الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطريق الي النور

حنا جرجس

2021 / 6 / 17
الادب والفن


‏التقي اربعتهم علي حافة الطريق الجانبي حيث كانت لوريات نقل الخضار و الفاكهة رابضة علي طرف الطريق الرئيسي حيثما تواعدوا ان يتلاقوا اينما استطاع احدهم التقاط شيئا ما صندوق او قفص فاكهة او حتي طماطم كانت هناك غرزة قريبة حيث يركن السائقين للراحة والشاي و الشيشة و الترفية وربما النوم ليلا من احد تلك اللوريات الرابضة يكون الالتقاط ساعة يكون صاحبها غافلا عنها
كان الاتفاق ان يلتقون ويقسمون الغنيمة ويذهب كل الي حال سبيلة
حدثت جلبة ناحية اللوريات التي اصبحت بعيدة عنهم فقد التقط اخينا الصندوق وغاب بين احراش الدرة او الهيش المجاور فغاب عن الاعين في الغالب هي جلبتهم العادية في الغوزة وامام اللوريات لكنهم خشوا ان يضبطهم احد تفتق ذهن احدهم عن لعبة شيطانية جمع االرئوس الثلاثة الية ووشوشهم
- نكري واحد يشيل الصندوق الشوية دول ولما نبعد تمام نضرب امة و لو ظبطوناا نلبسهالة وضحكوا ضحكة سرور داهية وخبيثة
كتموا الضحك علي المدي
قرب الطريق كان بلدياتنا يجلس هناك القرفصاء تلك الجلاسة التي طالما جلاسها اجدادة منذ زمن كمت المغدورة
اقترب منة احدهم بهدوء وسألة – مالك قاعد كدة
– آني اني مجمعز
ضحك في داخلة و قال
- مجمعز لية هي مجعمزواللا مجمعز
- ما خابرش
- انت جاعد لية هنا
- مستني رزق ربنا
- حد يشغلك يعني
-ايوة
- طيب تعالي فية حاجة تشيلها لنا وتوصلها لنا ماشي يا بلدياتنا
- حاضر آجي
سار الاول بتخفي وسار الآخر وكأنة مسطول او تائة خلفة بلا كلام
وصلا كليهما الي حيث الثلاثة و الصندوق قال لزميلين شيلوة ارفعوا علي كتفة الصندوق
حمل اخينا الصندوق ي رضي ملفت ولم ينبس ببنت بشفة
ظلوا امامة مسرعين ليحفظوا مسافة تجعل تنصلهم منة وارد ان داهمتهم الشرطة و يحجب عنهم اية شبهة
تحت الحمل كانت قدماة لا تسارعهم بما يكفي فقد تردي للخلف كثيرا لكنة لم يهتم فهم اصحاب الشأن والصندوق يخصهم ومن الرائحة يبدوا انة تفاح ومستورد كمان قال لنفسة لو ولادك عرفوا انك شلت النهاردة تفاح يا عفش هايخاصموك سنة وهمة ما ضاجوهوش السنادي بكل
نظر بطرف عينة وهو يمسح رخات عرق القيظ تغطي عيناة متساقطة من جبهتة العريضة رغم وجود العِمة علي راسة
فكر وتاة ثانية في حوار مع نفسة رغم نظرة الي بعيد حيث اطراف اقدام الاربعة تثير التراب في البعيد
تعالي صياح من جانبهم بعيدا تلاسنوا وامتدت الايادي سحب احدهم ساقا من الذرة او عصا علي الطريق وانهال علي الآخر لم يدري هو من كان يضرب من ولماذا فهو عادة لا يسأل علموة هكذا الا يسأل عدم السؤال منجي ويحفظ لك ماء وجهك خشية ان تظهر والعياذ باللة عديم الفهم
كان الاربعة اقوياة واما بنيتهم فبسخاء واما العقول فكالطير
خاف ان يتدخل ان ينالة من االحظ و االحظوة جانب و كانت المسافة بينهم كافية لسلامتة اذ ان السلاح الابيض يبدوا انة قد خرج للاستعمال
قبل ان يقترب كانت عربة الشرطة علي الطريق تقترب وهم في جميعهم في حالة اشتباك كامل بالايدي اذ يبدوا ان احد قادة السيارات علي الطريق قد ابلغ عن الشجار المحتدم
كان يقترب بمسافة كافية تبعدة عن الامر لكنها تحفظ لة القدرة علي استبصار الامر
ترجل ضابط وشرطيان بالسلاح من مركبة للشرطة توقفت امام المختصمين
من المركبة ترجل عدة جنود عدة جنود و قفزوا خلف الكابينة بالسلاح لما زادت المقاومة من احدهم
كبلوا اربعتهم بالفيونكات و اصعدوهم اربعتهم الي البوكس وهم الضابط بركوب البوكس لولا انة لمح صاحبنا وهو يحمل الصندوق في حيرة و ارتباك ليس الخائف بل من لا يدري ماذا يفعل بما يحمل
قال الضابط وهو يقترب بحذر انت يابني تعالي هنا

اقترب في هدوء و توجس
-اني يابية ما ليش دعوة انا بس خايف عاللي شايلة ومأمنينني علية
-اية اللي شايلة ما
- عرفش يا بية قالولي شيل وتاخد اجرتك قلت فرجك يا رب
- كشف الضابط طرف الصندوق المغطي بالورق و الرجل مازال يحملة علي كتفة قال الضابط دة تفاح
-قال الرجل تفاح ما تفاح مايخصنيش يا بية أني أشيل أشيل بس بس ما بصش دي حاجة ناس ابصلها لية ابصلها في اكلاها
تعجب الضابط جدا
اخذة الضابط كشاهد معهم في البوكس كان مازال يحمل الصندوق علي كتفة
قال احد المكبلين بالكلابشات لباقيهم يعني لو سبتوني أخد نص تمن الصندوق لما يتباع مش كان احسن ز اشار بحركات لاخينا بان يصمت ولا يتكلم وان الصندوق مش بتاعهم لو الضابط سألاة قال كل هذا بالاشارة لكن الرجل الحامل للقفص لم يفهم ولم يعر للاشارات اهتماما
- انا اكبركم قال اضخم اللصوص حجما وانا صاحب الفكرة
- قال الآخر بس انا اللي عرضت نفسي للخطر و لقطتة من المقطورة وكانت رجلي ها تتكسر انا اللي لي النص ثار الاثنين الآخرين الأخرين مرة اخري في البوكس قال احدهم ياصلاة النبي واحنا طلعنا من المولد بلا حمص يعني تفرقوها مع بعض و احنا برة اللعبة دة هأو
فصلهم الجندي بكعب البندقية بلكزات قوية اقعدتهم وجعا
وصل الجميع للمركز
ترجل اخينا و الصندوق كأنة قد التصق بكتفة فهو مازال يعتقد انة يخصهم وانة امانة علي كتفة
قال لة عسكري فية اية الصندوق دة قال
ماعرفش
شب العسكري اعلي كتفة وجذب الصندوق وقد كشف الضابط قبلة طرفا ينبئ ويشي بالتفاح الذي هناك تلهيك عن الرائحة التي غدت تفوح في الحر
هات واحدة
قال لا دي امانة
دول حرامية
ولاو دي امانة ياخدوها ويدوني الأجرة وامشي واتصرفوا انتم معاهم
حاول بعض الصولات الالتفاف علية لاخذ الصندوق وتفريقة بينهم لكنة تمسك باستماتة
وصل الامر للضابط القائم بالتحقيق
خرج اليهم قال لة انا اخدت اقوالهم قاعد لاية
-عاوز اجرتي يا بية انا قالولي توصل الأمانة دي وتاخد أُجرتك وانا كنت ماشي وراهم
الضابط
-علي فين
ماعرفش مكان ما يوصلوة انا شيال ما اسألش
قال الضابك- طيب اسألهم لغاية فين علشان تقدر الاجرة
قال لة بذلة دة رزق بتاع ربنا يا بية بتاع ربنا و الزبون و قدرتة فية سخي وفية علي قدة ربنا بيعوض دة بدة
تعجب الضابط جدا قال الصول
يا فندم نحط الصندوق دة امانات وتحفظ للسرقة واهو نستنفع ونوزعة علي العساكر تتشبرق ونكتبة تلفيات
قال لة الضابك امشي من قدامي للبسك قضية تبديد عهدة فانصرف الصول وكأن غصة قد ابتلعها حلقة وكادت تخنقة قال الضابط للشاب اسمع يابني
سامع يا بية أُامر
قال الضابط الناس دول حرامية وكانوا سارقين الصندوق اللي علي كنفك دة واللي انت مستميت انك تحمية لانة امانة
قال الرجل في عذرية عجيبة
-انا عاوز اجرتي وبس يا بية بالحلال ولو عرفت انة مسروق ما كنتش شيلتة يا بية من اصلة
انا مصدقك .. بص انت راجل طيب وامين و الناس دي لصوص و فوق كدة بيكدروا الامن العام وهمة لسة قدامهم كتير مستشفي وطبيب شرعي ويمكن سجن لو اثبتنا الصندوق دة بتاعهم لان كل واحد متهم التاني بانة ضربة و عورة
طب انا اعمل اية يا بية احنا بجينا نص نهار طب أخد اجرتي وامشي دا محدش ها ياجرني النهاردة و اروح للعيال باية واحط اية عالطبلية يا بية قال هذا اوختلج و الصندوق مازال علي كتفة ولم يستطع احد نزعة منة
قال الضابط بحزم لا يخلوا من طيبة قلب مفرطة
-طيب انت عاوز تدخل الناس دول السجن
-لا يا بية
قال الضابط مستطردا
- طيب علشان ما لبسش الأربعة دول تهمة سرقة تدخلهم السجن وتبقي انت السبب في سجنهم لانك شايل دليل ادانتهم علي كتفك وعلشان انت طيب طيبة انا مش مصدقها وامين بهبل ساد وقت صمت لثوان لكنة مر كدهر قال الضابط في شبة نفاذ صبروهو يقود الرجل في الممر الطويل الي خارج النقطة ولكن بطيبة نضحت من طيبة قلب الرجل -شايف الباب دة اللي جائ منة النور
-شايفة يا بية
- روح للنور اخرج ومش عاوز اشوفك تاني
و الصندوق يا بية دة تفاح زي ما الباشا سعادتك ما بتقول يعني غالي ودي امانة
-قال لة الضابط بحنووقلبة ينتفض فرحا بامانة الطفل داخل هذا الكيان الواقف امامة بوداعة الانسان الحقيقي التي اختفت من قرون علشان كدة باقول لك روح حطة علي طبلية ولادك وخليهم النهاردة ياكلوا تفاح
-بس دة مش بتاعي يا بية قال الضابط لة
-ولا بتاعنا انا بقول لك انك لو سبتة ها وجة لهم تهمة السرقة وها يدخلوا السجن انت خد الصندوق وعقابا لهم وانقاذا لهم كمان وانت ربنا يعينك دة بتاعك انت وولادك ياللا وريني عرض كتافك استدار الرجلا في استكانة غريبة
واتجة الي حيث النور








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??