الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من مزامير داوود الأولى في بغداد

محمد المهدي السقال

2006 / 8 / 8
الادب والفن


تدورُ الرأسُ مليئة بالنغم الأخضرْ
مفتونة بالعشق على حافة بركان
تداعبُ ما استبقى غضبي
من رذاذِ لهيبٍ أصفرْ
حزينة هذه الرأسْ
*******
قالوا :
ما ليس له فرج يُؤنثُ ويُذكرْ
قلت :
هذي رأسي كذا تؤنث وتذكرْ
وليس لها فرج أبكرْ
كل حيطانها
منخورة الجنبات وأكثرْ
كل مجاريها
أنْهُـر بها صبتْ منيا أحمرْ
*******
قالوا :
لا ناهية لا نافية للجنسْ
قلت :
أي اللاء ين سهل مَنالُها
قالوا:
لا الناهية
قلت :
في بلدي النافيةُ الجنسَ أسهلْ
*******
قالوا:
السن بالسن والعين بالعينْ
قلت :
في بلدي السن لِضحكِ الهُزْءِ والرياءْ
في بلدي العينُ عين لوِرد البكاءْ
*******
قالوا :
الله واحد أحدْ
ودلوني على السماءْ
مالكُ الشمس والقمرْ
فتُهمي
إذا شاء المطرْ
وتُلقي إذا شاء باسم القدرْ
قلتُ :
في بلدي الله اثنانْ
للآخرِ في الأرضِ بين البشرْ
كرسي أكبرْ
*************
قالوا :
شاهد الزور في النارِ
ثم أوقدوا الحطبْ
يلقون بالبسطاءْ
قلتُ :
في بلدي الشاهدُ في القبرْ
مباءة من خشبْ
ناطقة بالحق
حروفها من ذهبْ
ودلهم شجني
هناكَ خلف سواقي الضجرْ
يفضحه التمني بلون البحرِ
على وجه
ذاب عنه الجليدْ
تَحللُ في الجراحْ
************
قالوا :
الصبرُ مفتاح الفرجْ
والباب خلف أيوبَ مغلقْ
قلتُ :
أي هؤلاء من ساكني موجات الصبرْ
حفاةً يمشون في الأشواكْ
عراةً يلُفهمُ السرابْ
مهما بنا طال النوى
في انتظار الفجرْ
فسيأتينا زمانْ
يونع فيه الترابْ
يورق فيه الشجرْ
***********
قالوا :
من يزرع الريحَ يحصد العاصفةْ
ودلوني على أفقٍ بلون الجمرْ
قلتُ :
في بلدي تَزرعون الكدرْ
ما خضهُ عصفُ الرياحْ
حباً من حمإٍ مسنونْ
أتعبهُ التيهْ
شارداً بين الحفرْ
**********
قالوا :
الموت أهونُ الشرينْ
قلت :
في بلدي الشر الأكبرْ
صنم أصفرْ
له ملك ما في الأرضْ
يغرقنا أبداً عسلاً أشقرْ
قلت :
هل أخلدَ فرعونَ خـوفُ العبيدْ ؟
هل أخلد وجه باسم التترْ ؟
حتى يخلد فينا
سرابُ المنى بمحو الضجرْ
رغم الحديد ورغم النارْ
لا بد لليل أن ينجلي
لا بد أن يستفيق البشرْ
قالوا:
خذوا الرأس مال بها الهوى
مفتونة بالوهمِ
وخيالاتٍ أُخَرْ
تصْلَى برحيق الغدرْ
وادفنوا ما تبقى فيها من أثرْ
لِتكنْ للشر قُرباناً
لتكنْ مَحْواً لإثمِ البشرْ
قلتُ :
في بلدي الرأسُ لا تحمل غيرَ الحَجَرْ
مهما يداريها أميرُُ للسحرْ
عَلٌها تخنو
تُساكنُ أغلى الوَبَرْ
لا ترى غير الجفاءْ
لا تحمل غير الحجرْ
**************
قالت:
دعْ عنك لومي
قلتُ :
ما نفعُ العتابِ
ومضيتُ أحرق من عمري خُطىً
كانت سبيلي إلى الوهادِ
ليتها عاندتني
عثرتْ بي
مثلَ خطى الزمانِ
فأركبتني
سراب حلمٍ
أبحرُ في ملاءةِ دخــاني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد


.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد




.. كيف نجح الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن طوال نصف قرن في تخليد


.. عمرو يوسف: أحمد فهمي قدم شخصيته بشكل مميز واتمني يشارك في ا




.. رحيل -مهندس الكلمة-.. الشاعر السعودي الأمير بدر بن عبد المحس