الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثلية الجنسية والأعراف الاجتماعية (القسم الثاني والاخير)

منظمة مجتمع الميم في العراق

2021 / 6 / 14
حقوق مثليي الجنس


المثلية الجنسية والأعراف الاجتماعية


تتغير الأعراف الاجتماعية على مر الزمان، فالواقع الاجتماعي اليوم هو غيره بعد خمسين سنة، وهو ليس ما كان قبل خمسين سنة، فالمجتمع في حالة حركة دائمة؛ الوقائع الاقتصادية والسياسية تلقي بضلالها عليه، تقدمه او تؤخره، تطوره او تراجعه؛ هذه الحركة تخلق قيما وعادات واعرافا جديدة، المجتمع في مسيرة حياته يتفق عليها، يقبلها، قد تكون بعض تلك الأعراف في البدء عند المجتمع غير مقبولة، مستهجنة، مستنكرة، لأنه "تعود" على نمط محدد من الأعراف، لكنه في النهاية سيقبلها، يتماشى معها، خصوصا إذا اخذت الطابع العالمي.

السلطة السياسية "الدولة" في أي مجتمع، هي من ترسم بعض تلك الأعراف، او تساعد، تدعم، على انشاءها، بسبب ان مصلحتها تقتضي ذلك، او انها قد حوصرت من المجتمع الذي يريد فرض ارادته، فرض هذا التقليد او ذاك، كما يحصل في بعض من دول أوروبا حول المثلية الجنسية؛ فالسلطة السياسية "الدولة" هناك بدأت تنصاع شيئا فشيئا لواقع بدأ ينشأ بقوة، وأصبح المجتمع يتقبل وجود المثلي بشكل طبيعي جدا، بل لا يتجرأ أحد على تجريحه او خدشه حتى ولو بكلمة.

الان، وبالعودة الى حادثة رفع علم المثلية الجنسية على سفارات بعض الدول الاوربية، هل تفاعل المجتمع في العراق مع هذه الحادثة في وقتها؟

كانت سلطة الإسلام السياسي تعيش أسوأ ازماتها الوجودية، والتي تمثلت بانتفاضة أكتوبر، هذه الانتفاضة التي كادت تطيح بهذه السلطة الفاشية؛ المجتمع كان متفاعلا بالكامل مع مجريات هذه الانتفاضة، فالعشرات من المنتفضين يسقطون يوميا، غير عمليات الخطف والاغتيال؛ حاولت هذه السلطة استمالة المجتمع الى مواقعها، بنشر الاشاعات حول الانتفاضة بانها تريد نشر "الرذيلة والشذوذ والفحش والاختلاط بين الجنسين" الا انها جوبهت برفض شديد من قبل المجتمع، صحيح ان هناك شريحة من المجتمع "الديني" التابع للسلطة قد تفاعل معها، لكن في الاعم الاغلب فشلت سلطة الإسلاميين بجر كامل المجتمع الى ما تريد؛ حتى عند الهستيريا والهيجان الاسلامي الذي رافق حادثة رفع علم المثليين، لم يتفاعل المجتمع بذاك القدر الذي ارادته هذه القوى، والذي ارادت به افشال انتفاضة أكتوبر.

الأسئلة كثيرة حول تلك الحادثة، فهي تتوالى عندما ترى مواقف تلك الدول حول العمليات التي قامت بها قوى الإسلام السياسي بقتل، وبصورة بشعة، وعلى مدار ثمانية عشر عاما للمثلين دون موقف حقيقي وجاد من هذه الدول ضد هذه السلطة، وتتسأل مع نفسك لماذا هذا الموقف الاوروبي المخزي تجاه قضية المثليين؟ لماذا يتم رفع علم المثليين في ذلك الوقت تحديدا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات واعتقالات بجامعة تكساس أثناء احتجاجات على دعم إسرائي


.. مراسلة العربية: إسرائيل طلبت إطلاق سراح 20 من الأسرى مقابل ه




.. اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين


.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل




.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر