الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أرض الغزالة، حسن خضر

مهند طلال الاخرس

2021 / 6 / 11
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


#أرض الغزالة حسن خضر كتاب يقع على متن ١٧٦ صفحة من القطع المتوسط، وهو من منشورات بيت المقدس برام الله والصادر بطبعته الاولى سنة ٢٠٠٣.

كتاب يتضمن سيرة حية ومُعاشة، ومن رحم الواقع لمسيرة المناضل والمثقف والمهجر الفلسطيني في حله وترحاله عبر سنين الغربة والتشريد، ومواكبته لكل الفصول التي تعرض لها الشعب الفلسطيني والثورة الفلسطينية من القهر والاخضاع والافناء والترحيل والتهجير الى العودة الى ارض الوطن.

والكتاب بهذا المعنى جاء كسيرة وطنية مترجمة كقصيدة ملحمية او نصا نثريا ذي عمق فلسفي يُطرب ويفرح، وهذا النوع من النصوص قل نظيره في نتاجنا الادبي وهي جائت على نفس المنوال الذي جاء به رسول حمزاتوف في كتابه الشهير "داغستان بلدي" ويتشارك معه في نفس المضمار خطبة سياتل زعيم الهنود الحمر "الدواميش" في امريكا في خطبته الشهيرة امام المُحتل الابيض الامريكي، وهذه النصوص الثلاثة: ارض الغزالة وداغستان بلدي وخطبة سياتل تكاد تكون من اجمل ما كتب في هذا المضمار، فمثل هكذا كتابات تُعبد الطرقات الى قلب الوطن ليصبح الوصول اليه اسرع واجمل، لكن قيمتها الاكبر تكمن في انها تعيد نحت حدود الوطن في اعماقنا ليبقى متجذرا فينا اكثر، ولكي نبقى فيه الى الابد.

الكتاب بفصوله وعناوينه االسبع ( شظايا الواقع والزجاج، حكاية عائلية، خبز العرب، هل كنتُ هنا، رجع الصدى، ارض الغزالة، ظل بعد الغياب) كتاب يستحق ان يقرأ لجزالته وعمقه واشكالية الاسئلة التي يطرح، فالكتاب ونصوصه هي من ذلك النوع ذو الاثر العميق الذي يبقى يعتمر الذهن وتختمر فيه الافكار، وبحيث تبقى هذه الافكار تعانق سدرة المنتهى بما لها من دالة على فضاء الحرية الرحب، وبحيث تبقى هذه الافكار تتصارع حد الجنون الى ان تعطينا نصا مكثفا غنيا بالمعاني وزاخرا بحكايا الوطن ويحمل في طياته كل معاني الحب والجمال لفلسطين الوطن والانسان والتاريخ والقضية، فمثل هكذا نصوص لفرط جمالها، ولعمق ادراكها لطبيعة الصراع، ولتمكنها الجميل من تصنيف الاشياء وتوصيف الخصوم، ولوطنيتها المرهفة المكللة باكليل الغار والزيتون؛ تستطيع ان تحجز مكانها في الذاكرة رغما عن النسيان واعوانه، فمثل هكذا نصوص اثرها يبقى ولا يزول.

في هذا الكتاب ان تمعنت نصوصه بجدية، تجد ان مسا من شعر محمود درويش قد اصابه، وان تمعنت اكثر ربما تجد ان كثيرا من افكار ومواضيع تناولتها قصائد درويش قد خضعت للبحث والتمحيص مع حسن خضر صاحب هذا النص، في هذا الكتاب حتما ستجد كثيرا من الافكار المتلاقحة بين حسن خضر ومحمود درويش، لكن الاهم من كل ذلك ان حسن ومحمود كلاهما ادرك مبكرا معنى ان نطرز من اسم فلسطين الصورة الاجمل، وان نعطي ونعطي بلا ثمن، لاننا من هنا وهذا بيت القصيد وزبدة الحديث ومربط الفرس.

هذا الكتاب لا يكتمل التقديم والاحتفاء به إلا وكان من الواجب استعراض بعض المقتطفات من نصوصه، فمثل هكذا كتابات قد تظلمها بعض القراءات والمراجعات المكتوبة على عجل.

☆في يوم موغل في القدم ، عندما إكتشف المكان صورته في مرآة الزمان، لم تتغير أشياء كثيرة منذ ذلك اليوم ، لم يتغير المواطنون ولا الغزاة، بل تغيرت أدوات الحرب فقط.

☆يقول جابوتنسكي : يحب الفلسطينييون بلادهم كبقية شعوب الارض،لذلك لن يقبلوا بمشروعنا ، ومن العبث التفكير بحلول وسط معهم، فما علينا فعله حماية المشروع بجدار من الحراب،وعدم المساومة معهم او التفكير في حلول وسط معهم ،بل دحرهم بعنف كلما حاولوا إختراق هذا الجدار وهدم المشروع. بهذه الطريقة فقط وبعد هزيمتهم يمكن التوصل الى اتفاق معهم.

☆طردونا وطاردونا، ولا نشعر بالخروج من التاريخ، او بالهزيمة النهائية، فكلما لاحت نائبة من النوائب، نقول المرة القادمة خير، ننتظر خير المرة القادمة، فتأتي المرة القادمة بمزيد من النوائب، نقول المرّة القادمة خير. كأن المرّة القادمة اسمنا الحركي، وعلامتنا في التاريخ والزمن.

ولمن يريد العثور على علامات المرّة القادمة ان يتأمل وداع امهات قرويات لاولاد هربوا من البيت، رغم ارادة العائلة، وسقطوا شهداء. فجأة ، وسط تلك اللوعة التي لا تعرفها سوى الامهات-اللوعة التي نفشل في تحويلها الى كلام- تقول الام الثكلى: فداء لك يا فلسطين...

☆ لا احد ينجو من مصيره، ولا احد يعيش خارج زمنه. وقد شائت لنا الاقدار ان نقطع الطريق على قبيلة تريد الثأر من التاريخ، وتريد تحويلنا الى دليل على كفاءة الانتقام، شاءت لنا الاقدار ان نعترض طريق الخرافة، كما فعل آباؤنا واجدادنا منذ مائة عام وحتى الان.

سنسقط وننهض، ونسقط وننهض، ونسقط وننهض، حتى تسقط الخرافة وننهض، لأننا هنا ومن هنا. ذلك ما يقوله مشهد اولاد يجابهون الفولاذ بقبضات مؤمنة ودم صريح.

☆في صيف عام 1948 جاء آخر العابرين على الأرض. جائوا من كتب قديمة تطعم الخليقة لغول الخرافة.....
لم يتركوا ولم يخرجوا بل أخرجوا. حملوا الاسم والمفاتيح الخشبية والمعدنية الغليظة، وتركوا للوادي الذي استأنسوه ولم يكفوا عن الشكوى منه، ان يأخذهم في النهار الى اول ليلهم وأوضح الغياب.

لم تكن الخيام قد ظهرت. ولم يكن العالم قد اكتشف ، بعد، ضرورة تنظيف ضميره بالبطانيات والمعلبات. هام اللاجئون في طرقات المدينة ، وجد الاوفر حظا صداقة قديمة تعفيه من شبهة التشرد، وعثر الاقل حظا على بيت مرتجل من الصفيح في ارض خلاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغدة تقلد المشاهير ?? وتكشف عن أجمل صفة بالشب الأردني ????


.. نجمات هوليوود يتألقن في كان • فرانس 24 / FRANCE 24




.. القوات الروسية تسيطر على بلدات في خاركيف وزابوريجيا وتصد هجو


.. صدمة في الجزائر.. العثور على شخص اختفى قبل 30 عاما | #منصات




.. على مدار 78 عاما.. تواريخ القمم العربية وأبرز القرارت الناتج