الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البيدوفيليا في العراق ..اضطرابات تهدد مستقبل الفرق الكروية

هيلين محمد

2021 / 6 / 13
حقوق الانسان


البيدوفيليا في العراق.. اضطرابات تهدد مستقبل الفرق الكروية

قصص من وحي الواقع على ذمة قائليها: نعم تعرضنا للتحرش بكل انواعه!

الكاتبة/هيلين محمد- بغداد

صراخ وبكاء واستغاثة، هذا ما حدث داخل غرفة تبديل الملابس في إحدى ملاعب كرة القدم في بغداد، العاصمة العراقية، حيث ثلاث فتيان يحاولون "افتراس" ضحية بعملية جنسية.
يروي محمد عدنان والد لضحية، قصة مأساوية حصلت لولده، قتل بسببها حلم طفولته، حيث يقول "دخل ولدي الى غرفة تبديل الملابس فاذا بثلاثة فتيان تتراوح أعمارهم بين 12 - 15 ربيعاً، يضعوه في زاوية ويتحسسون جسده.. لم يكن يعرف ما الغاية من ذلك، وما يرد فعله به".
ويستطرد عدنان "آخذ ولدي يبكي ويصرخ الى ان سمعه بعض اللاعبين وجاءوا بمدرب الفريق، الذي قام بدوره بطرد الشباب دون اخبار اولياء امورهم او ذكر سبب فصلهم, اما ولدي فالجميع كان ينظر اليه كشريك في الحادثة لا ضحية".
ويؤكد والد الضحية، أن تلك الحادثة تركت أثرًا مؤلماً في حياة أبنه وقتلت حلم طفولته، وصار معزولاً.
الفئات العمرية التي تملائها الاحلام والطموح هنالك من يقتل هذه الطفولة وهنالك من يتربص لهذه الاحلام والموهبة ويقتلها بدماء باردة، فالفرق الرياضية الشعبية خاصة كرة القدم، في العراق كثرت فيها الامور السلبية.
غالبية الأطفال وقعوا ضحية اعتداء جنسي، أما لاعبين آخرين، أو حتى من قبل مدربين، فبعض المدربين لا تهمهم الموهبة بقدر جمال اللاعب، وكل ما كان جميلاً ضمن اللاعب مقعدًا أساسيًا في الفريق، وفي طبيعة الحال، ليسوا جميع المدربين يسيرون على نفس المنوال.
التحرش او العنف الجنسي ضد الطفل هو استخدام الطفل لاشباع الرغبات الجنسية ويتضمن غالبا التحرش الجنسي من قبيل ملامسته او حمله على ملامسة المتحرش جنسيًا.
و تلعب الأسرة دورًا مهمًا في تجنب وقوع مثل هذه الأمور، حيث فمن خلال التنشئة الاجتماعية يكون الإنسان اما سويًا ام منحرفًا، لذلك من الضروري توجيه الطفل بصورة مباشرة "افعل، لا تفعل"، والجناح الثاني هو القدوة وتكون اشد تأثيرًا لان الطفل منذ صغر سنه يلاحظ ويتأثر بما يدور حوله فيقلد من هم اكبر منه.
يقول (م.ع)، لاعب فرق شعبي، إنه "في كثير من الحالات حصلت مشاجرات دامية بين المدربين من اجل الفوز بأحد اللاعبين الوسيمين"، مضيفًا "الضحية يصبح اشبه بالملكية الجنسية الخاصة لمن يوقع به، ولايمكن لشخص آخر ان يتقرب منه".
يكمل اللاعب، حديثه قائلًا "التحرش الجنسي في الوسط الرياضي تحول الى ظاهرة، لم يعد يقتصر على منطقة دون غيرها".
من جهته، ينتقد الباحث الاجتماعي حيدر صباح "عدم وجود دوائر رقابية داخل الاوساط الرياضية والاندية تختص بمعرفة السلوكيات المنحرفة ومعاقبة المخالفين"،
ويتهم الباحث، الجهات الرياضية بـ"الصمت" حيال تفشي ظاهرة التحرش الجنسي في الميادين والملاعب؛ وعدم مناقشة هكذا مواضيع مما ادى الى تفاقم المشكلة.
ويردف بالقول: "ان المدربين لديهم اساليب غير اخلاقية مع اللاعبين ولو وجد القانون، لحكم على أغلب المدربين بالمؤبد".
أما (م.ج) احد مصوري الشرطة المجتمعية التابعة لوزارة الداخلية العراقية، يشير إلى أن أخيه يمتاز بقوة مهارته في لعب كرة القدم، "لذا قرر الذهاب إلى إحدى الفرق الشعبية في منطقته، وأجري الاختبار، الدرب في تلك اللحظة اعجب بمظهره كان صغير العمر وجميل الشكل"، لافتًا إلى أن "المدرب قرر ضمه الى الفريق وبدأ بالتدريبات وكان مميزًا بين البقية وبدأ اللعب اساسيًا".
ويضيف "بعد فترة طويلة، امتنع المدرب عن الزج بأخي واستمر بالتحدث مع المدرب عن السبب وكانت جملته المتكررة للمدرب ( ليش متخليني العب... ليش متنزلني)"، مردفًا "في تلك الاثناء طلب منه المدرب ان يذهب له بعد التمرين الى غرفته الخاصة.. ثم طلب من بتلبية رغابته وإلا فأنه سيبقى جليس الدكة.. أخي امتنع عن الانجراف لرغبات المدرب وترك الفريق واستغنى عن حلم طفولته".
ويعرف الباحث النفسي د.ناهض موسى، التحرش الجنسي بانه "نوع من الانتهاك البدني فيه خدش للحياء خاصة في مجتمعاتنا الاسلامية"، مشيرًا إلى أن "التحرش لايكون فقط باللمس فقط فهنالك تحرش بالالفاط ويتطور الى ان يصل تحرش باللمس وينتهي بالنشاط الجنسي".
واعتبر ناهض، ان "التحرش موجود بالعراق كما هو بكل بلدان العالم وانه يزداد بغياب الروادع الدينية والاخلاقية ويتناسب عكسيا معها".
من جهته، يبين القانوني مسلم الوائلي، أن "اغلب القضايا في السنوات الاخيرة هي حالات الاعتداء والتحرش الجنسي على الاطفال واصبحت تزداد بسبب تخوف الضحية من التكلم او اقامة دعوى".
ويتابع حديثه "في العراق تعتبر جرائم التحرش الجنسي بالأطفال من أفظع الجرائم في قانون العقوبات العراقي، واعتبرها ضمن الظروف المشددة عند إيقاع العقوبة".
وقد أشارت المادة 393 في الفقرة الثانية منها باعتبارها ظرفًا مشددًا "يعاقب بالسجن المؤبد أو المؤقت كل من واقع أنثى أو ذكرًا بغير رضاها أو رضاه إذا كان من وقع عليه الجرم لم يبلغ سن الثامنة عشر عامًا كاملة".
لاتوجد احصائيات عن الاعتداء الجنسي تقدم صورة كاملة لانتشار هذه الظاهرة، فالخوف من "العار" وعوامل عدة تمنع عدد غير معروف من الضحايا وذويهم من تلقي العلاج او السعي اليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط


.. خالد أبو بكر يرد على مقال بـ -فورين بوليسي-يتهم مصر بالتضييق




.. جامعة كولومبيا: فض اعتصام الطلبة بالقوة واعتقال نحو 300 متظا