الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلف قضبان وطن

هدى الكناني
كاتبة و باحثة

2021 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


بين جدران ذلك السجن الكبير الذي يتسمى "وطن" ، ذلك القفص الذي يترسخ في قلوبنا وعقولنا باتت خيوط العناكب ترسمُ لوحاته التي تعج بالفوضى والخراب حتى حجبت تلك العناكب ضوء الشمس عن دخول إلى قلب ذلك السجن الذهبي الذي يحمل بين الزوايا وعلى تلك جدرانه حكايات نُقشت وأحكام سُنت وقوانين شرعت لتجعل العالم اكثر تنظيماً وعدلاً ولكن نعيش واقع مجحف حيث ان الذي علم البشرية القانون يعاني من فوضى عدم القانون و الأرض التي شرعت حقوق البشرية تنتهي فيها حقوق أهلها،
نعم انها عجلة الظلم التي التفت حول هذة الارض الجميلة لتصبح سجناً كبيراً لكل من يعيش عليها يسيطر عليها العناكب وتحكمها خفافيش الظلام التي تعتاش على جراح ابناء الوطن والامهم.
حيث بسطت تلك الخفافيش سيطرتها بمساعدة العناكب السامة نعم انها اللحظات الاخيرة بل انها الانفاس الأخيرة لهذا الجسد العظيم بل هي
للحظاتُ ما قبل النطق بالحُكم بقتل الجسد الذي انبثقت منه الحظارات وفية عاشت أكبر امجاد الأرض، اضحى هذا العملاق الكبير اسيراً تحت رحمة العناكب تنسج بيوتها حيثما تشاء لتشوه وجهة الجميل ليتحول إلى سجن كبير يضم بداخلة أبناءه الذين يتحينون الفرصة تلو الاخرى للهرب منه بعدما كان جميع من الأرض يهرب اليه.
نعم انه اضحى سجن يضم بداخلة الأبرياء نزلاء تلك الجدران مع ذكريات طالما حلمو ان يكونو جزء منها اما الان فقد بات الحائط مرسماً لأحلامهم التي قُتلت وراء تلك القضبان، وراء تلك الأعمدةُ الحديدية أمضيت نصف لعلهم يتخلصون يوما مما هم فية من جور وظلم اما الباقي من المستقبل مازال قيد المجهول. مازال تحت رحمة الظلم والجبروت ، فنحن بإنتظار معجزةٍ تنفذُ حكم العدالة بتلك الخفافيش وأعوانهم من عناكب الخراب التي علة صوتها بين اروقة السجن الكبير .مستبيحة المبنى تتجول بين تلك الغرف الصامتة، تُعزفُ موسيقى الحرب والسرقة والدمار وتتغنى بأنتصارات واهية على ابناء جلدتهم، وفي الطرف الاخر يجلس ابناء هذا السجن الكبير الأبرار وهم يبتلعون الغصة ، فمنهم من لم ينطق الحكم بقضيته، ومنهم ينتظر متى ينفذ فية حكم الاعدام وآخرون شارفوا على الرحيل إلى شمس الحرية بعدما فقدو ابصارهم او اطرافهم ، وغيرهم بات السجنُ منزلهم المؤبد فلا مهرب منه ولا نجاة والان أصبحت الصورة اكثر وضوحاً والقادم سيكون اكثر ظلماً وفساداً، يجلسون جميعهم يتأملون الخلاص من هذا الظلم يتبادلون القصص يسندون ظهورهم إلى بعض موجهين انظارهم إلى تلك النافذة التي اضحت منفذ الهواء الوحيد الذي يربطهم بما يكون خارج ذلك السجن يأملون ان يكون لهم يوماً ما صوتاً يصدحون به بوجة الظلم ويستعيدون امجاد قد سرقت وأحلام قتلت يستردون امجاد قد رسمتها صلابة اجدادهم وهمة اسلافهم يرسمون بأيديهم خطوات نجاح بلد اضناه السرقة والتلاعب والعمالة، فكما كان سيعود ويقف من جديد هذا العملاق الكبير بالهمة التي يحملها أبناءه المخلصين ويعود اقوى مما كان عليه وسيصرخ بأعلى صوته ليرتعب منه كل خفافيش الظلام هرباً وستكون القضبان تنتظرهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير


.. مصادر طبية: مقتل 66 وإصابة 138 آخرين في غزة خلال الساعات الـ




.. السلطات الروسية تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة | #


.. مراسلنا: غارات جوية إسرائيلية على بلدتي مارون الراس وطيرحرفا




.. جهود دولية وإقليمية حثيثة لوقف إطلاق النار في غزة | #رادار