والوصول لمثل هذه الاهداف والإقتراحات لا بد من الجانب الاخلاقي في العلاقات الشخصية على الأقل مع النوايا الحسنة في العمل دون كولسة أو بيروقراطية لأن هذا ماجمد العمل الجمعوي الرئة الحية للحركة الامازيغية بكل افتخار و كنشاط تحسيسسي وإشعاعي للتعريف بالقضية أولا وتوجيه الخطاب الذي يرفض الاقصاء للمسؤولين ثانيا فلا بد في التفكير مليا للعودة لسنوات العز التي ادينا عليها ثمنا غاليا بصمود النماضلين الامازيغيين قبل أن تخترقهم المصالح الذاتية والاغراض الشخصية
لذا فالعودة بنا إلى مايؤهل قضيتنا المشروعة بشكل عاجل جدا . واستثمار كل الإمكانيات المتاحة من المشروعية النضالية والتراكم التاريخي والقاعدة الجماهيرية الواسعة وسيادة الفكر الحقوقي على مستوى العالمي وتراجع المد القومي العربي الذي كان يعطي صلاحية واسعة للأنظمة العربية القمعية بإقصاء التعدد اللغوي والثقافي
وانطلاقا من هذه الشروط النسبية التي هي اليوم رهن الإشارة يجب أن ندفع بمسار الحركة الأمازيغية نحو أفق متجدد وصحيح أفق وطني ديمقراطي حداثي علماني يقوم على أنقاض الدولة المستبدة والكليانية من ناحية . ومن ناحية أخرى اكثر موضوعية لا بد لتهييئ انفسنا للترفع عن الخزعبلات التي لا مكان لها ضمن الفكر العلمي والعقلاني وأن الازمة المعاشة حاليا ليست بنيوية إطلاقا بل هي مفتعلة أو هي تجليات لطغيان الذات على الموضوع والإنصياع للتفهات ... فلا داعى لتبرير جمودنا وكسلنا بالمعهد الملكي هو فعلا جانب مساهم لكن نحن ايضا ساهمنا بقسط أكبر في تأزيم مسارنا النضالي وهذا يبدأمن العمل المرتجل الذي كنا نشتغل به بحيث اغلب الجمعيات التي كنا نشتغل داخلها لم تكن تمتلك استراتيجية واضحة كما لم تكن تعير أدنى اهتمام للتكوين الداخلي للمنخرطين
أضف إلى ذالك أن المكاتب المسيرة كانت لا تستشير مع المنخرطين إطلاقا وكانت تنفرد بالقرارات وبالمواقف ... توقع وتصدر بيانات دون علم المنخرط وهذا الغموض والكولسة والبيروقراطية ساهمت مع مرور الوقت بنفور المنخرطين بشكل صامت كرد الفعل على الممارسات اللاثقافية التي حولت الجمعيات إلى تنظيمات للهجرة والمصالح الذاتية ..... مع العلم أن المكاتب المسيرة ماهي إلا أداة لتنفيذ إرادة المنخرطين وهذه العبثية في العمل سببها غياب استراتيجية كما قلنا سابقا وتجربتنا الصغيرة والغير المؤهلة في المجال خصوصا وان الجمعيات ليس معها أطر عليا أو مستشارين وخبراء ميدانيين مما ظل عملنا حبيس الظرفيات والمواسم .ولتجاوز هذا التوتر كان على الاقل أن يكون لكل جمعية برنامج سنوي ... تلك هي شيئ من الثغرات التي أوقعتنا فيما لا يحمد عقباه وحتى لا نلوم الغير ونبرر ضعفنا ونوهم باننا أقوياء بسلوكات غير حداثية
ولكون الأزمة وطنيا وليست جهويا لا بد من عقد ندوة وطنية نستعرض فيها السلبي والإجابي ونضع النقط على الحروف بشكل واضح ونتواضح ونتواضع ونقر بكل ما سينسب إلينا ونراجع بشكل جدي خطواتنا ومنطلقاتنا وتكتيكنا واستراتيجيتنا . وفتح أوراش لتكوين أنفسنا قبل غيرنا وتجديد آليات العمل والمنطلقات الفكرية لان الحركة الامازيغية بكل صراحة تعيش أزمة تفكير نتاج لفعاليات غير مكونة اصلا وعمرها يبرر ذالك وإن تحقق هدا ستتحقق معه هيكلة تنظيمية جديدة بتفكير جديد يستوعب مضامين الخطاب الامازيغي ويعطي للامازيغية نفسا جديدا على جميع المستويات وهده الحركة التصحيحية يتحكم فيها التفكير الديمقراطي والإعتراف بالخطا والصواب معا .. وهذا يتطلب منا النضج والوعي والإستقامة عبر فتح منتديات النقاش وتفعيل عمل اللجان دون سلطة المكاتب التي ظلت تعتمد منطق اللوبيات وموازين القوى ولم تكن ابدا تتويج لممارسات ديمقراطية كما عايشت تجربتي شخصيا
وبكل مسؤولية ونحن نعتصر ألما اما م ما تتخبط فيه الحركة الامازيغية تعد البيروقراطية والكولسة وعدم اخذ بموقف المنخرطين والإرتجال وتكريس فكرة الزعامتية هي ما أوصلتنا لهذا الباب المسدود ولفتحه لا بد من مراجعت الذات اولا وأخيرا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة