الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الواقع والامل في رواية غلمان الكرات الطائشة

ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)

2021 / 6 / 18
الادب والفن


صدرعن دار الذاكرة للنشر والتوزيع - عمان ، رواية جديدة للكاتب والاعلامي العراقي عماد عبود ، بعنوان غلمان الكرات الطائشة .
تتناول الرواية ألاحداث المؤلمة التي عاشها العراق ما بعد الاحتلال الامريكي له عام 2003 ، وتطرح عمليات القتل والسطو من قبل ازلام النظام الجديد الذين جاءوا للانتقام اكثر من تطبيق نظرية خاصة لبناء دولة . كما يطرح باسلوب مبدع وسلس مشاكل عميقة عاشها المجتمع العراقي مثل أزمة المثقفين وهروب الاختصاصيين في مختلف المجالات العلمية والادبية والاجتماعية وكوادر الدولة المتمرسين الذين تركوا مقاعدهم لصالح غلمان الكرات الطائشة ، وهم حسب تعريف الكاتب ، الغلمان الذين لا يجيدون لعب كرة القدم و لا دور لهم في أي مباراة إلا أن يأتوا بالكرات عندما تطيش خارج الملعب، والذين استولوا على الملعب بعد أن جاء المحتل وشتت اللاعبين الأساسيين في كل أصقاع الأرض
وهو بذلك يشير الى الحكام الجدد الذين تم انتقائهم من الجهلة والمتخلفين .

ان الكاتب لم يكتب روايته هذه من البروج العالية ، ولا من تصورات ذهنية ، بل انطلق يفتش عن شخوصها واحداثها من مناطق متعددة من العراق وعلى الاخص العاصمة بغداد التي شهدت انتهاكات مريعة لكل القيم الانسانية ، لتكتمل الصورة في الرواية بخليط متميز من المرارة والمعاناة التي شهدها الشعب بكل اطيافه ، مع الواقع الذي عاشه الجميع . وقد جاءت في اطر من المعالجات الفنية السردية لتعطي لونا جديدا من الادب الواقعي .

يتسائل الكاتب عن ضياع الهوية ولو لفترة قصيرة حيث يفقد بطل الرواية ذاكرته نتيجة قساوة المشاهد المؤلمة التي مرت عليه

ان الكاتب يحمل غاية وأهدافا كبيرة في روايته هذه ، وهو يسبر غور الاحداث ليكتشف ماورائها من متناقضات حيث يبين بصريح العبارة "متطرفون في خستهم ومتطرفون في كرمهم "
تفضح الرواية بشكل لالبس فيه مقدار الدجل والشعوذة السائدة واستغلال الدين وبعض رجال الدين لتحقيق مصالح انانية لاتخدم الناس بل بالعكس اصبحت وبالا عليهم .
وللرواية وجوه متعددة وزوايا مختلفة ، فهي بهذا المنظور ليست سرد وقائع تاريخية ، بل تمثل ادانة واضحة لنظام الحكم نتيجة تعامله اللاانساني مع الناس على اختلاف مشاربهم .

لقد تحول الزمن في ظل هذا النظام الى ثقب اسود يبتلع الجميع .
ولكنه في نهاية الرواية يرى ضوءا في نهاية النفق بعد ان يفيق على انتفاضة الشعب في تشرين المجد ، " كنت مصيبا عندما قلت انها حالة موقتة . . هرولت تجاه المتظاهرين وصرت على خطوات من الشاعر ، انتظر ايها الشاعر انا لم اعد اخرسا . . انا انطق مثلك ! "
انه يسمع صوت الانتفاضة صوت الشباب الهادر في ساحة التحرير ولم يعد اخرسا كما كان طوال زمان القهر .
ان للرواية بعدا انسانيا وفضاءا يتنازع فيه الخير والشر ، الظلم والعدالة . هذه العدالة المفقودة امام الكم الهائل من الاستلاب والقهر الذي يغلف حياة الناس .
 ان الكاتب في روايته هذه يطرح مجموعة من القضايا السياسية والدينية والاجتماعية ، وقد نجح نجاحا باهرا في طريقة السرد وابراز الاحداث . وهو في ذلك يعلن صراحة عن ادانته لكل المواقف المنافية للخلق الانساني القويم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة