الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكثرة تغلب القراءة

ابراهيم سبتي

2006 / 8 / 8
الادب والفن


تفتخر شبكات الاعلام والصحافة العالمية بانها تسابق الحدث فور وقوعه ، وربما تتنبأ بوقوعه حسب ما ادعاه احد مراسلي CNN.. فتتلقى جميع وكالات الانباء، الاخبار المنشورة في صحف وقنوات هذه الشبكات باعتبارها مصدر ثقة الجمهور التي تولدت منذ عقود لوصولها الى قلب الحدث بسبب ضخامة النفقات التي تتحملها ولكثرة المراسلين .. ففي كل دولة توجد صحف معروفة وربما واحدة تكون محل ثقة الجمهور والمراسلين معا .. في بريطاني صحف مشهورة عالميا .. التايمز ، الاندبندنت ، الاوبزرفر ، صنداي تايمز والديلي مرر ، في امريكا تشتهر نيويورك تايمز وواشنطن بوست ونيوزويك وفي مصر تشتهر الاهرام والاخبار وفي لبنان النهار والسفير وفي فرنسا الفبغارو وفي موسكو البرافدا .. ان الصحف العالمية الشهيرة تقف خلفها امبراطوريات عملاقة من الشركات والمصارف
واللوبيات .. ونحن نفتخر ايضا ولكن بصحف صارت تراثا عراقيا خالدا كما تماثيل سومر وبابل المركونة في واجهات متاحفنا ..صحف صدرت في بداية القرن العشرين وسجلت احداثا ويوميات لواقع العراق السياسي والاجتماعي والفكري واستحقت ان تكون مرجعا مهما لدراسة تاريخ العراق الحديث .. ان المتتبع لتاريخ الصحافة العراقية سيجد صحفا صدرت واشتهرت لكنها افلت وصارت في عداد الذكرى .. فكانت صحف بواكير القرن العشرين قد اشرت وقالت ماقالته وسجلت لها موقفا مثل الرقيب ودجلة وصدى بابل والعرب وصدى الاسلام والاوقاف والزمان وصدى العهد ولسان العرب والمستقبل والمفيد والفرات والاستقلال ثم توالت صحفا اخرى في الصدور في ثلاثينيات واربعينيات القرن الماضي مثل الاهالي والاخاء الوطني وحبزبوز ونداء الشعب ، فكانت سجلا حافلا للحق والباطل ، سجل فيها البعض من الادعياء عنترياته وبلل اوراقها بدموعه على مصير الشعب ، وسجل فيها المحكوم بأمر قاهره ، الامه وبلل هو الاخر بدموعه اوراقها من الضيم والامتهان وقلة الرزق وضعف الحيلة .. واستحقت الصحف بحق ان تكون تاريخا وثائقيا رسميا تفيد الدارس والباحث ومتعاطي اخبار الحوادث والكوارث والحروب ومآسي الفقر والجوع .. نقول كيف لنا الاحتفاء بصحافتنا اليوم وهي تمارس التغطية العراقية الحقيقية وتواكب عصر ا الانفتاح الديمقراطي وعصر الفدرالية وعصر ثقافة الايميل والموبايل والاطباق اللاقطة والهاتف الصوري ؟
انها بلا شك تسجل حقبة جديدة لافكار ورؤى تصب بالتالي في مصلحة البلد .. لكننا نعجب ويحق لنا العجب لهذا الكم الهائل من الصحف الصادرة يوميا .. فبلد بحجم العراق وبعدد سكانه تصدر فيه اكثر من مئة صحيفة !
ياللهول كيف يحدث ذلك ؟ كيف سيقرأها المثقف والعامل والموظف وربة البيت ؟ قطعا انها مسالة نسبية ، فلا نستطيع قراءة اكثر من صحيفة واحدة او اثنتين ، وبذلك نكون قد خسرنا قراءة مئة اخرى !
لكننا نسأل ايها تستطيع نقل هموم الناس وآلامهم والاحداث الساخنة بروية ومنهجية ؟
ايها ستنقل عنها وكالات الانباء العالمية ؟ وايها ستكون اكثر تميزا من غيرها ؟ رغم انها جميعا عراقية وهمها عراقي ، الا ان الكثرة تغلب القراءة . وقد نجد يوما وكالة عراقية بحجم فوكس نيوز وفرانس برس ونوفستي ويونايتدبريس
لتنقل ماتنشره صحفنا المئة الى العالم وبذلك نحقق سبقا لم يسجله احد قبلنا ونؤسس امبراطورية اعلامية مترامية تنافس اعتى الوكالات وصحفها الشهيرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا.. جدل حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البلا


.. جدل في موريتانيا حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البل




.. أون سيت - لقاء مع أبطال فيلم -عالماشي- في العرض الخاص بالفيل


.. الطفل آدم أبهرنا بصوته في الفرنساوي?? شاطر في التمثيل والدرا




.. سر تطور سلمى أبو ضيف في التمثيل?? #معكم_منى_الشاذلي