الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقنية كورونا (الاستشهاد, الجزء الاخير)

احمد طاهر كاظم
باحث واكاديمي

(Ahmed Tahir Kadhim)

2021 / 6 / 11
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


تقنية كورونا (الدليل الجزء الاخير)
ضعف الجهاز المناعي وسقوط الدفاعات الحيوية لجسم الانسان تؤدي بالنتيجة الى اصابة الانسان بالإمراض بسهولة كبيرة, هنا سأذكر لكم قصة حقيقية كدليل لصدق السلسلة المقالية وهذه القصة حدثت في العراق تحديدا محافظة ذي قار قضاء سوق الشيوخ, حيث توجد قريتين صغيرتين متجاورتين الى حدما لنسمي الاولى القرية (أ) والثانية القرية (ب) حفظا للخصوصية, القرية (أ) هي قرية صغيرة نسبياً يصل عدد المنازل فيها الى حوالي 33 منزل, هذه القرية في أوج ظهور كورونا والتهويل الاعلامي والحجر الصحي واجراءات الحظر, لم تكترث لصفارات الانذار ولم تفعل اجراءات الحظر ابداً, فالناس فيها يقيمون مجالسهم الليلية (الكَهوة) بأستمرار ويشربون الماء بكوب واحد والشاي بــ (الاستكان) التقليدي كأنما لم يحدث شيء فحياتهم يمارسونها في الجائحة كما كانوا قبل الجائحة, وفي شهر رمضان حيث امتنع الكثير من رجال الدين المعممين من اقامة المجالس واعتذروا عبر صفحاتهم الفيسبوكية, هذه القرية لم تمتنع وهي الوحيدة التي اقامت مجالس عزاء طيلة شهر رمضان وبموائد افطار كبيرة, وجميع الناس الذين يحيطون بها ينتقدون اهلها بشدة, الا ان المفاجئة الغير متوقعة لدى الكثيرين ان سكان هذه القرية لم يصاب احداً منهم بأي عدوى كارونية بحسب ترويج الصحة, ولا يزالون يمارسون حياتهم بذات الاسلوب والطريقة وهم متعافون تماماً, علماً ان كبيرهم شيخ كبير بالسن مصاب بمرض تنفسي مزمن قديم, وبعد تعافي هذه القرية بشكل ملفت للنظر اصبحت قدوةً لباقي القرى والمناطق, حيث انخفضت الاصابات الى درجة كبيرة واصبح الناس يقيمون مجالس العزاء بشكل عام وبدون احترازات.
اما القرية (ب) فهذه القرية كانت محتاطة الى درجة كبيرة حيث ظهر افرادها في مواقع التواصل الاجتماعي وهم يلقون خطاباً يحذرون فيه من التجمعات خشية الاصابة بفيروس كورونا ويعتذرون من القرى المحيطة بهم, بأنهم لا يقيمون العزاء ولا يشاركون في العزاء او الافراح ويرفضون كل اشكال التجمع, فبقيت هذه القرية في معزل تام عن محيطها من القرى القريبة منها لا سيما في المناسبات العامة, الا ان سكان هذه القرية اصيبوا بما يسمى فيروس كورونا بشكل شبه كامل حتى مات لديهم عدد من احبائهم جراء ذلك بحسب تقارير الطب العدلي والفحصوصات المختبرية, واصبحت هذه القرية منطقة موبوئة معزولة اجتماعياً لا يحبذ الكثيرين من الناس الدخول لها, هنا شعر الناس بالاحباط الكامل وبعزلتهم فحاولوا كسر هذه العزلة والتواصل مع المحيط الاجتماعي والان يعيشون حياتهم بسلام وامان.
اردنا من هذه المقارنة ان تكون دليلاً فعلياً للافكار التي طرحناها في السلسلة المقالية السابقة وان تؤكد فكرتنا الاساسية وهي تقنية كورونا تعمل وفق اسس اجتماعية ونفسية وهذه تقنية جديدة لم يشهدها العالم من قبل حيث اعتاد المجتمع العالمي على الحروب الجرثومية والنووية التي تخلف الدمار وتدين المعتدي, اما في هذه التقنية لا متهم ولا دمار مادي, وبرأيي المتواضع ان (اوكست كونت) نجح بشكل كبير من تحقيق هدف الفيزياء الاجتماعية او علم الاجتماع في التحكم بالظواهر الاجتماعية او العلاقات الاجتماعية بين الافراد, ختاماً لا يسعني الا ان اشكر حسن متابعتكم لهذه السلسلة المقالية, كما ادعوكم الى عدم التعجل في الحكم عليها وتركها للسنوات القادمة لتؤكد صدق طرحها, و اوجه ندائي الى الدولة العراقية بضرورة انشاء مراكز بحثية عالية الامكانيات وعدم الاعتماد على الاطباء فالطبيب هو ممتهن والممتهن يرغب ان يمارس مهنته ويتمنى الكثير من المراجعين, تحياتي للجميع وشكراً لكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا