الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة المشاعر الإنسنيّة

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 6 / 19
الادب والفن


أتساءل أحياناً : هل أملك المشاعر الكافية لأتعامل مع الآخر؟
أشعر أحياناً بتبلّد مشاعري ، و الفضل في ذلك للسياسة ، فقد تعلمنا في مدارسنا الحزبية على نبذ الآخر ، ومارسنا ثقافة الكراهية، وقرأنا عن الطلقة 41 ، رأينا كيف تجبر الأمهات على الدوس في بطون أبنائهن الذين قتلوا " لأنهم خونة" في غزة ، ومارسنا كل ماهو مخالف لطبيعة البشر .
تركت العمل السياسي منذ زمن بعيد، بعيد جداً ، و استغرقت رحلة التعافي عندي فترة طويلة كي أعيد ما يدعى بالذكاء العاطفي إلي .
عدت إلى كتابة المقال السياسي مع بدء الثورة السورية ، ثم أقلعت عن ذلك ، فالأمر هنا أسوأ من الطلقة واحد و أربعين . برز على الساحة ثائر يريد تطبيق الشريعة اإسلامية، وثائر يريد تطبيق الشريعة القومية، و ثائر طائفي ، جميعهم يطلقون الطلقة واحد و أربعين حتى على أحبتهم. إنها أزمة قيم.
اليوم لدينا قضايا تشبه أفخاخ صيد الفئران، ففي القضيّة السورية يوجد آباء و أمهات للقضية من مشارب مختلفة يمسكون بالبارودة ، ويتهيأون للطلقة واحد و أربعين ، و على الطرف الآخر يوجد الحسين مقتولاً ، و تسير الجحافل للانتقام من قتله فيقتلون ، ويختفي الرجال من أجل الحسين، وكما تعلمون فإنّ روح الحسين تنتقل من جيل إلى جيل من خلال أولياء الله الصالحين، وفي هذه المرة أبت روحه إلا أن تتوزع على " آباء ، و أمهات الوطن" فأصبحوا ذوي كرامات .
أما عن قضية العرب الأولى فلسطين ، والتي يحملها بالدرجة الأولى السياسيون ، والذين تعلّم السّوريين منهم النضال بالدبكة ، فالطلقة واحد وأربعين تصوب تجاه الفلسطينيين بالدرجة الأولى ، سواء في سورية، أو الضفة، أو غزة، أو بقية أجزاء الوطن العربي ، ومن يسير مع الزعيم ينال مكافأة مثلما نالها نزار قباني عندما كان ياسر عرفات عرّابه من أجل الزواج ببلقيس ، لكن القصة المنسوجة أجمل ، حيث يقال أنّه رآها، وربما شمّ عطرها عن بعد فوقع صريع حبها وبادلته الحب، ونحن مقتنعون بالحكاية ، كما أننا مقتنعون بالإسراء والمعراج.
لم أكن على مدار حياتي إلا نفسي في اللحظة المعينة، عندما أرى خطأي أتغير، لكنني قارئة للآخر ، تأكدت من ح قراتي بعد المرض حيث يأتي السؤال عنّي من باب" فضّ العتب" في كثير من الأحيان ، ولو وقفت حتى موقفاً وسطياً من الطلقات ، فسوف يكون مصيري طلقة مماثلة . السّؤال هو : لماذا نعذب أنفسنا بالسؤال عن شخص ما من باب " فض العتب"؟
كم من الوقت يلزمنا كي تعيد مشاعرنا ، وما هو السبيل؟

أليس من الأفضل أن لا نسأل عنه، ونجعله يذوب من الغم ، و ينسى مرضه ، فقط يتألم لأننا لم نرسل له رسائل ود تحمل في داخلها كلمة:"تستحق" !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?