الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خبرة رئاسية مؤلمة

آراس بلال

2021 / 6 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


يسيء السيد برهم صالح لمنصب رئاسة الجمهورية عندما يتحدث بمعلومات عامة تكررها وسائل الاعلام وتصريحات المحللين يوميا حيث يخبرنا في حديثه خلال ملتقى بحر العلوم للحوار عن عدد سكان العراق الذين سيبلغ "80 مليونا عام 2050"، كما يخبرنا ان عائدات النفط ستنخفض عام 2030 بسبب التحول لطاقة بديلة، موقع الاساءة هنا هي ان الرئيس لا يخبرنا برؤيته لمعالجة هذه الازمات ويفضل دور المحلل على دور المسؤول الكبير رغم انه يحفر الارض بيديه واسنانه لإعادة تنصيبه رئيسا لدورة أخرى.
ما يقوله الرئيس صحيح لكن مهمته ليست ابلاغنا بالكارثة التي نعرفها جميعا بل مهمته تقديم مقترحات لتلافي الكارثة مبكرا استنادا الى خبرته كوزير سابق للتخطيط ونائب رئيس وزراء للشؤون الاقتصادية في الحكومة الاتحادية ورئيس لحكومة اقليم كردستان وهي مسيرة تخبرنا ان الرئيس ليس صادق النوايا في تحذيره فهو من ادار ملف النفط في كردستان مع صديقه وشريكه عبدالله عبدالله الشهير بآشتي هورامي وكانا مصرين على الاسراع في استنفاد نفط الاقليم بأقصر وقت لرفع اسهم الشركات المتعاقدة على الانتاج والتي بدورها اما تابعة لمسؤولين في الاقليم او تدفع لهم رشاوى وكانت هذه احدى مفاعلات انتاج الفساد الكبرى في الاقليم.
خبرة الرئيس وخاصة في تجربته الكردستانية لا تبشر بخير أبدا فهو الذي اطلق عملية نهب اراضي الاقليم لكبار الساسة والشخصيات النافذة دون صيغة قانونية وهو ما شجع الجميع للاستيلاء على الاراضي بدون اي مقابل لا للحكومة ولا لأهالي المناطق ليستفيدوا خدميا من استغلال مناطقهم.
هذا التاريخ يدفع الى اعادة تفسير تحذير صالح الذي من الواضح ان قلبه ليس على الشعب بل على كبار المسؤولين وقادة الاحزاب ولذلك فإن هذا التحذير كأنه دعوة من الرئيس لهؤلاء لتسريع وتيرة نهبهم للعراق قبل ان يزداد سكانه وتنخفض قيمة نفطه فلا يجدون المزيد من الفرص للنهب.
ما يؤكد التحليل اعلاه هو ان السيد برهم تقبل بسهولة اطاعة الزعماء في ضرب الدستور وتجاهل مسؤوليته في تكليف مرشح الكتلة الاكبر لرئاسة الحكومة فأضاع على الشعب معرفة الجهة التي رشحت عادل عبدالمهدي ثم مصطفى الكاظمي وتحالف مع الجهات التي قتلت المواطنين عبر تجاهل القيام بدوره كحام للدستور الذي يضمن حق التظاهر ويمنع القمع والاعتقال التعسفي سواء في العراق ككل او في اقليم كردستان.
يعتقد الرئيس انه يثبت عبقريته بتكرار ارقام مبتذلة مجانية او يثبت حرصه على حياة الشعب بإطلاق هذه التصريحات لكن للأسف تاريخه لا يسمح له القيام حتى بهذه الادوار الهزيلة وعليه ان يتقبل ان وصوله لهذا الموقع هو نتيجة لسوء حظ العراقيين أولا وخدماته للأسياد ثانيا لا أكثر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24