الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعلام النكسة مازال حاضراً

رضي السماك

2021 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


حظيت ذكرى حرب يونيو 1967 هذا العام باهتمام عدد غير قليل من الكتّاب العرب الذين تناولوها في مقالاتهم، ولعل مرد ذلك مصادفتها مع العدوان الأسرائيلي الأخير على غزة، وكانت تلك الحرب التي شنتها إسرائيل على ثلاث دول عربية، مصر وسوريا والأردن، عُرفت بحرب الأيام الستة، حيث أبتدأت بيوم الخامس من الشهر نفسه حتى العاشر منه، وكان أول من أعلن هزيمة العرب فيها الرئيس المصري جمال عبد الناصر في خطابه مساء يوم 9 يونيو حيث أطلق عليها تعبير " النكسة"، كما شاء الكاتب الصحفي الشهير المقرب منه محمد حسنين هيكل الذي أعد له مسودة الخطاب، ثم أضحت شهرة المصطلح مدوية في الإعلام العربي؛ تماما كمصطلح"النكبة" الذي أصطكه المفكر القومي قسطنطين زريق تعبيراً عن هزيمة الجيوش العربية في فلسطين عام 1948التي أنتهت بتأسيس إسرائيل . فألى يوم الخطاب كان جل العرب يعيشون في أوهام البيانات العسكرية اليومية عن الأنتصارات الكاسحة بوصول الجيش المصري على أعتاب تل أبيب التي كان يذيعها بصوت حماسي المذيع والمعلق السياسي المشهور أحمد سعيد في محطة "صوت العرب"، وبعد ذلك اليوم فقط توقفت بيانات أحمد سعيد عن الانتصارات وتعليقاته الثورية وقدم أستقالته بعدئذ في سبتمبر 1967. ومع أن سعيد اُتخذ طوال عقود مشجباً لتعليق أخطاء الإعلام المصري القاتلة في التعامل مع حرب 67، إلا أنه ظل يؤكد في كل المقابلات التي اُجريت معه أنه كان ينفذ توجيهات القيادة السياسية ممثلة في عبد الناصر الذي لم يكن في الأصل ينوي خوض الحرب لولا أنه وجد نفسه محشوراً في زاوية ضيقة لخوضها، وكان من ضمن أسباب قراره بذلك مراهنته على تكرار سيناريو حرب 1956 التي أنتهت بهزيمة عسكرية وأنتصار سياسي بفضل موقف القوتين العظميين، أميركا والاتحاد السوفييتي واللتان كانتا ضد أستمرار الحرب وبخاصة الأخير الأكثر تشدداً.
وصحيح أن أحمد سعيد جرى أستبعاده فلا يجرؤ مسؤول في الأنظمة الشمولية أن يستقيل من تلقاء نفسه ، إلا أن السياسة الإعلامية الرسمية الموجهة غير الشفافة ظلت كما هي وأن جرى الاعتراف المراوغ بالهزيمة. كما إن نهج حكم الفرد والأستفراد بالقرار السياسي ظل هو هو بلا تغيير، بما في ذلك اعتماد السياسة القمعية البوليسية للتنكيل بالمخالفين لرأي الرئيس عبد الناصر . وفي فترة الثلاث سنوات الأخيرة من حياته بعد النكسة ( 1967-1970) جرى أعتقال كتّاب يساريين وعاديين ومن ضمنهم نوال المحلاوي، مديرة مكتب هيكل المقرب جداً، منه دون علمه، وكذلك لطفي الخولي وزوجته وغيرهم من الكتّاب اليساريين .
وإذا كان الكتّاب والباحثون العرب الذين أتخذوا من مذيع صوت العرب كبش فداء لتعليق أخطاء الإعلام المصري والعربي عامة خلال حرب 1967 عليه جراء أعتماد سياسة التضليل الإعلامي زمن الحرب؛ فلا أحد منهم تطرق لخطورة أعتماد سياسة كهذه على مصائر الشعوب اللهم القلة؛ والحال فإن الأنظمة العربية جمعاء أدمنت نهج سياسة عدم المكاشفة والمصارحة واللجوء للكذب على شعوبها؛ سواء في زمن الحرب أم في زمن السلم، فالسؤال الذي يفرض نفسه هنا: كم أحمد سعيد يوجد في إعلام أنظمتنا العربية بمجملها ينفذون سياسات الكذب التضليل الا علامي منذ حرب عام 1967؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو