الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موت هاسفيروس

بلقيس خالد

2021 / 6 / 14
الادب والفن


قراءة خاطفة
رائحة طيبة من خشب ٍ جديد
هاسفيروس: مصير الإنسان المبهم

العنوان يعلن عن موت وليس عن حياة شخص، وقفا الكتاب يقدم لي
البطاقة التعريفية التالية(أن السيد المسيح (ع) عندما أرادوا معاقبته أراد أن يستريح فأتكأ على حائط بيت آهاسفيروس،فمنعه هذا لذلك عاقبه الله يقضي عمره متجولا)..
هذا التعريف ذكرّني برواية المؤلف التاريخية (بارباس)
التي قرأتها منذ سنوات. وحين قرأت (موت هاسفيروس) توفرت لي هذه الملاحظات..
الرواية تتمحور على لحظات قدسية هي الحج المسيحي إلى القدس، ولمست أن أكثر من ستين صفحة يكون الوقت فيها ليلا وهذا الليل منقسم بين الداخل والخارج..
الداخل هو النزل الذي لاذ الحجاج فيه بسبب المطر وهؤلاء الحجاج خليط من رعاع الناس ومن الملأ،
فالنزل من قسمين الطابق الثاني للأغنياء. (وفي الخارج تهدر العاصفة /ص37)..(المطر والعاصفة يخبطان حول النزل/ص55)..
في الداخل الظلام تتحكم فيه المصابيح الزيتية،والصمت متوفر (فالحجاج النائمين يغطون في الظلمة وتسمع أصوات تنفسهم / ص37 )
وهناك قلة من البشر يواصل الكلام ورجل واحد يمارس الصمت والإصغاء، هو الداخل الأخير إلى النزل، وحين يركع الحجيج فأن
(الوحيد الذي بقي قائما هو الأجنبي/ ص66) وهذا الأجنبي هو رجل متوجس من برقٍ يتعقبه أو كما يصفه السارد العليم(يتراءى له أنه مُتّعقّب من البرق/ ص5)
والبرق يصير علامة ً شخصية ترافق الرجل الجديد، فحين تلقي إحداهن نظرة على الأجنبي الذي دخل فيظهر لها(أنّه مُتعقّب من البرق/ص6) والرجل الغريب
( بدا مرتطماً بهذه الكلمات التي كالبرق/ ص54) ويتكرر ذلك حين يصف رجل امرأة يصادفها في غابة (حين سمعت خطواتي قفزت كالبرق/ ص24)
والبرق ُ ستجسده ديانا وهي تفتدي توبياس . ديانا التي رأت سهما منطلقا من غابة نحو توبياس فإذا بها(بسرعة البرق أنطلقت ورمت نفسها أمامه95)
وستتحول ديانا سادنة تحت الأرض لسنديانة كبيرة قديمة تنام مطمئنة في جوارها.
الذي يصفه السارد :الرجل المتعقّب من البرق، هو الأذن التي تنقل لنا أحاديث توبياس والمرأة التي اطلق عليها توبياس اسم ديانا..
وفي مجرى الأحداث واختفاء ديانا في منتصف الطريق الى القدس واختفاء توبياس في البحر عاد الرجل المتعقب من البرق الى حجرة مظلمة وهو مستلقٍ يسرد لنا المشهد الاخير
حين ازاح القس الستارة وتدفق النور كاشفا عن الكثير من الاسئلة.
لفت قراءتي هذا التودد المتباطئ بين توبياس ورجل البرق، يتحول تلازم وثيق بينهما أثناء العاصفة الثلجية :
(ظل توبياس مدة لا يعرف ماذا يفعل، لأنه لا يمكنه ترك الغريب ثم ذهب الأثنان ص86)
لفت انتباهي ذلك الفارس الذي طاف حول كوخ المرأة المسجاة ولم يدخل
كما طالت وقفتي حين يحرس توبياس السيدة المسجاة وتوغل مشهد المرأة الموسومة في إنسانيتي .
حقا ان هذه الرواية رائحة طيبة من خشب جديد
............................................
رواية موت هاسفيروس للروائي بيرلاغر كفيست
ترجمة: مجيد الكعبي.
دار الأدب البصري للطباعة والنشر في العراق/ البصرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع