الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الآلة الصهيو أمريكية صناعة التخاذل العربي وصمته المطبق...

حياة البدري

2006 / 8 / 9
الارهاب, الحرب والسلام


مالحة في فمنا الكلمات، مالحة في قلبونا المسرات...منحسرة الابتسامات... حزنا على بيروت، بيروت التي كلما أعيدت الحياة والاخضرار إليها... إلا وأصاب العدو الصهيوني الهستيريا و السعار... سعار الدمار والتخريب وقتل النفوس البريئة...وحرق كل مظاهر الحياة بها...
فكلما شم "دعاة الحرية وحقوق الإنسان" ! ، "دعاة المساواة والتقدم الحضاري" !... والاكتشافات الكبرى ! ... رائحة التقدم نحو الأمام...، تقدم أية دولة عربية إلا وعز عليهم ذلك وأصابهم الخوف والهلع من ميل ميزان القوة لجهة غير جهتهم...
فكانوا دائما وأبدا حريصين على تقويض صرح أي بلد حاول النهوض واسترجاع قوته والاستيقاظ من كبوة فائتة...

فهذا هو حال القوة العظمى التي تسعى بكل جهدها وقواها إلى الحفاظ على الأوضاع الاقتصادية وكل البنى التحتية تتماشى وكل أهدافها الإمبريالية المكشوفة المتجلية في السيطرة والهيمنة على كل الدول التي تحاول التطاول أو الخروج عن الخط المرسوم ، الذي قد حددته لها في أن تكون رهن تطلعاتها الاقتصادية القذرة وتبعيتها اللامشروطة... وبالتالي خلق شرق أوسط جديد كل الجدة...بصورة جديدة وروح جديدة ونفسية لا مبالية ومستسلمة لقدرها ومغلوبة على أمرها...؟ !!

مستعينة في نشر سيطرتها المطلقة على العالم العربي، منبع المواد الأولية والثروات النفطية واليد العاملة القابلة لكل أنواع العمل المرفوضة من قبل مواطنيها الأصليين... على إسرائيل ذرعها الأول وممثلها الرسمي في ثقافة "التحضر والدفاع عن كرامة الإنسان والحفاظ على حياته الثمينة والدفاع على حقوق الطفل والإشادة بالطفولة والمساواة وتكريم بني الإنسان" !!...

ولعل أبرز وأهم نموذج لاحترام حقوق الإنسان والدعوة إلى تكريمه والدفاع عن حقوقه من طرف إسرائيل وحليفتها في المشوار، مشوار الدمار والتقتيل.. هو ما نشاهده في هذه الحرب المجنونة، الحرب على أطفال لبنان الأبرياء ومدنييه العزل، هذه الحرب اللامتكافئة واللاعادلة والتي لا يرتكبها إلا مختل عقلاني ومريض نفساني ولا يمتلك أية ذرة من روح احترام حقوق الإنسان...

فما رأي هيأة الأمم المتحدة ؟ وماذا يقول كوفي عنان وما وجهة نظر المنتظم الدولي في هذا الدمار الشامل وهذا التقتيل للأطفال الأبرياء وماهي تفسيرات دعاة الحرية والمساواة وحقوق الإنسان وحقوق الطفل ودعاة الدفاع عن الحق في الحياة....
وأي تصنيف يصنفون به هذا الدمار والتقتيل المنهجين وماهو اللباس الذي سيلبسونه لهذا السلوك الهمجي البربري المتوحش...

فهل هذا هو قمة الهمجية والوحشية وقمة الإرهاب أم أن العرب مجرد عبيد في سوق النخاسة و أن قيمة الإنسان العربي في ميزان قوى حقوق الإنسان والحق في الحياة أقل بكثير من الإنسان الآخر...إنسان أمريكا وإسرائيل... وان موت الإنسان العربي وكل أطفال العرب جميعا لا يساوي شيئا...؟؟؟
وأن مقابل جنديين اثنين تهدر كل هذه الدماء وتزهق كل هذه الأرواح ويعم كل هذا الدمار وتقوم كل هذه الطاحونة اللعينة، التي تحصد كل شيء... مادي وبشري أمامها...

فأين هم دعاة السلام وأين هم دعاة الحرية والحق في الحياة و العيش في سلم وأمان...وأين هو دورهم في الضغط على هذه الآلة المسعورة و هذه الوحشية وهذا الجنون اللامحدود...؟ وأين هي الشعوب المحبة للحياة والكارهة للتقتيل والدمار...وأين هم الأفراد الواعون بهذه المخططات المفضوحة واللعب بالنار المكشوف من طرف حليفي الاستعمار والموت... وأين هم مثقفو العالم ومفكروه؟؟؟

وأين هو الإعلام النزيه الذي غطى ضحايا 11 شتنبر، لما ضربت "توين سانتر" وجعلنا نندد جميعا بالأعمال الهمجية وندينها ونبكي ضحايا تلك الكارثة الإنسانية ونشجب كل تلك الأفعال اللاعقلانية ؟ ...
وأين هي الأقلام وأين هي الكاميرات التي غطت وفضحت وصورت تلك الواقعة المشينة؟ !!!...

فلما ضربت توين سانتر الأمريكية اهتز العالم... ولما قتل أطفال لبنان ومدنيوه العزل، لم يهتز حتى ثلث العالم ؟؟.. !!
فيا عرب... بالله اتحدوا ولو مرة واحدة في حياتكم، اتحدوا، واجمعوا شتاتكم، فشاردة الأغنام للذئب لقمة...فماد خلت الآلة الصهيوامريكية إلى عقرنا ديارنا من حدودنا وإنما تسربت وتسللت من عيوبنا وتفرقتنا...

إن لبنان والعراق وفلسطين ستظل لقمة سائغة وسهلة المنال مادمتم مشتتين وغير متفقين...
و الآلة الصهيو أمريكية المسعورة ستظل وستستمر تحصد عشرات الأرواح البريئة لدى بلدانكم، الواحد تلو الآخر حسب دور كل واحد فيكم... وحسب الخطة التي ترسمها لصناعة شرق أوسط جديد وعالم عربي إسلامي يتماشى وخصوصياتها... مادام التآمر هو التآمر ومادام العرب خانعين ونائمين ومتخاذلين ومحملقين لا أقل ولا أكثر؟ !...

فإلى متى ستظل لبنان غارقة في بحر من الدماء...
وإلى متى ستظل سياسة التآمر والتخاذل التي بنهجها الكل...؟؟؟...
ومتى ستنبلج لمة الظلام عن جبين الفجر؟
متى،متى؟؟؟...
وتعود الحياة والاخضرار... إلى لبنان الصامدة من جديد كما عهدنا دائما وأبدا...؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل