الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كن بروعتك

عزيز سمعان دعيم

2021 / 6 / 20
الادب والفن


كُن في قمة روعتك وتألقك

إلى ابنتي/ابني الخريج/ة الغالي/ة
محبة ونعمة وسلام...

نشكر الرّبّ الذي أعانك وأعاننا إلى هُنا، إلى تتويجك في ختام هذه المرحلة الهامة.
نبارك لك تخريجك لروعة الحياة بتحدياتها المُحفِزة.
نُدرك تمامًا صعوبة التحديات التي مررت بها، ومتطلبات الحياة لتفهم ومواجهة الواقع الجديد، المُتَصف بالتغييرات السريعة والمفاجآت والضبابية، الأمر الذي يتطلب منك اكتساب وتطوير مهارات وأدوات كثيرة كالمرونة والتكيّف، التفكير الإبداعي والنقدي وحلّ المشكلات، الاتصال والتشارك، الثقافة الرقميّة والتقنيات العصرية، بحيث تساعدك هذه المهارات على صياغة مُتجددة لوجهة مسارك من أجل تقدمك لتحقيق ذاتك في حياتك الشخصيّة العملية وخدمة المجتمع.
نرجو أننا معًا (أنت ونحن كمدرسة وأهل) خلال هذه السنوات الطويلة، ساهمنا في تدعيم وتمكين هدأة البال وتعميق السلام الداخليّ والروحيّ في حياتك من جهة، وشاركنا في تعزيز وتنمية الامتياز والسلام المجتمعيّ والبيئي من جهة أخرى، لتكون مساهمًا وفاعلًا لخير بيئتك وللإنسانية جمعاء.
لذلك ندعوك لمتابعة مسيرة الحياة في زخم الشخصيّة الواعية، حاملًا الرسالة وعاملًا لتحقيق الغرض. نقدم لك بعض النصائح والمشورات الطيّبة للتأمل والتفكير فيها، بل ومحاورتها وتحفيز الهمة والتفاعل معها، لتكون سبب فائدة وبركة لك، فَسِر بهداية ورعاية ومشورة العليّ:

• كُن ملحًا للأرض، مُعطيًا نكهة طيبة لمن حولك، ومانعًا لانتشار الفساد في بيئتك.
• كُن نورًا للعالم، يضيء في وسط الظلام، يعكس صورة الطهارة والصلاح ويكشف الشرّ والفساد.
• عدد بركات الرّبّ لك في كلّ يوم، فهي كثيرة ومتجددة في كلّ صباح، وكن شاكرًا.
• فرّغ حياتك من كلّ سموم الأفكار والأمور السلبيّة، وكُن إيجابيًا وصحيحًا في اتجاهك وتوجهاتك.
• استيقظ في كلّ صباح ليوم جديد. زيّنه بالابتسامات والايجابية والرجاء والأمل، ليتكلل ببركات ونِعم سماوية، وبرعاية ومشورة إلهية.
• تأمل الخليقة الرائعة، من شمس الاشراقات، وطبيعة غنّاء، وكن شاكرًا للخالق الذي أبدعها وأبدعك.
• أشكر الرّبّ راعيك وقائد مسيرة حياتك، الذي يعتني بك في كلّ طرقك ويقودك بغنى مشورته وحكمته الفائقة.
• إعلم جيدًا على طول الطريق أنه هنالك إلهًا خالقًا ومخلصًا عظيمًا يحبُك ويعتني بك، كما لا تنسى أننا نحن وأهلك نكن لك كلّ الحب.
• بنعمته ومعونته نرتفع فوق كلّ التحديات. ركّز على ما تريد فتحصل عليه بلا شك.
• كُن إنسانًا واحترم كلّ إنسان، صغيرًا كان أم كبيرًا، أبيض أم أسود، أصفر أم أشقر، رجلًا أم امرأة، مهما كانت خلفيته، عقيدته، ديانته ومركزه، واعلم يقينًا أنه خلق على صورة الله، عندها ترى الله فيه، فبدون إنسانيتنا نفقد أساس هويتنا.
• كن مؤمنًا. آمن بالخالق العظيم المحب، آمن بقصده الجليل وبخطته الرائعة لحياتك. آمن بأن ما حباك الله به من مواهب، مهارات وإمكانيات تمكنك من تحقيق قصده في حياتك. قل له كقول أحد العدائين قرب خط نهاية المسار: "يا رب ارفع رجليّ وأنا أنزلها".
• كُن مؤدبًا خلوقًا في كلّ ما تعمل وما تقول فيكرمك الجميع.
• كُن منتجًا ومُبدعًا، وحقق أهدافك وإنجازاتك لما فيه خيرك وخير الجميع.
• كُن ابنًا بارًا وفيًا. أكرم أباك وأمك كما أوصاك الرّبّ إلهك لكي تطول أيامك، ولكي يكون لك خير على الأرض التي يعطيك الرّبّ إلهك، وأحبب قريبك كنفسك. (تثنية 5: 16 ومتى 19: 19).
• كُن قابلًا للتعلّم، فالحياة هي أعظم مدرسة، ونحن طلابها على الدوام، نتعلم منها حتى لحظة خروجنا وتخرجنا منها، مهما كبرنا وعلَت شهاداتنا ومراتبنا.
• كُن مثقفًا، وواظب على طلب المعرفة والحكمة والعمل بموجبهما، فالمسافة أحيانًا كثيرة
• تكون شاسعة جدًا بين المتعلم صاحب الشهادات العليا وبين المثقف.
• كُن عادلًا في أحكامك وقراراتك، عارفًا حقوقك وما لك، معترفًا وملتزمًا بواجباتك وما عليك. فكل ما تريد أن يفعل الناس بك افعل هكذا أنت أيضا بهم. (متى 7: 12)
• كُن جسرًا للسلام والصلح وحلّ النزاع، لا سورًا يمنع التواصل والاتصال.
• كُن قائدًا في خدمتك للآخرين، فسمو العظمة تتجسد في عمق الخدمة، هكذا علمنا القائد السماوي المبارك "من أراد أن يكون فيكم عظيمًا فليكن لكم خادمًا." (متى 20: 26).
• كُن مزارعًا متميزًا، ازرع البركات لتحصد بركات أكثر (2كورنثوس 9: 6)، فالذين "يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج" و"الذاهب ذهابًا بالبكاء حاملًا مبذر الزرع مجيئًا يجيء بالترنم حاملًا حزمه" (مزمور 126: 5 و6). فالحصاد دائما يكون من نوع الزرع ولكن بوفرة وغزارة.
• كُن طيبًا، فالطيبة شيمة نادرة في هذه الأيام، والإنسان الطيب غالبًا ما ينام في سلام.
• كُن مسؤولًا ولا تهمل المساءلة.
• كُن مُحبًا للبيئة، فقد خلقها الله لتستمتع بها، ولتحفظها جميلة نظيفة ليستمتع بها الآخرون.
• كُن رياضيًا. مارس الرياضة البدنيّة، نشّط الرياضة الذهنيّة وداوم على الرياضة الروحيّة، فكل منهم ضروري لسلامتك، سلامة صحة جسدك ونفسك وروحك.
• كُن مفكرًا، فمن يلغي تفكيره ويحيله للتقاعد فقد ألغى كيانه، وصدق ديكارت حين قال: أنا أفكر إذا أنا موجود.
• كُن مبتسمًا، فابتسامتك علامة الرضى، وابتسامتك تلك الجوهرة الثمينة التي تثري حياتك، كما أنها بوابتك الواسعة للوصول إلى الآخرين، فهي لغة يفهمها ويتجاوب معها الجميع.
• كُن متفائلًا لا متشائمًا، كن مغناطيسًا متناغمًا لجذب الأفكار الإيجابية بما يخصك وما يتعلق بالحياة والآخرين، وتنافر وارفض الأفكار السلبية السوداوية، فالحياة حلوة، وإلهنا صالح وأنت ما زلت بخير.
• كُن متواضعًا، ساميًا في تواضعك، فمن يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع. (متى 23: 12).
• كُن مرنًا. ألا ترى كيف أنّ سيقان الصفصاف تنحني أمام العاصفة الهوجاء لتعود وتنتصب من جديد.
• كُن رؤوفًا مع الآخرين وتفهم موقفهم وظروفهم وقصتهم.
• كُن طموحًا. داوم على تقدمك في كلّ ما تعمل، غيورًا للحسنى، تفرح بالناجحين وتقتدي بهم، ولا تكن طماعًا حسودًا يطلب ما عند الآخرين.
• كُن حكيمًا في تناولك غذاء صحيًا، وابتعادك عن العادات التي تتلف جسدك كالتدخين (الأرجيلة، السموم، وإدمان المشروبات الكحولية...) وغيرها... فجسدك أمانة بين يديك.
• لا تكُن هشًا تكسرك أصغر النكسات، فالحياة جميلة ورائعة بحلوها ومرها، فلولا مُرها لما استطعمنا حلوها، ولولا الفشل لما عرفنا متعة النجاح، فالبطولة الحقيقية تظهر وتتجلى في التجارب والامتحانات والصعاب وعندما تقسو الحياة.
• لا تخف من الفشل ولا تقل مستحيل، فقد سأل المُمْكِن المستحيل مرة: "أين تسكن؟" فأجاب المستحيل: "في قلوب الجبناء." وأنت لست جبانًا.
• توقف للتأمل.. لا تدع اللحظات الجميلة والمواقف المثيرة والكلمات المنيرة تمرّ دون أن تنساب ذاتك إلى داخلها، فالتأمل هو الحكمة العملية وراء الكلمات والمواقف واللحظات. تأمل الغربان. إنها لا تزرع ولا تحصد وليس لها مخدع ولا مخزن والله يقيتها. تأمل الزنابق كيف تنمو. لا تتعب ولا تغزل. ولكن... ولا سليمان في كلّ مجده كان يلبس كواحدة منها. (لوقا 12: 24 – 27). فاعمل ما عليك ولا تدع الهمّ يُرهق كاهلك، فإن كان الله يعتني بأصغر مخلوقاته فكم بالحري يعتني بك، وأنت أفضل خليقة الله.
• عِش سعيدًا. السعادة ليست سرابًا ولا حلمًا بعيد المنال، قرر فقط أنك تريد أن تكون سعيدًا، وسيكون الرّبّ مصدر سعادتك، وكُن.

كُن في قمة روعتك وتألقك. وليبارك الرّبّ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟