الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومة الاسرائيلية .. حكومة التوحد

حسام تيمور

2021 / 6 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


يمكن القول بأن "نفتالي بينيت" هو النموذج المثالي لذاك "القواد" الرخيص الذي يسرع بذهاب دولة اليهود نحو الهاوية التي اختارها بمحض ارادته شعب ممزق، او فرضت على نسيج هجين، يخضع لتلاعبات طغمة نافذة، داخلا و خارجا !
فبعد افول نجم "نتنياهو"، آخر الليكوديين الغير محترمين، و رغم حقن الانعاش الغير مجدية التي تلقاها، و بعد سقوط امبراطورية البغاء اليهودي المتأخر، بفشل ترامب في الحصول على ولاية ثانية، و نفوق احد اساطين هذه النخاسة، و الحديث عن الامريكي اليهودي "اديسون شيلدسون" قبل شهور، و الذي بالمناسبة، اشترى حفرة في اقدس مكان باوراشاليم، "جبل الزيتون"، لكي يكون حفرته الاخيرة، او علبته الليلية الابدية، و هو ما تم قبل شهور فقط في ظل صمت اعلامي عربي و دولي رهيبين، بما في ذلك بيادق المقاومة و اهل الرباط في الاقصى و غزة و الضفة، و كأن الامر يتعلق بجنازة نبي و ليس بلقيط و "نخاس" صهيوماسوني، يدنس الاقصى و اقدس مكان في الاقصى الى الابد !
بعد كل هذا ياتي هنا دور "النخاسة" الاخرى اليمينية دون يمين، اي الاصولية اليهودية الممسوخة كإيديولوجيا فوق طاولة السياسة، داخليا، و تراث حربي جيوستراتيجي خارجيا، لمخاطبة و مغازلة اصول سلالات القرود اليهودية او المتحورة في كل من القطبين الابرزين الحاكمين في العالم و "تل افيف"، موسكو و واشنطن، و التي كانت المعارض الفعلي الوحيد، لصفقة "ترامب" و سياساته تجاه اسرائيل، بدعوى انها كتسوية عملاقة، قد تفضي الى تقديم تنازلات او توافقات غير مرحب بها، لدى تلك الفئة او تلك !
صناع و بائعوا الخردة في "موسكو"، هم الاقرب الى يمين النخاسة هذا، بل هم اصله الذاتي و الموضوعي و التاريخي، بل النسابي / الجينيالوجي حتى !
و حيث يطل طيف "ليبرمان" من جديد، كمنتصر وهمي على "متخاذلي" الليكود، تجنبا لمصير "رابين" و "شارون"، او كهارب شجاع من سفينة غارقة لامحالة، نحو سفينة اخرى غارقة بدورها، او تعلم مسبقا وجهة الانطلاق و وجهة الغرق !

و بينما تلاشى نفوذ الليكود ايضا مع افول نجم "الحزب الجمهوري" الامريكي، بصقوره النافذين، او التجريف الذي تقوم به منظومة الدولة العميقة في امريكا، ضد هذه التركة، ثقافيا و سياسيا و جيوستراتيجيا، وهو الواضح جدا خلال ولاية "ترامب" و مهازلها التي لا تنتهي، و وعودها التي ظلت دائما، كلاما في الهواء، و حروبا على منصات، و اعمال ابتزاز للحجر و الشجر في وضح النهار، و هي الفترة التي شهدت تغولا فظيعا للمشروع الايراني، اقليميا، عكس ما تعكسه الملاسنات بين الاطراف المعنية، و عكس العربدات الكلامية و العمليات الوهمية لمنصات ترامب، و ساسة "تيل افيف"، و حتى المنظومات العسكرية الامريكية التي صارت هي التي تحتفظ و تتحفظ على الرد و حق الرد، و عبثيات جيش الدفاع في المنطقة، التي انتجت الاف الغارات السرية و المعلنة على سوريا وصولا الى العراق و ليبيا و اليمن احيانا، بنتيجة واحدة هي "الصفر" و استمرار العبث و استفحال الازمة البنيوية الخانقة لمنظومة "امن اسرائيل"، محليا و اقليميا، و هو ما اتضح للجميع مؤخرا، و بشكل صادم، في المناوشات الاخيرة.

علاقة يمين النخاسة مع الديمقراطيين ايضا لا باس بها، فهو يمين أمني، ان جاز التعبير، يعنى بالمراحيض و غرف النوم، و ممارسات اللواط و اكل براز الكهنة، قصد التبرك به، و هو نسخة مطابقة و مقارنة للدولة الامريكية العميقة / "الاستبليشمنت"، عكس اليمين الليكودي، العسكري الصلف، و صداه الجمهوري الذي كان متناغما مع مزاج الشرق الاوسط و العالم، ايام حروب امريكا النوعية و تدخلاتها العسكرية المباشرة في المنطقة !
و من عجيب الصدف ان "نفاتالي بينيت" كان من اشد المتيمين بغريمه "نتنياهو"، كاحد ابطال اسرائيل القومين، و حيث انه اختار لابنه اسم "شقيق نتنياهو" الذي قضى في غارة جوية اسرائيلية ضمن عملية للقوات الخاصة خارج حدود اسرائيل، و التي كان يعمل داخلها شقيق نتنياهو، و نتنياهو نفسه، و ايهود باراك، و شيمون بيريز و غيرهم من ساسة الجيل الاول.
تنتقل دولة اليهود اليوم الى مرحلة الدمار الذاتي، او الانقلاب على تاريخها القديم، او شكلها الاول، و بشكل راديكالي، قميء، و مقرف، لا اخلاقي، يجسد مفهوم نسابية الاخلاق و اخلاق اليهود /العبيد، بشكل سافر مقزز، من بيعة "مائير" في المغرب الى انقلاب "بينيت" على قدوته، و ابتعاد "ليبرمان" عن شؤون الجيش و الدفاع، بعد وعوده الانتخابية باستئصال قطاع غزة او معالجته بشكل راديكالي، و هي بالمناسبة نفس وعود "نفتالي بينيت" ايام المزايدات السياسية، او المزاد الايديولوجي في شقه العقائدي الذي يهدف الى استمالة طائفة معينة او كسب ود اخرى، اي باختصار ايام كانت القرود فوق الشجرة، او قبل نزولها الى الأرض !

و يزداد المشهد سريالية ليس فقط بمشاركة القائمة العربية في هذه الحكومة المتوحدة، او المصابة بلازمة التوحد السياسي، كنتاج لداء التوحد الايديولوجي، بل كذلك بخروج كل تلك الجحافل من المسخ الفيمينيستي الحداثوي و اليساري اليهودي المهزومة، و التي خرجت احتفالا بماذا ؟
بفوز اليمين على اليمين !
مجتمع العبث و الفوضى و اليسار يجتاح تل ابيب و على اكتاف اليمين و ساسة اليمين، و اليمين العلماني.. و العبث الايديولوجي اليميني !

و الكل يشيع تابوت "الهباء" و جثة كاهن برتبة الاه مات متبرزا في ملابسه !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث وسط الضباب.. إليكم ما نعرفه حتى الآن عن تحطم مروح


.. استنفار في إيران بحثا عن رئيسي.. حياة الرئيس ووزير الخارجية




.. جهود أميركية لاتمام تطبيع السعودية وإسرائيل في إطار اتفاق اس


.. التلفزيون الإيراني: سقوط طائرة الرئيس الإيراني ناجم عن سوء ا




.. الباحث في مركز الإمارات للسياسات محمد زغول: إيران تواجه أزمة