الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيرة ذاتية

مختار سعد شحاته

2021 / 6 / 16
الادب والفن


وأما أنا؛ فجئت إلى الدنيا كمثل الناس، حين التقى رجل وامرأة في سرير في ظرف خصوبة مواتٍ جدًا للإنجاب، فجئت...
كمثل الأطفال في حارتنا القديمة لعنتُ الفلاحين، وسيّرت آلاف المراكب في مجرى ماء المطر المخلوط خلسة بماء الصرف الصحي لجارنا، الذي لا يتوقف عن لقاء امرأته في السرير، غير أن كل الأوقات لم تكن ملائمة إلا لطفل عاجز، لقبوه بالشيخ، وصارت كلما يجف اللبن في أثداء النساء، تأتي الأمهات إلى بيت جارتنا، ليلتقط ثديها "الشيخ المبروك"، أملاً في إطفاء جوعه الذي لا ينام، وأن تنجب النساء، وكبرت...
بكيت ككل التلاميذ في طابور مدرستي، حين قرر أحدهم أن يخدش براءة حبي في الإذاعة المدرسية، ويعلن أن الحب ممنوع على التلاميذ، وجريمتي في الحب لزميلة بفصل آخر، قلت لها إني أحبُ ضفيرتها التي تُشبه ضفيرة أمي حين تنام إلى جوار أبي آمنة وسعيدة، وضفيرة أختي اللي حملها أبي بين ذراعيه إلى المقابر الكبيرة، فمقابر بلدتنا أكبر من جسد من ماتوا صغارًا، وتعلمت الفقد، وفهمت...
جربت متعة الهروب من المدارس ككل طلاب الثانويات، وعبرت نحو الضفة الأخرى للنيل ووجهي للسماء، وكان صدمتي كبيرة حين اكتشفت أن النيل الذي تنام في حضن ضفته بنات البلد، مالحٌ ولا يروي، فتعلمت من يومها عن خيانة الأنهار، وحذرت...
ككل الطلاب المغتربين عن صدور الأمهات، وكوب الشاي الذي تعده البنات للأخوة الذكور بعيدًا عن عين الجدة التي تكره الشاي في آخر الليل، إذ يفسدُ الأولادَ، فيتعلمون السهر ومصاحبة النجوم والحكايات، فسهرت...
بكيتُ في الليلة الأولى حين أطفأ مشرف الأمن بالمدينة الجامعية نور الحجرات كي ننام، وفي خيمة العساكر رفضت الزحف تنفيذًا للأوامر، وعصيت...
صاحبت الكتب والمجلات، وعرفت القهوة الفرنسية في كافيتريات وضيعة، كل زبائنها من هؤلاء الذين علموا الفارق بين أن تقول لجامعيّة أحبك، وأن تقبلها بموالسة مدفوعة للنادل الرخيص، فإذا ما انتهيت قرأت لها القصيدة التي ألهمتك بالأمس خلال المحاضرات، وكتبت...
ككل الموظفين في أرض الله تعودت الحضور والانصراف، وخوف التأخير على لجان الامتحان، ورفع أوراق الإجابات بأمر الكنترول، وفي النهاية قررت الهروب نحو ذاتي، وهربت من ذهب التراب "الميري"، ومن عيون الجارات ودعاء الهلاك من النساء على بوابات اللجان، ونجوت...
وككل غريب حملت جروحي وخيبات الأمل في حقيبة كبيرة، وسافرت، وفي أول المطارات رميتها، وضحيت ببعض المحبة والذكريات، وقررت ألا أحفظ في حقيبة سفري إلا الكتابة، وشردت...
لكني غير كل الناس وجدتُ قلبي فوق الجبل، ووجدت نهرًا غير مالح، ووجدتُ الطريق إليكٍ، فمشيت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج حسام سليمان: انتهينا من العمل على «عصابة الماكس» قبل


.. -من يتخلى عن الفن خائن-.. أسباب عدم اعتزال الفنان عبد الوهاب




.. سر شعبية أغنية مرسول الحب.. الفنان المغربي يوضح


.. -10 من 10-.. خبيرة المظهر منال بدوي تحكم على الفنان #محمد_ال




.. عبد الوهاب الدوكالي يحكي لصباح العربية عن قصة صداقته بالفنان