الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من اجل بقاء العراق موحداً .1.

مهند البراك

2021 / 6 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لعب العراق منذ قيام دولته المستقلة الحديثة ادواراً هامة في امن و استقرار المنطقة حتى صار استقراره و امنه مقرراً للامن و السلام فيها، و قد عاش و استمر على اساس الهوية الوطنية المتساوية الجامعة لمكوناته التي اعتزت و تعتز لإنتماءها للعراق بلاد الخيرات و الثروات المتصاعدة بلا انقطاع، من ثروات ارضه التي تزداد تنوعاً و الى مياهه و موقعه الستراتيجي، اضافة لثقافته و فكره و انحياز دياناته الى حقوق الفقراء و المعدمين . . الموقع الذي يزداد اهمية في عالم اليوم و صراعاته الدولية الكبرى اضافة الى المحلية منها.
و يشير خبراء الى الأهمية الكبرى لما تعوّدته البلاد على التعايش بين امنها و استقرار حياة مواطنيها بمكوناتهم، و على توالفها عموماً مع السياسات الدولية و الإقليمية و الداخلية على اساس المنافع المتبادلة التي لم تعلن جميعها او لم يستطاع كشفها في حينها، الاّ بعد مرور عقود و عقود بعد ان فقدت الشعارات التي رفعتها الانظمة المتعاقبة بريقها او لم تعد تتوافق مع الصراعات الإقليمية و الدولية و مصالح القوى العالمية اليوم، التي تبني توازناً جديداً . .
نعم سقطت الدكتاتورية بالاحتلال في لحظة تأريخية زاد فيها ظلمها و اعداماتها و غاب فيها البديل الذي تمنّاه الشعب بمكوناته، بعد ان صارت غالبية اطراف معارضة الدكتاتورية بيد القوى الفاعلة في العالم و في المنطقة و تحت قرارها و خططها و الاّ . . !! بعد ان لعبت تلك القوى الفاعلة و من ناب عنها ادواراً كارثية في البلاد خرجت عن التعايش على اساس المصالح المتبادلة.
و ظهر التدخل الخارجي علناً و في رابعة النهار و في رمضان، في انقلاب 8 شباط 1963 ، الإنقلاب الدموي الذي واجهته الجماهير باطيافها العراقية ببطولة في مدن العراق سعياً منها لإيقافه و قدمت آيات البطولات و التضحيات منها في محلات بغداد، من عقد الاكراد الى الشاكرية و الكاظمية و عقد النصارى و و و الإنقلاب الذي ادانه بعد سنوات انفضاضه و انكشاف عدم آهليته للحكم لإدانة اوسع الاوساط الشعبية باديانها و طوائفها و قومياتها له و عدم تعاونها معه، و ادانة الرأي العام العالمي له . . ادانه قائد الانقلاب و البعث العفلقي ذاته (علي صالح السعدي) حين قال : (جئنا بقطار اميركي وياليتنا لم نفعل).
و بعد عقود و حين اشتد ساعد معارضة الدكتاتورية التي اتبعت انواع الحيل لإحتوائها سواء في كردستان العراق او في الجنوب . . ظهرت مشاريع البيوتات الحاكمة في البلاد و المنطقة مستغلة الضغوط العالمية على دكتاتورية صدام، فدعت الى لبننة العراق حين كانت الحرب الأهلية اللبنانية في اوجها حين تقاسمت تلك البلاد . . لبننة العراق على اساس الطوائف و الانتماء القومي و العرقي، فرصدت اموالاً فلكية و اسلحة و مجموعات مسلحة و اعلام لذلك . .
و اعلنت خططاً . . من خطط احتلال تركيا للموصل و كركوك، و خطط تقدّم ايران الإسلامية ـ سواء من الشرق او من الغرب عبر سوريا ـ وفق شعارها آنذاك ( طريق القدس عبر كربلاء)، اضافة لشعار دكتاتورية صدام (طريق القدس عبر عبادان) . . و غيرها من محاولات خطيرة لتمزيق الشعب العراقي، للمرور الى بلاده و اقتطاع اجزاء منها ان لم يكن كلّها . . في محاولات خائبة لم تلق الاّ الصدود و الاستهجان من اوسع الجماهير العراقية . .
بل و حتى الإحتلال الاميركي الذي عبّر عنه وزير خارجية بوش الاب جيمس بيكر بانه سيرجع العراق الى زمن ماقبل عصر الكهرباء . . الاحتلال الذي وظّفته دوائر ايرانية بشكل خاص بغض نظر او غباء اميركي، لتتسلل الى اجهزة الدولة العراقية و لتشدد قبضتها على الاحزاب و القوى الاسلاموية الحاكمة (شيعية) ثم (شيعية و سنية) التي اثبتت السنين بانها لا تبالي بحقوق و اوضاع و معاناة طوائفها و لاتهتم قياداتها و المقرّبون منها الاّ بمصالح افرادها الأنانية الضيقة، و لاتبالي بتمزق البلاد او ببقائها موحدة قادرة على مواجهة الحياة الشاقة التي تواجهها اوسع الاوساط العراقية و خاصة الشبابية منها، و مواجهة تحديات الواقع القائم بإعتبارها دولة مستقلة ذات سيادة. (يتبع)

19/ 6 / 2021 ، مهند البراك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في