الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل غيرت الانتخابات الفلسطينية وجه التاريخ؟(رقم2)

سمير دويكات

2021 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


المحامي سمير دويكات
لم تكن الانتخابات في أي بلد عبر العالم والتاريخ سهلة، بل فيها الاجراء والإجراء وعمليات كبيرة تبدا من اليوم الاول وحتى نهايته، وهي الاكبر في أي عاصمة بعد الحرب، أي انها تحتاج الى اعمال كبيرة ونفقات وموازنات ونتيجتها ان تكون متغيرة ومغيرة لأنظمة الحكم، وهي العمليات التي تجرى وتنظم من قبل جنود مجهولين من اجل استفتاء الناس على اختيار الاصلح وهي ليست وليدة العصر الحديث بل مورست بأشكال مختلفة في قديم الزمان ولم تكن المنطقة العربية بعيدة عنها، ولو كانت بأشكال اقل مما هو موجود.
في العام ستة وتسعين جرت انتخابات عامة، دون المحلية وقد تنافس عليها الكثير ولكن لم يكن هناك منافسة حقيقية لان الاحزاب والهيئات الحزبية كما افردها القانون آنذاك لم يكن لها جهوزية كاملة وكون انها جاءت بعد تفاهمات اوسلو وهو امر لم يكن جاهز فكريا لدى بعض الاحزاب على الرغم من جهوزيته عند الفصيل الاكبر وهو حركة فتح والتي خاض منتسبيها الانتخابات ضد بعض ولكنها كانت انتخابات من نوع خاص على الرغم من عدم الاهمية الكبيرة الا ان اهميتها كانت في كونها انتخابات لأول مرة لاختيار نظام الحكم في فلسطين.
طبعا وجاءت بعد عشرة سنوات تقريبا انتخابات رئاسية وقد اختير رئيس جديد بعد استشهاد عرفات الامر الذي حتم على الجميع تغيير السياسة في الدولة ولكن هذا الامر لم يحدث كثيرا الا ان المرشح الجديد تبنى خيار المفاوضات كطريق اوحد وفتح العلاقات مع الجانب الاخر والامريكان على مصراعيه، ليتبين بعد عشر سنوات اخرى ان الاخرين لا يرغبون في مفاوضات تؤدي الى نتيجة، فساروا في الطريق الصعب نحو تعزيز الاستيطان وقتل الفلسطينيين وتشريدهم وغيرها من الاعمال.
وفي العام الفان وستة جرت انتخابات المجلس التشريعي وهنا بدا التاريخ الفلسطيني يتغير بصعود المنافس الاخر على الساحة الفلسطينية وهو حركة حماس من خلال اوسع الابواب وهو سيطرته بالأغلبية على المجلس التشريعي، وهو ما ادى الى انتفاضة عالميا وخاصة من الصهاينة والامريكان في المقاطعة وعدم احترام الخيار الفلسطيني عبر صناديق النزاهة والشفافية، الامر الذي ادى الى تسليم السلطة للمنتخبين الجدد في رام الله ولو مؤقتا ثم حصل الصراع في غزة وادى الى سيطرة حماس على المشهد في غزة بعد ذلك بسنة فقط، وبقي حتى اليوم ولم تنجح كل الفصائل في حل لغز الانقسام الذي مزق الوحدة الفلسطينية وجعل البغض مسيطر على الوضع الفلسطيني الى اليوم.
ولا شك انه وبإجراء هذه الانتخابات بدا تاريخ فلسطيني جديد عبر بروز اغلبية شعبية قادرة على قلب نظام الحكم، وخلال السنوات التالية برزت مطالبات بإجراء انتخابات مبكرة وقد تم وضع قانون جديد باعتماد التمثيل النسبي الكامل بالانتخابات الا انه وحتى هذا العالم لم تكلل الانتخابات بالنجاح فجرى تأجيلها كل مرة، وهذا الانقلاب في التاريخ ينتظر ان يكون هناك انقلاب اخر، ولكن لا اعتقد ذلك لان الاطراف لم تغير من استراتيجيتها الوطنية والشعب الفلسطيني لن يكون له او عنده خيارات مقبولة بل ستكون مبتورة او يكون هناك انحراف في تنظيم الانتخابات من الاطراف السياسية اللاعبة على الساحة الفلسطينية، والسؤال الكبير في مقالنا القادم متى ستجري الانتخابات؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30