الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم والكتب المقدسة فى عصر العولمة

مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)

2021 / 6 / 17
العولمة وتطورات العالم المعاصر


منذ أن بدأ الرائد الدكتور مصطفى محمود السير على طريق العلم والإيمان والطريق ممهد فى الدول من الهند للمغرب للبحث عن رابط يربط بين العلم (العقلى) والإيمان (العاطفى) فى المسيحية والإسلام والهندوسية وغيرهم . إن فكرة ربط العلم بالإيمان سيطرت على بعض العقول لمحاولة تأويل النصوص الدينية لتتوافق مع الاكتشافات العلمية التى تخضع لقواعد لا تعترف بالعواطف والغيبيات ، بمعنى أن يتحول النص المقدس من نص إيمانى إلى نص علمى أو يتبنى قضية علمية وهذا ليس من طبيعة النص الدينى المقدس وما جاء من أجله.
إن أهم مميزات العولمة الثقافية والإعلامية التى انفصلت عن العولمة الاقتصادية مع مطلع الألفية أنها ساهمت بشكل كبير فى تغيير تركيبة العلم والإيمان ، وقد كان هذا التغيير من خلال طرح الأفكار التنويرية على طاولة العلم والإيمان بحرية لم تكن موجودة من قبل بل وإعادة إحياء أفكار كانت مدفونة منذ عصر المعتزلة إلى عصر ابن رشد وصولا إلى عصر الإمام محمد عبده ، ولم يقف الأمر على ذلك بل بدأت العولمة فى تسيير نهر التنوير العلمى الذى يخاطب العقل كما كان يعتقد العالم الفذ كبير علماء الفيزياء الحديثة ماكس بلانك ( 1858-1947) فى أن طريق العلم وطريق الدين متوازيان ولن يلتقيا لاختلاف طبيعة العلم عن طبيعة الدين والعقيدة، حيث لم يمنع بلانك من وجود الإيمان عند العلماء ولكنهم لا يجب أن يقيسوا الظواهر العلمية العقلية على ما يؤمنون به من عقائد إيمانية غيبية روحية إيمانية يختص بها طريق آخر عبر القلب والروح .
إن العولمة بصفة عامة كانت على الحياد من ربط العلم بالإيمان عبر أدواتها القوية مثل الانترنت والفضائيات فهى لم تمنع ولم تعارض ذلك الترابط ولكنها وضعت على نفس الطاولة أفكار معارضة تشمل فصل العلم عن الدين وأخرجت من جعبتها التاريخ التنويرى العلمى الأوروبى منذ خمسة قرون وعصر كوبرنيكوس الذى عارض بصورة علمية المعتقدات المتوارثة من بطليموس والتى دعمتها الكتب المقدسة مما أثر فى تلاميذه ومعاصريه أمثال كيبلر وجاليليو ونيوتن وليوناردو دافنشي وكريستوفر كولومبوس وفاسكو دي غاما وماجلان وحتى مارتن لوثر مؤسس المسيحية البروتستانتية الذى حاول إعمال العقل فى الديانة الكاثوليكية التقليدية فنتج عن ذلك طريق البروتستانتية الذى أصبح لا يعترف بالبابوات . وقد نتج عن وجود الأفكار المختلفة على نفس الطاولة فى عصر العولمة منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضى أن بدأ العقل الشرقى من الهند إلى المغرب يتطور بطريقة مثيرة للدهشة جعلته ولأول مرة يميل إلى قبول طريق التنوير وبالتالى وقف طريق ربط العلم بالإيمان والإعجاز العلمى للكتب المقدسة الذى لم يعد مقبولا لدى الكثير من العامة الذين يتعاملون مع الانترنت ويشاهدون الفضائيات ويتبادلون الأفكار عبر مواقع التواصل الاجتماعى مما صعب مهمة مروجى أفكار العلم والإيمان بل وعدم قدرتهم على مجاراة التطور الفكرى العالمى المتسارع الذى يسير فى اتجاه عكس اتجاه ربط العلم بالإيمان.
إن العولمة بأدواتها القوية مثل الانترنت والفضائيات متضمنة مواقع التواصل الاجتماعى أثرت بصورة كبيرة فى نشر وتبسيط العلوم التى كانت صعبة الفهم على العامة وعرفت العالم بآخر الاختراعات والاكتشافات التى تتم الآن على كل شئ على وجه الأرض من الذرة إلى الميكروبات إلى الفضاء والمجرات ووصلت إلى الآثار وإعادة اكتشاف الحضارات القديمة التى كانت مجهولة ، ولكن تلك الاختراعات والاكتشافات تتم بطريقة علمية أيضا عبر فك طلاسم الآثار والمخطوطات باستخدام الأجهزة والتكنولوجيات الحديثة ، وقد أدى ذلك إلى تغيير طبيعة أفكار العلم والإيمان حيث أن أدوات العولمة المتمثلة فى الانترنت والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعى تفوقت بصورتها التكتلية التجميعية على العلماء والمفكرين السابقين الذين حاولوا بصورة فردية منذ طه حسين وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ أن يعيدوا الوعى لتلك المجتمعات الشرقية المطبوعة على تقديس التراث ، بل واستطاعت العولمة بقوة زحزحة سيطرة أفكار الإعجاز العلمى وربط العلم والإيمان عن الصدارة التى سادت فى سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين ، وهاهى الآن تسير على طريق جديد من التنوير الواضح الذى بدأ بحالة من قلقلة الأفكار التراثية فى العقول لدى شعوب الشرق من الهند إلى المغرب ، ومن ثم بدأت تلك الشعوب تتغير بالفعل حتى لو كان التغيير بوتيرة أبطأ قليلا مما تسير به وتيرة التغيير فى الدول الغربية ودول شرق آسيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تظاهرات في إسرائيل تطالب نتنياهو بقبول صفقة تبادل مع حماس |


.. مكتب نتنياهو: سنرسل وفدا للوسطاء لوضع اتفاق مناسب لنا




.. تقارير: السعودية قد تلجأ لتطبيع تدريجي مع إسرائيل بسبب استمر


.. واشنطن تقول إنها تقيم رد حماس على مقترح الهدنة | #أميركا_الي




.. جابر الحرمي: الوسطاء سيكونون طرفا في إيجاد ضمانات لتنفيذ اتف