الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اقتصاديات الجماعات السلفية (دراسة علمية حول المنشأ وادارة الأموال)

محمد محمود

2021 / 6 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


مقدمة
اختلاط الدين بالسياسة ظاهرة قديمة، حلت بالعالم الاسلامي منذ أن عرف القوم طعم السلطة، وتنافسوها فيما بينهم حتى التقى اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيوفهم وجها لوجه وقتل الامام الحسين رضي الله عنه في سبيل الانفراد بالسلطة لصالج منافسيه من بني امية ومن قبل كانت اوربا في العصور الوسطى تعطي السلطة الدينية اهمية سلطوية فوق سلطة الحاكم، وحديثا تعاظمت هذه الظاهرة في العالم العربي بعد ظهور جماعات الاسلام السياسي والدعوة لعودة الخلافة، ومن هنا ظهرت تلك الجماعات وانشقت من تلك الجماعات جماعات اخرى بعضها جاهر بافكار وواجه المجتمع بها، والاخر اتحذ منهج التقية كي يفعل كل ما يرتضيه من الاسباب التي تحقق اهدافه، وقد ظهرت جميع تلك الحركات بوضوح، وبشكل ملحوظ بعد ما سمي بالربيع العربي حيث أدخلت ثورة 25 من يناير معطيات جديدة على تلك المعادلة السياسية وكان أبرزها ما حدث من انخراط للحركات الإسلامية يكافة انتماءاتها ومن بينها،الحركة السلفية ، في الحياة السياسية وقد ادى ذلك إلى تغيير كبير في المسار المتوقع لاحداث تلك الثورة
ضبط المفاهيم
في هذه الدراسة ينظر الباحث الى مفهوم الحركات الإسلامية بانه يقصد به مشاركة هذه الحركات في الساحة السياسية وبالطبع تبحث عن تحقيق اجندتها التي تريد تطبيقها في ظل تلك السيولة الثورية ومن ذلك تطبيق احكام الإسلام وشرائعه في المجال العام حسب فهمهم للنصوص الدينية لتحقيق أهداف وغايات محددة استناداً إلى دلالات واستراتيجيات بعينها ومن المقطوع به ان تلك الجماعات اختلفت فيما بينها اختلافا واضحا حول الاصول الفقهية ومعالم الفكر الاسلامي الواضحة لذلك يرى المفكرون ان هذه الحركات الاسلامية لا تشكل إمتداد للفكر الإسلامي الرشيد. لأنها تسعى بلا مواربة لتحقيق مكاسب سياسية.
واستند الباحث الى تعريف الشيخ يوسف القرضاوي للعمل الدعوي بأنه ذلك العمل الشعبي المنظم للعودة بالإسلام لقيادة المجتمع اعتباراً من أن الإسلام جاء لكل زمان ومكان.
ثانياً- عوامل ظهور الحركات السلفية الإسلامية
يرى الباحث ان اهم العوامل التي ساعدت علي ظهور الحركات الاسلامية في العالم العربي:
أبرز العوامل الداخلية:-
1- العوامل السياسية: والتي يتفرع منها عدة عوامل هي سقوط الخلافة العثمانية، فشل الأنظمة في تحقيق الوعود، ضعف مؤسسات المجتمع المدني وضئالة قدرته على التأثير.
2- العوامل الاجتماعية: فكما أوضحت الدراسة أنها تنقسم إلى عدة عوامل منها التخلف الحضاري للدول العربية والإسلامية وزيادة التكدس في المدن نتيجة الهجرة من الريف وأخيراً ظهور مجموعة من القيادات الاسلامية مثل سيد قطب وحسن البنا كل هذا كان داعماً لظهور فكراً سياسياً إسلامياً يتطور مع مرور الزمن.
3- العوامل الاقتصادية: ربطت الدراسة بين إنتشار الحركات الإسلامية وزيادة الالتزام الديني بالأزمات الاقتصادية حيث أنه لم يكن هناك أمام العامة من الشعب سوى الرجوع للدين
السلفية في مصر
يضم مجتمع السلفيين فى مصر عددا من الكيانات، أكثرها شهرة الدعوة السلفية وحزبها السياسى "النور"، وجمعيتها المشهرة باسم "الدعوة"، كما تمثل جمعية أنصار السنة المحمدية أحد فروع التيار السلفى، إضافة إلى الجمعية الشرعية
• وقد بدأ عملهم في عام 1980 عندما قرر الشباب السلفيون العمل بطريقة منظمة واشتهروا إعلامياً وفي أوساط الجماعات الإسلامية بسلفية الإسكندرية،
خامساً- المشاركة السياسية للسلفيين:
السلفيون بطبعهم لا يميلون للسياسة الا انهم عندما انكشف الغطاء الثوري امامهم سارعو بالاشتراك للنيل من الغنيمة وتجلت المشاركة السياسية للتيار السلفي بعد 25 يناير من خلال محطات فاصلة في تاريخهم مثل المشاركة السلفية في إعداد دستور 2012 والاستفتاء عليه وبعدها تم إنشاء الأحزاب السلفية
حملات الدعاية وكشف اليات التمويل
فى نوفمبر 2011 أطلق حزب النور ممثل الدعوة السلفية فى الحياة السياسية المصرية دعوة عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» بتخصيص أموال الزكاة والتبرعات التى تقدم للحزب لدعم دعاية مرشحيه فى الانتخابات البرلمانية.
وقد أثارت هذه الدعوة وقتها جدلا كبيرا فى المجتمع، وفتحت على الحزب الوليد –حينها - أبوابا من التساؤلات حول مصادر تمويل أنشطة الدعوة السلفية وحزبها السياسى، فضلا عن التيار السلفى بكافة تياراته،
كيف جمع السلفيون اموالهم اذا وفيما انفقوها
بشكل مباشر بستطيع العوام ان يلحظوا الانشطة الاقتصادية للسلفيين التي انتشرت منذ سبعينيات القرن الماضي فطبيعة الأنشطة الاقتصادية لهم تتركز على طباعة الكتب والخطب الدعوية، حيث توسعوا فى تجارات مثل العسل ومحلات الحلويات، وبيع الكتب الدعوية والسواك وسجاد الصلاة والنقاب ولوازمه امام المساجد، كما لا يخفى ايضا ان أغلب قيادات التيار يعملون فى تجارة الذهب والخشب والدعاية والطباعة واستغلال أموال التبرعات، وأموال رجال الأعمال السلفيين من أصحاب المشروعات المتوسطة، وهم أغلبهم يعملون فى مشروعات تجارية وتدوير الفكر السلفى نفسه
واذا كان السلفيون من الاصل يحرمون أموال البنوك وبالتالى يخفون أموالهم السائلة فى صفقات تجارية سريعة بدلا من تخزينها بالمنازل فان من ذلك نستنج كثرة المشروعات والمجالات الخاصة باعمالهم الاقتصادية
من خلال عدد من المشروعات المعلومة لديهم والاسواق التي احتكروها في المجالات سابقة الذكر وهناك نشاطات تدويرية داخل وامام المساجد مثل أن يتم بيع كتب الشيخ الفولانى فى نفس مكان خطبه ودروسه الدينية، وتحقق تلك الكتب مبيعات ضخمة رغم أنها غير منتشرة فى الأسواق، إلا أن أغلب من يحضرون له الخطب يشترون كتبه التى تباع بجوار مكان الخطبة
كما أن بعضهم يعتمد على الظهور الإعلامى والحصول على مقابل مادى لخطبه ودروسه وسفرياته فى دول الخليج، غير أن أغلب شيوخ السلفية فى مصر لديهم مرجعيات سلفية كبرى خارج مصر تدعمهم ماديا كلما تطلب الأمر الى جانب ذلك فانهم لم يكونوا يعتمدون فى استثماراتهم على الإنتاج فقط، بل على التجارة والاستيراد والبيع والخدمات،
مؤسسة بيت الأعمال

هذه المؤسسة هي مشروعهم الكبير الذى دشنوه فى 2012 باسم "مؤسسة بيت الأعمال" الذى تم الإعلان عنه على أنه الذراع الاقتصادى للدعوة السلفية، وضمت تلك المؤسسة 160 من رجال الأعمال الأعضاء فى حزب (النور) و(الدعوة السلفية) أو القريبين منهما، فى إشارة إلى كثرة رجال الأعمال المؤمنين بالفكر السلفى والداعمين له، وكان من أهم شروط تلك المؤسسة ألا يشارك العضو بها فى أنشطة أو مشروعات محرمة، وحملت شعار "مشروعات حلال"، وكان يغلب على المشروعات التى أعلنت فى وقتها الطبيعة التجارية.
واعتبر البعض ان مؤسسة بيت الأعمال ما هي الا "ستارا" لإخفاء أموال "الدعوة السلفية"، ومحاولة للهروب من السؤال حول مصادر التمويل، وأنه جرى خلال فترة حكم الإخوان الدفع بمبالغ مالية كبيرة داخل هذه المؤسسة وأعيد تدويرها مرة أخرى فى عملية أشبه بـ"غسيل الأموال"، لكن نشاط المؤسسة تراجع فى السنوات الأخيرة
واتهم القائمون على البحث الجماعة السلفية بأنهم يستقطبون اﻷموال من الخارج ويدورونها فى كيانات تنعش نشاطهم ووصفه بأنه نشاط يبتعد تماما عن خدمة المجتمع ويسعى فقط لنشر فكر الجماعات السلفية
تكسب علماء السلفية من انشطة الدعوة
يضم العمل الدعوى للدعوة السلفية عددا من المشاهير فى مصر، من بينهم الشيخ محمد حسان والشيخ محمد حسين يعقوب والشيخ أبو اسحق الحوينى، وغيرهم
ويحقق أغلب هؤلاء المشايخ أرباحا كبيرة من الظهور فى القنوات السلفية وأشهرها حاليا قناة الرحمة التى يعد الشيخ محمد حسان وشقيقه محمود حسان أحد أهم المساهمين فيها وبدات باشرطة الكاسيت
كما يشتهر مشايخ السلفية بكثرة سفرياتهم وجلساتهم الخاصة مع شيوخ وأمراء عرب وخليجيون بدول عربية يحققون من خلالها أيضا مكاسب مادية كبيرة
التمويل الخليجي
إن دعم الحركة السلفية في العالم العربي، هو موضوع معلن بالنسبة للنظام السعودي، تتحدث فيه الرياض بشكل معلن ولا تخفيه، من خلال دعم المؤسسات الدعوية في الخارج وبناء المعاهد والجمعيات العلمية التي تروج للفكر السلفي الوهابي
في المقابل تتغاضى السلطات في الدول العربية والإسلامية، المحتضنة للمعاهد والمدارس التي تنشر الفكر الوهابي السلفي بتمويل سعودي، عنه وتباركه خدمة لحساباتها الداخلية وسعيها لتوظيف هذا الفكر والتيارات التي تمثله ضد التيارات العلمانية والدينية المعارضة للسلطة
تقارير قضائية تثبت التمويل
ووفقاً لتقرير لجنة تقصي الحقائق التي شكلتها وزارة العدل لجمع المعلومات والتحقيق حول ما أعلنته السفيرة الأميركية في القاهرة عن تقديم دولتها مبلغ 40 مليون دولار لمنظمات أهلية مصرية عاملة في مجال تنمية الديمقراطية وحقوق الإنسان من دون علم السلطات المصرية، فإن فان التقرير اثبت كذلك اتلاقي مئات المليين الخليجية من قبل الجماعات السلفية حيث اثبت ان مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني من دولة قطر قدمت ما مجموعه 181مليون جنيه و724 ألفاً إلى جمعية أنصار السنة المحمدية في عام 2011 وقد كانت الجمعية مسجلة قانونا وتم التوقيع على ذلك من قبل وزير التضامن الاجتماعي وقتها
وأضاف التقريران جمعية إحياء التراث الإسلامي في دولة الكويت، قدمت مبلغ 114 مليون جنيه و493 ألفاً إلى جمعية أنصار السنة المحمدية، ليكون مجموع ما تحصلت عليه 296 مليون جنيه، و218 ألفاً. وتعتبر جمعية أنصار السنة المحمدية ثاني أكبر جمعية للسلفيين بعد الجمعية الشرعية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم


.. على رأسها أمريكا.. 18 دولة تدعو للإفراج الفوري عن جميع المحت




.. مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا ببلدة سبسطية في مدينة نابلس


.. مراسل الجزيرة: معارك ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال




.. بعد استقالة -غريط- بسبب تصدير الأسلحة لإسرائيل.. باتيل: نواص