الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا تعلمنا بعد كل محنة؟

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2021 / 6 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


لم يعرف مجتمع البحرين الصغير، المُتكاتِف والمتباعِد بنفس الوقت، في وتيرة متناقضة، محنة حزينة وكئيبة منذ منتصف القرن الماضي وبداية القرن الحالي، كالتي مرَّ بها المجتمع خلال شهري أيار وحزيران من عام 2021 وهو عام سيدخل تاريخ أحزان البحرين، كما مرَّت به خلال حقبتي الحربين العالميتين الأولى والثانية...
يوميًا لا تسمع سوى بكاء وتعازي ونحيب...كلّ من يرحَل يعرفهُ الجميع، وكلّ من يفقد صديق أو قريب أو بعيد، شارك بالتعزيّة، هذه الفترة كم كانت صعبة وقاسيّة على الجميع والكلّ يتطلّع لنهاية النفق ولكن ماذا تعلمنا؟ بماذا خرجنا من هذا النفق الحالك؟ هل تعلمنا؟ هل فهمنا مغزى الحياة حين تنْتكس بدرجة كبيرة؟
سبق ومرَّرنا بالعام 2011 بمحنة كادَت تطيح بديارنا وتُسقطنا في فوضى عارمة ونتحوّل فيها إلى لاجئين كما حدث ببعض الدول...فماذا خرجنا بعدها؟ وهل ثمّة درس تعلمناه...؟
تجارب الحِقب السوداء في حياة الشعوب غالبًا ما تكون تجاربتنهَلمنها الأمم دروسًا تدفعها للانتفاض على المحنة وترسم لها طريق التجديد والتغيير...أوروبا وأمريكا ودول آسيوية مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة، تغيّرت كليّةً بعد الخراب والدمار والفقر...كانت المحن أشدّ وأقسى مما مرّرنا به وكان يمكن أن تَدفن تلك المحن هذه الشعوب وتخمدها، لكن إرادة التغيير والتجديد، رسمت مسارًا لم يكن غيره خيار، فجاء التغيير ليعيد صياغة وجه هذه الأمم كما نراها اليوم...
محنة وباء كورونا وما حملته هذه الجائحة خلال الشهرين المنصرمين، جعلت مجتمع البحرين خيمة عزاء سوداء...ليس وقت الحساب وليس وقت القاء الْلوم على جهة أو طرف...الوقت غير مهيأ خاصة بوجود انسداد في الوعي والحرية والفهم ولكن المرحلة التالية قد تفتح فجوة في الوعي للتغيير، لتغيير التفكير وإعادة صياغة الأفكار...تغيير نمط الحياة، تغيير نظام المجتمع...تغيير نظرتنا للحياة...تجديد القيم والمبادئ بدل تلك البالية المهترئة...إن لم نفعل ذلك وإن لم نتغيّر...فلا نرجو تقدم أو رخاء...
أوقات تمرُّ أشْعر خلالها أن البشر بهذا الوقت العصيب، خضعوا لاختبار حياتي وإنسانيٍ ومناخي، غيْر إلهي بالطبع... يتسابقون على التمَسك بالحياة وبذاتِ الوقت يفَرِطُون في سلامتهم...جعلتهم أنانيون وغير مضحين إلا فيمّا ندر، أمام الخوف، تنازعوا على من يحْفظ سلامته وحده دون غيْره...ضحايا الأنانيّة تضاعوا في هذه الأزمة وكأن الجارِفة! التي اكْتسحَت كوكبهم ليست إلا عدو لهم وحدهم فتناسوا من حوْلهم وتمسكوا بشغفهم بالحياة وحدهم...هذه الأزمة فجَرَت ما في نفوسِهم وعرَّت أمراضهم ولكنها بذات الوقت أشرَقت عن معادن بشرية فاقَت الذهب في أصالتِها...
إذن لا سبيل لحياة جديدة رغم الأحزان سوى التغيير والتجديد في كلّ شيء من حولنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال