الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتفاضة الشعب الصحراوي ، تهز المغرب .. تكشف دراسة نشرها المعهد الكندي للشؤون الخارجية والدفاع عن المقاومة السلمية

السالك مفتاح

2006 / 8 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


انتفاضة الشعب الصحراوي ، تهز المغرب ، تكشف دراسة نشرها المعهد الكندي للشؤون الخارجية والدفاع عن المقاومة السلمية الصحراوية والتي اعدها الخبيران : د. ماريا ج . ستيفن و جاكوب موندي ونشرتها مجلة الدراسات الاستراتيجية والعسكرية الكندية، ربيع 2006، وتلاحظ الدراسة الاكاديمية إن الانتفاضة السلمية العريضة التي أطلقها الصحراويين ، منذ ماي 2005 تعكس "سبيل ثالث" قوي بين الدبلوماسية والكفاح المسلح والتي يمكن أن توفر الزخم الكافي لتحريك هذا النزاع العسير وإنهاء احتلال ظالم .
اكدت مجلة الدراسات الاستراتيجية والعسكرية، في الدراسة حول المقاومة السلمية الصحراوية ، ان المغرب لديه نية مبيتة في الإبقاء على سيطرته على الصحراء الغربية، واشار المركز الى انه يبدو من الصعب التصديق لدى العديد من الملاحظين أن الحكومة المغربية جادة في عرضها للحكم الذاتي، الذي لا يعتد به كخيار لدى أغلب الوطنيين الصحراويين .
واستدل المركز في هذا الاطار، بقمع المجتمع المدني الصحراوي، وتقديم عروض لعقود استكشاف النفط وتعزيز القوة الدفاعية على طول الجدار الرملي، الشيء الذي يؤكد حسب المركز الكندي ان "حكم ذاتي موسع" في الصحراء الغربية تحت السيادة المغربية، يعتبر مجرد كلام بلاغي ناهيك عن رفضه من لدن البوليساريو ، وكونه طرح لطرف دون الاخر ..
وسجلت الدراسة ، خروقات جسيمة لحقوق الإنسان، بما فيها التعذيب الممنهج للسجناء السياسيين وشيوع "حالات الاختفاء" للنشطاء الصحراويين، وكل أتباعهم ومعارفهم. واوضحت الوثيقة انه تم العثور على عائلات صحراوية كاملة في مدافن جماعية خاصة خلال حكم الملك الحسن الثاني.
وفي هذا الصدد، اشارت الدراسة الى انه أمام توقف المفاوضات، وتأجيل استفتاء الاستقلال بشكل قاطع، وتزايد القمع العنيف ضد المحتجين الصحراويين تحت السيطرة المغربية، فان شعب الصحراء الغربية تبدو الخيارات امامه قليلة. فالبوليساريو التي تحتفظ بجيش مستعد قد تسعى نحو الخيار العسكري.
وسجلت الدراسة التي اعدتها شخصيتان مرموقتان في عالم السياسة والدراسات الاكاديمية ، الاعتراف بان الصحراويين لم يلجأوا أبدا إلى الإرهاب كجزء من نضالهم التحريري، فخلال الكفاح المسلح الذي قادته البوليساريو1975 -1991 استهدف المقاتلون الصحراويون القوى العسكرية بشكل خاص، وتفادوا قصدا الأهداف المدنية، وكان رفض الإرهاب كوسيلة للكفاح قد أعطى للبوليساريو مقدارا رفيعا من الشرعية الدولية.
من ناحية اخرى، كشفت الدراسة كيف ان عدد المستوطنين المغاربة يفوق عدد السكان الأصليين الصحراويين بمعدل يفوق 2 إلى 1، حيث ان ذلك جزء من سياسة "المغربة" التي تنتهجها الحكومة المغربية، فقد حاولت هذه الأخيرة استمالة الصحراويين بمنحهم الوظائف والسكن المجاني داخل المغرب. وتحت الإدارة المغربية في الصحراء الغربية، كما ان الصحراويين يحظون بنفوذ ضئيل جدا في المجال الاقتصادي والسياسي، حيث ان اغلب الاستثمار المغربي في الصحراء الغربية تعود فائدته إلى المغاربة (الجنود، تقريبا 120.000) و(المستوطنين، تقريبا 200.000 ). والقلة من الصحراويين الذين سمح لهم بتقلد مناصب سياسية يجب أن يقسموا بالولاء للملك. وكجزء من استراتيجية فرق - تسد التي تنتهجها أغلب القوى الاستعمارية الأجنبية، يستخدم المغرب التهديد والرشوة لإغراء الصحراويين بالتراجع ودعم الانضمام إلى المغرب.
وخلصت الدراسة الى ان أكثر من 70 دولة، من ضمنها مؤخرا جنوب إفريقيا وكينيا، تعترف الآن بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية والتي تنتخب قادتها بشكل ديمقراطي كل ثلاث سنوات. وقد وجد المغرب صعوبة في وسم البوليساريو بالمنظمة الإرهابية، وكما كتب الكاتب البريطاني توبي شيللي:" إن المحاولات لربط البوليساريو بتنظيم القاعدة تشبه تماما الادعاءات السابقة بان مقاتلي البوليساريو كانوا مجرد مرتزقة من كوبا أو ثوار تدعمهم إيران، أو حلفاء ( للقائد الفلسطيني أحمد جبريل )".
كما اكدت الدراسة بان حملات التضامن الدولية مع الصحراويين قد تساعد في تغيير الدعم الفرنسي والأمريكي للاحتلال المغربي، اذ ان 180.000 أو أكثر من الصحراويين الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين في الجزائر تحت إدارة البوليساريو قد نظموا أنفسهم بطريقة ديمقراطية ملفتة، وكما لاحظ، ستيفن زونيس، طور أهل المخيمات "نظاما متطورا سياسيا واقتصاديا ملفتا يتم تسييره بالمشاركة الديمقراطية واندماج المجموعات الاقتصادية داخل سوق اقتصادية محدودة في المخيمات ". والمرأة الصحراوية، المسلمة الورعة "تتمتع بنفس حقوق الرجل بخصوص الإرث والقضايا الشرعية الأخرى، وتتولى مناصب قيادية عليا في إدارة البوليساريو، بما فيها عدة مناصب وزارية
، ترى الدراسة الكندية إن الانتفاضة السلمية العريضة التي أطلقها الصحراويين منذ ماي الماضي تعكس "سبيل ثالث" قوي بين الدبلوماسية والكفاح المسلح والتي يمكن أن توفر الزخم الكافي لتحريك هذا النزاع العسير وإنهاء احتلال ظالم.وتعلق على ذلك بالقول في الختام إن المنتظم الدولي وخاصة حكومتي فرنسا والولايات المتحدة اللتين تعرقلان حتى الآن فرض قرارات الأمم المتحدة الداعية إلى انسحاب المغرب وتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية من اخر مستعمرة في افريقيا،وتوصيهما انه ينبغي أن يفهما مغزى الانتفاضة المستمرة كونها فرصة لإنعاش المفاوضات بين الحكومة المغربية وممثلي البوليساريو والجمهورية الصحراوية، تقول دراسة المعهد الكندي للشؤون الخارجية والدفاع عن المقاومة السلمية الصحراوية .وهو مؤسسة دراسات استراتيجية ذات سمعة كبيرة في الاوساط الاكاديمية والسياسية في كندا والولايات المتحدة الامريكية ..









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف