الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عاش الزعيم..ومات الشعب العنيد

خورشيد الحسين

2021 / 6 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


من مظاهر عناد(اللبناني) الذي تجلى في الأزمة الراهنة التي تخلخل قواعد كيان الوطن وتعصف في جذور وجوده أنه ما زال يراهن على ذات الطبقة الفاسدة التي اوصلت البلاد إلى المأزق الذي نعيشه اليوم.
وبالرغم من انكشاف الجميع و تورط معظم أركان النظام بالنهب المنظم والسمسرات والرشاوى وتحويل مؤسسات الدولة ومواردها الى منهبة يتقاسمون اداراتها ومواقعها وماليتها كملك خاص وحصري،الا ان (الشعب العنيد) لا يرى زعيمه الا فوق الشبهات،فهو يختلف عن الجميع،هو المقدس والمنزل وحامي الحمى والحصن الحصين والملاك والمؤتمن وكل ما خلق الله من مفردات التبجيل والتفخيم ، فهذه الإدارة للزعيم فلان وتلك لعلان والثالثة لخريان ويليه ضريطان وهكذا تسير الأمور بالتكافل والتضامن وكله يغطي كله على حساب (الشعب العنيد).والشعب العنيد فدى الزعيم وعلى(حساب الزعيم).
هو ذاته الشعب العنيد يغضب ويثور احيانا..يثور ولكن وفق ردة فعل انية سرعان ما تخبو سورة غضبه أو أن ينحرف مسارها لتستثمر بإتجاه اخر ومطالب اخرى وشعارات لا تخدمه بقدر ما تخدم واضعيها والمحركين.
الشعب العنيد المهدد في وجوده والمهدد بلقمة عيشه والمذلول على ابواب المستشفيات وفي طوابير محطات الوقود وفي حبة الدواء التي اصبح الحصول عليها انجازا يستحق ركعتي شكر يغضب بصمت ويلعن ويشتم ويفرغ براكين غضبه على وسائل التواصل الإجتماعي وفي الطريق والدكلن والسهرات وفي كل مكان غضب..غضب..غضب...
وهذه حدود الغضب لا يتجاوزها،وفي لحظة الحقيقة،وبكلمة واحدة تحمل تلميحا لموقع ودور وصلاحيات طائفة الزعيم وطائفة الجائع يتحول الجمع الغفير بقدرة قادر من ثوار ضد طبقة الفساد وضد مافيات ومصاصي دم الشعب الى حراس للزعيم ويصبحون يد الزعيم الذي يهدد ويبطش بها وعين الزعيم التي يرى بها دون تمحص ولا تدبر ولا تفكير بعواقب الأمور .
يدرك معظم (الشعب العنيد) ان زعيمه ركن من اركان السلطة والنظام وان الزعيم يستغل ويستثمر البعد الطائفي في الوعي المجتمعي المترسخ في النفوس، ويدرك أيضا ، ان خطاب الخوف من الآخر هو الشماعة التي يعلق عليها الزعيم كل اوزاره في السلطة والنظام من لصوصية وقحة وخيانة موصوفة لأتباعه وابناء طائفته ولكل الوطن،لكنها غريزة الإنتماء للقبيلة_الطائفة تحتم عليه ان يبقى ضمن قطيع الزعيم،ففي عقله الباطني أن الذئاب (والذئاب هم ابناء الطوائف الأخرى)يأكلون الخراف الشاردة،وكي يحفظ وجوده عليه أن يبقى ضمن القطيع ليصبح هو الآخر ذئب...يدافع عن مصلحة الزعيم.
وهكذا تسير الأمور ونسير معها بمحض ارادتنا المسلوبة وبوعينا المريض الى هلاكنا حيث لا افاق تبشر بالخير ولا بصيص امل ،بل مستقبل موحش واسود ترسمه لأبناءنا في وطن أقل من مزرعة في عرف زبانبة السلطة والى موت مفتوح على كل الإحتمالات في وجدان الشعب العنيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب