الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحافة في العراق... دلائل تاريخية متعددة

ستار الجودة

2021 / 6 / 15
الصحافة والاعلام


"بمناسبة احتفال الأسرة الصحفية العراقية بعيدها 152 ، نستعرض بعض الدلائل التاريخية عن بداية الصحافة العراقية"
يحتفل الصحفيون العراقيون في 15-6- من كل عام بتاريخ صدور آول صحيفة عراقية صدرت عام 1869 سميت " زوراء " في عهد الوالي العثماني مدحت باشا ، الا ان هناك من يشكل على هذا التاريخ ويعتبر صدور جريد "جورنال العراق" في عام 1816 في عهد الوالي داود باشا كأول صحيفة عراقية ، ومن اجل الوقوف على الحقائق التاريخيه دعونا نفند التاريخ و نسلط الضوء على أبرز الشواهد التاريخية، ونستشهد بالحقائق والادلة الموثقة.
صحيفة "جورنال العراق"
ذكر الكاتب والأديب الصحفي "روفائيل بطي" 1901-1956 ((باحث سياسي عراقي، ومؤرخ للأدب العربي الحديث و احد رجاله) في كتابه / الصحافة العراقية ، ان احدى إنجازات والي بغداد داود باشا عام (1816 - 1831 ) إصدار جريدة  "جورنال عراق" (جريدة العراق) في العام الاول من توليه السلطة ويعتبر من مؤسسي النهضة الفكرية والثقافية في العراق ففي زمنه شهد العراق تفوق كبير في العديد من العمران، و ان /جورنال عراق واحدة من تلك الانجازات وساهم في ادخال مطبعة حجرية أسسها محمد باقر التفليسي في مدينة الكاظمية (مملوك مثل داود باشا اخر الولاة المماليك و اصلهما من مدينة تفليس وهي التسمية الفارسية والتركية لمدينة تبليسي عاصمة دولة جورجيا الحاليه ) ، وان "جورنال العراق "سبقت الزوراء بحوالي 53 عاما وهو ما يؤكده أيضًا  الدكتور علي الوردي في كتابه ،لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ،  و يذكر انها جاءت بعد اكثر من 200 عام من صدور أول صحيفة أسبوعية عرفتها البشرية وهي "ريلاسيون" في ستراسبورغ عام 1605 (ستراسبورغ مدينة بفرنسا واقعةً آنذاك تحت سُلطة الإمبراطورية الرومانيّة المُقدّسة وتطبع باللغة الالمانية)، وأكد ذلك أيضًا الباحث العراقي  رزوق عيسى صاحب مجلة المؤرخ في مقالة له  بمجلة النجم الموصلية الصادرة عام1934 بأن أول جريدة ظهرت في بغداد كانت تعرف بأسم (جورنال عراق) وقد انشأها الوالي داود باشا الكرخي . وهذا ما عثر في سجل الرحالين ومنهم "غروفس وفريزر وبتلر" وغيرهم . وتؤكد المصادر التاريخية ان صحيفة "جورنال عراق "هي أول صحيفة عرفها العالم العربي  و سبقت صدور صحيفة الوقائع المصرية ب 12 عاما .. حيث صدرت الصحيفة المصرية  في عام 1828 عندما أمر بتأسيسها محمد علي باشا. وكذلك سبقت صدور جريدة " زوراء"بحوالي 53 عاما وهو ما يؤكده أيضًا  الدكتور علي الوردي في كتابه ،لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ، طبعت "جورنال عراق" في مطبعة حجرية باللغتين العربية والتركية ويقال بالانكليزية وباربع صفحات وتوزع على قادة الجيش وكبار الموظفين وأعيان المدينة وتعلق نسخ منها على جدران السراي وتتناول الأوامر التي يصدرها الوالي واخبار الدولة العثمانية ووقائع العشائر وغيرها من الاخبار العامة الا انها كانت محدودة العدد ولا تطرح في الاسواق للبيع كون عامة الناس في تلك الفترة لاتجيد القراءة والكتابة ولمحدودية توزيعها بين عدد قليل من شخصيات البلد ولم تطرح لعامة الناس ، لم يعتمد تاريخ صدورها كاساس لتأريخ نشأة الصحافة العراقية لعدم العثور على صفحة كوثيقة.
صحيفة "زوراء "
صحيفة "زوراء "أسسها والي بغداد مدحت باشا(1869-1872) و جعلها صحيفة رسمية تصدر كل يوم ثلاثاء من الاسبوع وتسمى الجريدة حينها غزته وتباع كل نسخة منها ب (40) بارة وتصدر باربعة نسخ إثنان تركية واثنان عربية وفي حال عدم وجود محرر عراقي تصد بالتركية ، وقد استمرت في الصدور مدة 48 عاماً حتى بلغ مجموع ما صدر منها (2607) عدد و صدر العدد الاخير في 11/3/1917  وكانت الجريدة الوحيدة في بغداد . و صدرت في الموصل جريدة الموصل في 25/6/1885 ومن ثم في البصرة صدرت جريدة البصرة في 31/12/1889م وهي لسـان حال الحكومة العثمانية كسـابقتها ،حتى صدور الدستور العثماني سنة1908م حيث ظهرت في العراق عدة صحف مثل بغداد والعراق باللغة العربية تؤيد النظام التركي الجديد.
بدايات العمل الصحفي المهني في العراق
بعد تنفس الصعداء وايجاد فسحة من الحرية ،بدأ الصحفيون العراقيون بالتفكير جديا بإيجاد  منظمة ترعى حقوقهم  وتضمن جزءا من حريتهم ، خصوصا بعد صدور دستور 1908 و ازدياد حجم العمل الصحفي وتوسعه بزيادة اعداد الصحف الصادرة  والعاملين فيها لضمان حقوقهم. وأثير الموضوع و إزدادت وتيرة المطالبة به في العهد الملكلي 1921-1958 وصدور قانون المطبوعات الأول الذي وقعه الملك فيصل الأول، واصدار أنظمة تتعلق بكيفية تأسيس نقابة للمطبوعات، والصفات اللازمة لتعيين المخبرين والمراسلين الصحفيين وموافقة مجلس النواب في 13 مايس عام 1931. المؤرخين أعدوا هذه الفترة أفضل المحاولات رغم  أنها لم تصل إلى نتيجة إيجابية، ثم جاءت محاولات اخرى ولكنها كانت مثل سابقتها و بائت بالفشل لعدم جدية الحكومات وارتباك الوضع السياسي انذاك ،واستمرت المحاولات الى عام 1954 فكانت القشة التي قسمت ظهر البعير حيث كانت المحاولات ضرباً من المستحيل بعد اصدار مراسيم تحظر الصحف والمجلات والأحزاب والجمعيات ،لتمهيد الطريق أمام  إنشاء حلف بغداد . وهكذا بقي الحال، على ما هو عليه، حتى قيام ثورة 14 تموز 1958 وفتح الباب لتأسيس النقابات والجمعيات والمنظمات المهنية ومنها نقابة الصحفيين العراقيين.
. تشكيل نقابة الصحفيين
ذكر فائق بطي (1935 - 2016 م) صحفي عراقي و أحد مؤسسي نقابة الصحافيين العراقيين.
في كتابه (الموسوعة الصحفية) أن 45 صحفياً، اجتمعوا في نادي المحامين  في بغداد، وتدارسوا مشروع تأسيس نقابة للصحفيين، وأتفقوا على إختيار لجنة تأسيسية تضم 11 صحفياً لإعداد الترتيبات الأولية للمشروع، والحصول على الموافقات الرسمية أبرزهم الشاعر محمد مهدي الجواهري، صاحب صحيفة (الرأي العام)   ويوسف البستاني  وفائق بطي، صاحب صحيفة (البلاد)  وعدد اخر من الاسماء الصحفية المهمة واصحاب الصحف الكردية والعربية . وفي عام  1959 تم تشكيل اول نقابة للصحفيين بشكل رسمي  تولى مهامها الشاعر  محمد مهدي الجواهري  كأول نقيب للصحفيين العراقيين.واستمر عمل النقابة منذ ذلك الحين الى يومنا هذا وقد توالى مهمها عشرة نقباء. جدلية تاريخ ولادة الصحافة العراقية تبقى قائمة و محل اهتمام الباحثين والمؤرخين في كل المناسبات ،رغم الاحتفال بتارخ صدور صحيفة "زوراء " عام 1869.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على السباق ذاتي القيادة الأول في العالم في أبوظبي | #سك


.. لحظة قصف الاحتلال منزلا في بيت لاهيا شمال قطاع غزة




.. نائب رئيس حركة حماس في غزة: تسلمنا رد إسرائيل الرسمي على موق


.. لحظة اغتيال البلوغر العراقية أم فهد وسط بغداد من قبل مسلح عل




.. لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب