الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات العدوان : قراءة أولية في مشروع قرار مجلس الأمن الدولي

أحمد الناصري

2006 / 8 / 8
الارهاب, الحرب والسلام


مشروع القرار الدولي الفرنسي بنسخته الأولية، المصادرة والمعدلة من قبل أمريكا، والذي تأخر إستصداره بشكل متعمد، لكي يتغير الموقف الميداني على الأرض لصالح العدو الصهيوني، يتظمن هجوماً سياسياً لفرض ما عجزت عنه الماكنة العسكرية وآلة الموت الإسرائيلية، وهو أستكمال للجهد العسكري العدواني المشترك، الأمريكي الإسرائيلي، بعد إن أصبح واضحاً وثابتاً، من إنها حرب أمريكية بواسطة الجيش الصهيوني، وهي أبعد من جنوب لبنان ومقاومته، إنما تستهدف المنطقة برمتها، حسبما كشفته رايسن والموقف الأمريكي اللاحق في مجلس الأمن، بالإضافة الى المفاوضات واللقاءات الأولية المباشرة التي جرت في لبنان تحديداً .
لقد جاء مشروع القرار، والذي سيصبح قراراً بعد ساعات قليلة من الآن، محبطاً للجميع عدا الكيان الصهيوني وأمريكا، التي رمت بكل ثقلها لإخراج المشروع بهذه الصيغة العدوانية الفجة، وهذا الإنحياز البالغ والإعمى الى جانب العدو، الى جانب الجلاد النازي، ضد الضحية وضد الشعب اللبناني، وقد تجاوز المشروع بصيغته الأمريكية المفروضة الراهنة، حيث لم يعد فرنسياً من حيث الشكل ولا المضمون، كل النقاط والمطالب اللبنانية والعربية وحتى الفرنسية الى حد ما، وهو هجوم سياسي منظم وشامل لفرض التصور الأمريكي للحل، المترافق مع الهجوم العسكري الشامل .
مشروع القرار صورة جديدة للوقاحة والصلافة الأمريكية، أسقطت كل الإدعاءات الأخلاقية والقانونية الأمريكية المزيفة، لكنه كشف التحرك والتصور الأمريكي، لإستغلال الأزمة الراهنة لفرض شروطه وخططه، بصدد أمور كثيرة، ومنها السيطرة على لبنان، ودعم حكومة أو حالة سياسية خاضعة لأمريكا تماماً، ضمن خطة الشرق الأوسط الجديد .
مشروع القرار، لايتضمن وقف فوري للعدوان الصهيوني، وهو يساوي بشكل متعمد بين الطرفين، بل يغمز المقاومة بشكل واضح، ويتجاوز قضية الإنسحاب الفوري للقوات الغازية، ولايتحدث عن الأسرى اللبنانيين، ولاعن مزارع شبعا، وهو يمهد لقوات دولية تعمل وفق البند السابع، ويحولها الى الى قوة إنتدابية أو حتى إحتلالية تستخدم القوة في نزع سلاح المقاومة اللبنانية، وتلغي حقوقها الوطنية البسيطة، أنه نوع مبالغ به من البلطجة السياسية الأمريكية عل منطقتنا، لخدمة إسرائيل ووجودها العدواني .
لكن المعادلات لم تتغير بعد، ولن تتغير، والمقاومة لم تنكسر، ولن تنكسر، بل إنتصرت بأشكال ومعاني عديدة وكثيرة، فكيف لهم تحقيق مقاصدهم من وراء هذا المشروع، بعد إن فشلت الحرب في تحقيقة ؟؟ وماذا كان المشروع، لو أنتصروا إنتصاراً عسكرياً سهلاً وسريعاً وكاملاً ؟؟ ماذا ستكون السيناريوهات والشروط الأمريكية ، في تلك الحالة لوقف إطلاق النار ؟؟
المقاومة اللبنانية باقية وقوية، والمقاومة اللبنانية رقم صعب وموجود لايمكن تجاوزه، والوحدة الوطنية كبيرة ومتصاعدة، والأصوات النشاز لابده وتنتظر، والرفض اللبناني الرسمي والشعبي، واضح وجلي وثابت، ومن هنا ستبدأ المعركة السياسية المعقدة، التي هي إستمرار للمعركة العسكرية بأشكال أخرى .. وسوف يستمر الضغط والقصف السياسي المكثف على الجانبين، وربما يقود الكيان العدواني مغامرة سريعة خاطفة للحصول على ورقة يلعب بها، وربما يجري إستهداف البنى التحتية الباقية، أو يرتكب مجازر جديدة .. المقاومة تحسب كل شيء، وتراقب كل شئ .
الشارع اللبناني يقف مع المقاومة ... والشارع العربي يقف الى جانب المقاومة، البعض سيسمي هذه المواقف بالغوغائية والعاطفية، بينما نسميها مواقف وطنية وتاريخية، تستوعب الواجبات البسيطة، وتستوعب الحالة التي يمر بها لبنان، وهو يحترق بسبب العدوان العنصري .


رسالة الى الحزب الشيوعي اللبناني

نتابع بدقة وإرتياح كبير المواقف الوطنية السليمة، التي إتخذها الحزب الشيوعي اللبناني، أزاء العدوان الصهيوني الشامل على الشعب اللبناني، هذه المواقف التي نعتبرها تعبير طبيعي عن نشاط الحزب تاريخه الوطني والجماهيري، وعن حيويته وديناميكيته الفكرية والسياسية العالية والدائمة، في الإستجابة لكل التطورات والإنعطافات التي تواجة لبنان والمنطقة... فالحزب الشيوعي اللبناني بقيادة الشهيد جورج حاوي، الى جانب محسن إبراهيم والقوى الوطنية الأخرى، هو الذي كتب وأطلق بيان المقاومة اللبنانية الشهير، بعد إجتياح بيروت وسقوط عاصمتنا الجميلة، تحت براثن العدو، ومن ثم تحرير بيروت ومقاومة العدو في الجنوب .. ولم ينزلق الحزب رغم تعقيد وحساسية بعض الأحداث وبعض التجذاذبات والضغوط والصراعات، وإتخذ الموقف الوطني السليم مباشرة، وفي الوقت المناسب تماماً، وسيكون لهذا الموقف الوطني التاريخي، إنعكاساته الفكرية والسياسية والجماهيرية، على عموم الحركة الوطنية في لبنان والمنطقة العربية، كما سوف ينعكس حتماً على الحركة الشيوعية واليسارية العربية، ويثير فيها جدل وأسئلة مصيرية حاسمة .
ويبذل الحزب جهود كبيرة، لبناء وتشكيل جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، لتجميع كل الجهود الوطنية وتكريسها لصد العدوان، ومساعدة الناس في حل مشاكلهم التي خلقها العدوان، ومواجهة جميع الإستحقاقات القادمة، في مرحلة ما بعد العدوان، وهي كثيرة ومعقدة حتماً .
أنها تجربة جديدة، ومأثرة جديدة، يقودها الحزب الشيوعي اللبناني، في مقاومته المسلحة للعدوان، وفي عمله الجماهيري الواسع، والذي سيتبعه بجهد فكري وإعلامي وسياسي وجماهيري، لتثبيت وترسيخ هذه الخطوة الوطنية الكبيرة، وهذا الموقف الراسخ .
تحيه الى الشعب اللبناني البطل .
تحية الى حزب التجديد الحقيقي والدائم، حزب المواقف الوطنية والقومية الثابتة .
تحية الى المقاومة اللبنانية .

رفيقكم أحمد الناصري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجندي الأمريكي موريس مورفنت: انتماؤه الى -كاجان-، مكنه من أ


.. مرشحو الانتخابات الإيرانية: من يصل إلى قوائم الإقتراع؟




.. جنوب أفريقيا: ملف ملكية الأراضي الزراعية يلغم نتائج الانتخاب


.. خامنئي: من قام بعملية {طوفان الأقصى} أفشل المخطط الكبير للشر




.. حماس تنظر بإيجابية إلى مقترح بايدن لوقف إطلاق النار في غزة