الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا للعداء للشيوعية ولحزبهم المجيد .

صادق محمد عبدالكريم الدبش

2021 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


الشيوعية كفر والحاد ؟..
هل كانت الشيوعية قبل فتوي محسن الحكيم غير ملحدة وكافره ؟..
ولماذا نسمع تلك المعزوفة بين فترة وأخرى ؟..
ما المراد في هذا العداء عند البعض ؟؟..
سأل أحد الأخوة السؤال ، عن فتوى المرجع الديني في فترة الستينات ، السيد الحكيم رحمه الله .
هذا السؤال .. القديم بقدمه والجديد المتجدد اليوم ؟..
ألم يكن اليوم مكسور وصدئ بائس ؟..
يحاول خصوم الشيوعيين إشهاره بين فترة وأخرى لتحقيق مكاسب سياسية وبطرق لا أخلاقية !.. .
غايته وهدفه التصدي بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة ، وبأساليب لا تخلو من الريبة والشك والإساءة ، لهذه القوة الوطنية المخلصة النظيفة فكرا وفلسفتا وسياسة وعقلا ويدا وأخلاق ونزاهة ووطنية .
الحياة زكتهم وشهد لهم الخصوم قبل الأصدقاء ، كونها قوة لا ينازعها أحدا في الوطنية والإخلاص والتضحية في سبيل الوطن والمواطن ، وصدق توجهها ووضوح سبلها وأهدافها ، ومناصرتها للضعفاء والكادحين ، ووالنضال من أجل استقلال العراق ورخائه وازدهاره وتماسك نسيجه الاجتماعي .
رغم هذا ..! وما لم نذكره من خصال ومزايا لهؤلاء الأوفياء الجوادين بالنفس والنفيس للشعب والوطن !..
فمازالت بعض الأصوات النشاز تنعق ، عبر وسائلها المتاحة من منابر وفضائيات وإعلام عنصري طائفي مجافي للحقيقة لا وطني .
يرفعون شعارات سيئة السمعة والصيت ( يا أعداء الشيوعيين أتحدوا .. جهارا وفي الخفاء ) ودون حياء وبلا ا ضمير ، دون خشية وخجل .
العراق دولة ديمقراطية حسب ما جداء في الدستور ، فنحن في ظل ( دولة ديمقراطية ، تدين بالمواطنة والوطنية وقبول الأخر حسب الدستور العراقي ، وما يدعيه نظام الإسلام السياسي الحاكم ، وما يسوقونه في خطبهم وما يَعِضونَ به من على منابرهم ومساجدهم ، وفي لقاءاتهم مع القوى السياسية ومع الشيوعيين على وجه الخصوص في لقاءاتهم واجتماعاتهم وبنفاق سياسي كشوف .
الحقيقة يعرفها الكثير وسنوات حكمهم تتحدث بأن هؤلاء لا يمتون للديمقراطية وللتعددية وقبول الأخر بصلة ، ولا لأي شكل من أشكال الحوار الذي يهدف لإعادة بناء دولة المواطنة وتحقيق المساواة والعدالة وتحقيق الأمن والسلام والتعايش .
ويعلمون جيدا بأن العداء للشيوعية وللشيوعيين يعني العداء للديمقراطية وللتعددية وللمرأة ولحقوقها والعكس صحيح تماما .
فما رأيكم أيها الناس من كل الذي يحدث من نهج وسلوك هذه القوى الظالمة ، وما يسوقونه من سياسات حمقاء متخلفة ومعادية للحياة ؟..
كم من السنوات نحتاج حتى نخرج من مستنقع وظلام هذه السياسة الميتة المعادية لأماني وتطلعات شعبنا وقواه الخيرة ؟...
والى أي كارثة يرسلون العراق وشعبه وإلى أي مستنقع ، نتيجة نهجهم هذا
، الذين يسيرون بالبلاد والعباد في منزلقات خطيرة مدمرة للحياة على أرض العراق ؟..
أين نحن من دولة المواطنة ومن التعددية ومن ( الدولة الديمقراطية المزعومة !!!؟؟ ) .
لا أدري ما المقصود بالإلحاد ؟ ..
في قاموس اللغة يعني الإنكار ؟...
أم يريدون به التكفير ويفسرونه كما يحلو لهم ؟ ..
فإذا كان المقصود به الإنكار ؟..
فهذا يعني بأن الجميع مؤمنون ، والجميع ملحدون في الوقت نفسه ، كون الإلحاد إنكار ما لا أُؤمن به !..
والإيمان يعني كل ما أقر وأؤمن به وأعتقد .. أليس هذا هو الإلحاد ؟..
أما الكفر والتكفير بالمنظور الديني فهو إنكار كل ما يخالف قواعده وأحكامه وفلسفته ونصوصه ، وشتان ما بين الأثنين !..
الشيوعيون لا ينكرون على أحد معتقدهم وما يؤمنون به ، وللأخرين الحق الكامل في ذلك .
وفي نفس الوقت لا يحق للأخرين إنكار حق الشيوعيين في ما يعتقدون وما يؤمنون .
فكرهم أي الشيوعيون وفلسفتهم ونهجهم يقوم على الاختيار والتعددية وقبول الأخر ، وهم ماديون في نظرتهم وتفكيرهم ونظرتهم لحركة الكون والمجتمع ، وتقوم على أساس قوانين الديالكتيك والعلم والمعرفة .
ويقرون بكل القوانين العلمية والفلسفية في تفسير وتطور الحياة الكونية وقوانينها الوضعية ، وكل ما حصل من تطور في مختلف العلوم الإنسانية ، والعلوم التطبيقية المادية وقوانينها .
وهذا ينسجم مع حركة الكون وقوانينه وما تم اكتشافه ، وجميعها جاءت منسجمة مع حاجات المجتمع البشري والناظمة والمسيرة والميسرة لحياة البشرية وتقدمها .
وأعتقد بأن فتوى السيد الحكيم في فترة أوائل الستينات ، جاءت نتيجة لضغوط سياسية أكثر منها فتوى شرعية ودينية ، وهي بنت زماناها ومكانها .
ولم تكن تلك الفتوى قد أضافت على المشهد السياسي في حينه شيء يعتد به ، بل العكس خلقت فجوة عميقة ألحقت الضرر البالغ بالمشهد السياسي وبالمجتمع العراقي في تلك الفترة الزمنية المشوبة بالصراعات والتمزق والشقاق .
اليوم هناك محاولات محمومة معادية لتطلعات شعبنا ، في التعايش والأمن والرخاء والسلام ونبذ الكراهية والطائفية السياسية ، ومن أجل إشاعة السلم المجتمع والعمل على إعادة بناء دولة المواطنة وتحقيق المساواة والعدالة وإعادة الأمن والسلام لربوع هذا الوطن الجريح الممزق .
سياسة العداء للشيوعية تعني العداء للشعب وللتعايش وللسلام وللمواطنة ، والعداء هذا ا ينتقص من مكانة الشيوعيين ومن هويتهم ومن نهجهم المنحاز الى جانب الشعب وقواه الخيرة ، بل العكس فإن العداء للشيوعية ينتقص من مكانة وسمعة المعادين للشيوعيين ، وهذه حقيقة ناصعة قد زكتها الحياة .
العراق وشعبه يحتاج إلى تظافر جهود كل الخيرين والوطنيين والتقدميين ، الحريصين على شعبهم ووطنهم ، الساعين لإعادة الحياة لهذا البلد العظيم بأهله وتراثه وتأريخه وما يمتلك من خيرات مادية وبشرية وطاقات ومواهب عظيمة .
التعاون والتعايش والمشاركة الفاعلة لبناء حاضر ومستقبل البلاد والعباد ، هو المطلوب والمرغوب ، وليس العداء للشيوعيين ولحزبهم العظيم ، والإلغاء والإقصاء والتنكر للدستور والقانون ولمبادئ الحرية والديمقراطية .
إشاعة السلام والمحبة والفرح ، هو المطلوب والمرغوب اليوم ، وليس خلق النزاعات الفكرية والسياسية والطائفية والعنصرية والتناحر وتفتيت نسيج مجتمعنا وفسيفسائه الجميل .
الواجب يحتم علينا جميعا السعي لتحقيق هذه الأهداف والقيم النبيلة السامية التي تبني ولا تهدم وتدعوا إلى التعاون والتماسك والمحبة ، وليس للكراهية والعنصرية والتنكر للوطن ومصالح شعبه العليا .
وليس العداء للشيوعيين ، القوى الأصدق والمخلصة لوطنها وشعبها ، هذه القوى السياسية والفكرية ، تعمل هذه القوى على الساحة العراقية منذ العقد الثاني من القرن العشرين وقدمت الغالي والنفيس في سبيل الشعب والوطن .
تتميز بالوطنية والنزاهة ونظافة اليد والسيرة ، وصدقها وصواب نهجها وحبها العظيم لشعبها ، وتفخر بأنها قدمت في سبيل ذلك وما زالت وذادت عن حياض الشعب والوطن بالنفس والنفيس ، إنهم صفوة مناضلي شعبنا .. إنهم الشيوعيين وحزبهم المجيد .
سيبقى الشيوعيين مزهر الكون وقاطرة التأريخ ، المدافعين الحقيقيين عن الشعب العراقي وعن خير وسعادة وأمن وسلام البشرية ورخائها المتصدين لتغول الرأسمالية والليبرالية الجديدة المتوحشة .
من دون ترفع ولا استعلاء ، وبتواضع ومحبة وود ، لكل قوى شعبنا الوطنية التقدمية الخيرة ، الذين يتفقون معنا في النهج والأهداف الوطنية والتقدمية ، ويسيرون وفق رؤيتنا الوطنية ، التي تمثل تطلعات وأماني شعبنا وقواه الخيرة المناضلة ، الساعية للغد السعيد .
والاعتزاز والتقدير موصول لكل من يختلف معنا ويخالفنا الرأي في ما نراه وما نعتقد به ، فالخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ، ومصالح شعبنا ووطننا هي التي تعلوا فوق أي اعتبار أخر .
صادق محمد عبدالكريم الدبش .
15/6/2019 م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أنس الشايب يكشف عن أفضل صانع محتوى في الوطن العربي.. وهدية ب


.. أساتذة ينتظرون اعتقالهم.. الشرطة الأميركية تقتحم جامعة كاليف




.. سقوط 28 قتيلاً في قطاع غزة خلال 24 ساعة | #رادار


.. -لن أغير سياستي-.. بايدن يعلق على احتجاجات طلاب الجامعات | #




.. هل يمكن إبرام اتفاق أمني سعودي أميركي بعيدا عن مسار التطبيع