الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في كتاب-هذا هو أبي-

صلاح عويسات

2021 / 6 / 16
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


عن دار الياحور للنشر والتوزيع في أبوديس-القدس صدر كتاب للدكتورة رحاب العيساوي بعنوان " هذا هو أبي..قصة قائد ووطن " وهو كتاب سيرة غيرية يقع في مئتين واثنتين وعشرين صفحة من القطع المتوسط، صمم غلافه فريق دار الياحور، يقع في أربعة فصول، مدعما بالصور، يعتمد على السرد التاريخي لقامة وطنية كان لها دورها في التاريخ الفلسطيني المعاصر، كتب مقدمته الدكتور عادل سمارة.

حقّ للدكتورة رحاب أن تكتب عن أبيها " أحمد علي العيساوي-أبي طارق" وتفتخر به، فكل فتاة بأبيها معجبة، واﻹعجاب قد يجر إلى المبالغة في التوصيف، وإضفاء هالة من البطولة والقداسة على تلك الشخصية المحورية، لكنها حتى تنفي تلك الصورة التي قد تخطر ببال من يقرأ تلك السيرة، استدعت كحقوقية شهود النفي، بل وأحضرت كل الشهود ﻹثبات ما تقول، من أصدقاء للمرحوم وباحثين وصحفين، ومن عايشوه في أواخر حياته، لتتضح صورة ذلك البطل جلية واضحة للعيان، في فسيفساء ملونة رائعة يكمل بعضها بعضا، بل وأحضرت التاريخ الصامت كشاهد لا يمكن رشوته أو التحايل عليه كصور النضال المتعددة، ونتائجها من هدم للبيوت ومصادرة للأراضي، ثم أوردت بفخر مستحق يخلو من الغرور ما ورثه أبناء ذلك الرجل وأحفاده عنه من صلابة في الدفاع عن الوطن والذود عن حماه بكل الطرق المشروعة، والتي من نتائجها الاستدعاء للتحقيق والملاحقة مرورا بالسجون التي كان للكاتبة نفسها نصيب منها، حيث اعتقلت ثلاث مرات، وسامر الحفيد الشاهد الحي صاحب أطول إضراب عن الطعام، وشقيقته المحامية شيرين، وشقيقها هاني الذي سبقهم ، ثم إلى التضحية بالروح كما حصل مع شقيقها أسامة وابن شقيقها فادي طارق العيساوي ووالدتها المرحومة فاطمة الحسن، فهي لا تكتب من برج عاجي بل هي من عاشت النضال وعركت الحياة وعركتها...
نعود إلى والدها المعمر الذي مات عن نيف وتسعين عاما، الذي حكم عليه باﻹعدام ثلاث مرات، وجاب سجون الوطن كلها، بل وناله نصيب من سجون الوطن العربي أيضا، وهذه اﻷحكام كلها لم تكن لتأتي من رجل قاعد يجلس في بيته، وينحاز إلى مصلحته وخاصة نفسه ، بل من رجل عارك الحياة بقوة وعزيمة وجرأة الشباب وحكمة الشيوخ، فكان نتيجتها أن تبوأ بجدارة مراكز حساسة ومناصب مرموقة، تعامل فيها ومعها بطهارة الفطرة وإخلاص القرويين، دون أن يستغلها لمصالحه الشخصية، حتى عندما تغيرت اﻷحوال لم يتنازل عن دوره في خدمة شعبه ووطنه، فكان مصلحا اجتماعيا ووجيها عشائريا يحفظ ويحافظ على السلم اﻷهلي واﻹستقرار المجتمعي، ويرقب بفخر حمل أبنائه وأحفاده الراية من بعده؛ ليلقى ربه قرير العين ببذور أودعها يوما أرض النضال وهي تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.
لذلك فقد فعلت خيرا دكتورة رحاب العيساوي بتسجيل تاريخ مشرف تتعلم منه أجيالنا، بدل ما يحاك حولهم من تفاهات وخزعبلات وتنازلات واستخذاء والبحث عن المصالح والمكاسب، وقلت بلسان حالك ومقالك (خذوا المناصب والمكاسب بس خلوا لنا الوطن).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري


.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج


.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام




.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي