الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدة الهاوية

محمد حسن الشرقي

2021 / 6 / 17
الادب والفن


كتبتُ هذه القصيدةَ ونشرتها في عام 2011 في ذروة أزمة الكهرباء المستعصية والتي ستستمرُّ ما بقيَ الفاسدون يمسكونَ بزمام الأمور في هذا البلد المظلوم ، وستبقى هذه المعظلةُ دليلًا على فساد أجهزة الحكم عندنا وإنّ إصلاح منظومة الكهرباء بالعراق يحتاجُ إلى معجزة أو تنتظرُ ظهور الحجة القائم(عج).
الهاوية

لا تطمعوا بالكهرباء فأنهُ
ترفٌ يذكركم بدنيا فانية
فنبيكم قد عاش كلَ حياتهِ
في ضوءِ فانوسٍ حياةً راضيه
لم يقتنِ في بيتهِ ثلاجةً
او صحنَ دشٍ في سطوحٍ عالية
لم يعرف التبريدَ في قيظِ اللظي
كانت مهفتُه لذلك كافية
ماذا دهاكم هل نسيتم حيدراً
قضي لياليه ببطنٍ طاوية
وخذوا ابا ذرٍ مثالا عندما
يختار من خشن الثياب البالية
فاخشوشنوا حتي تدومَ بعزةٍ
نعماؤكم ودعوا الحياة كما هي
المترفون سيصطلون بنارها
والمعدمون لهم جنانٌ زاهية
لاتتركوا النسوانَ تُظهُر اعيناً
حوراً لترشقنا سِهاما حامية
لغةُ العيونِ اشدُ فتكًا بالوري
من كلِ اسلحِة العدوِ الغازية
فاللهُ ماخلقَ النساَء لفتنةٍ
خُلقت نساؤكمُ لغسلِ الآنية
لاتنشدوا التغييرَ فهو حماقةٌ
ماذا جنيتم من زوالِ الطاغية
اذ راحَ صدامٌ وخلفَ بعدهُ
مليونَ صدّامٍ بنفسِ القافية
قد بدّلوا بنطالَهم بعمامة ٍ
و كووا جباهَهُمُ فكانت قاسية
لاتُزعجوا حكامكم بمطالبٍ
ناءت بها حتي الجبالُ الراسية
الغازُ والبنزينُ شرٌ مطلقٌ
لم تستقم بهما بلادٌ نامية
حيث التلوثُ قد يعمُ ديارَكم
و هواءَكم وكذا السماءَالعالية
لاتثقبوا الاوزونَ فالارضُ التي
ترثونها أمٌّ ٌ رؤوم ٌ حانية
لاتركبوا سيارةً بدخانها
تتلوثُ الاجواءُ وهي الصافية
ما ضرَ أن تطئوا الحميرَ فأرضُكم
ملأي باصنافِ الحميرِ الغالية
من سادةٍ طبَعَ الوقارُ وجوهَهم
فاقوا به حقاً وقارَ معاوية
هيا الطموا يا سادتي وتطبروا
هيا اهرقوا هذي الدماء القانية
لم يخلق الرحمنُ أجملَ منظراً
من لاطمينَ علي صدورٍ عارية
سلمت يدا الجيرانِ لما صدّروا
لبلادِنا ذي التكنولوجيا الراقية
تلكَ الزناجيلُ المسننةُ التي
تَذرُ الظهورَ مسنناتٍ دامية
وكذا السيوفُ هوت بكلِ صلابةٍ
فوقَ الرؤوسِ اللامعاتِ الخاوية
لاتجعلوا الموبايل يُفسدُ عيشَكم
باغٍ أتاكم من بلادٍ باغية
واستبدلوهً بسبحةٍ حبّاتُها
توحي لخيباتٍ لكم متتالية
عاشورُكم ملأ الشوارعَ( قيمةً)
رمضانُكم ملأ البيوتَ( زلابية)
ومواكبُ العَزَواتِ تَتْري كلما
مرّت مناسبةٌ تُفرّخُ ثانية
فَلِمَ التذمرُ والحياةُ رغيدةٌ
وعلائمُ الفرحِ المميّزِ بادية
هذا العراقُ و هذهِ مأساتُهُ
إنَ العراقَ يسيرُ نحوَ الهاوية

2011-07-06








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب