الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقوط الجبابره-9

أنور مكسيموس

2021 / 6 / 24
الادب والفن


............................
الفصـــــــــــــــــل الثــــــــالث
المشهد الأول
تل عال على حدود غزة, أمامه شق صخرى يقود الى الداخل...يدخل شمشون الى المشهد حاملا معه زاده وقربة ماء, وهراوة ضخمة, و أشياء أخرى...يتجه مباشرة الى هذا الشق, وينظر إلى الداخل...يعود لينظر خلفه وحوله, ثم يدخل ويضع كل ما يحمل, ويعود الى الخارج, حاملا هراوته...يجلس على صخرة أمام ذلك الشق, ويتلفت حوله...
شمشون: يبدو أن هذا المكان, لم يخلو من العابرين...ربما هاربين من شئ يتهددهم, لقد تركوا آثارا لوجودهم بل نقشوا وجودهم على الحوائط, لماذا يتركون خلفهم ما يدل عليهم...ربما هؤلاء لم يكونوا هاربين, إنما رحل سلكوا هذا الطريق...هل يترك الهاربون أثارا تدل عليهم؟!...لكن المكان مملوء بالزاحفات على بطونها, وذوات أرجل...
يدخل مرة أخرى ويخرج حاملا فخا...يذهب وينصبه, بعيدا عنه, ثم يعود ليجلس مرة أخرى...يتأمل ويتفكر فى حاله:
شمشون: ما هذا الذى وصلت إليه؟!...هارب أنا من كل إنسان, من سهم مسموم ربما من أهلى وعشيرتى, ربما من الغريب العدو...من حيث يكون الأمان تأتى الضربة, من حيث يكون الأمان تأتى الضربة قاتله...من حيث يأتى الأمان يقتل الإنسان مرتين...لا شاف ولا منقذ...ولا حياةّّ!...
يبدأن فى الظهور, الساحرات الثلاث, يتحركن بحرية فى المسرح من شرقه الى غربه...
سعيرة: هناك أرنب كبير, برى وشارد يقترب من فخك, الذى أحكمت إخفائه, والأرنب عطش الى الماء و الخضرة... كل ونم مطمئنا هذه الليلة...
شمشون, مسترجعا ماضيه: ما هى حكمتك يارب؟...أعطيتنى موهبة القوة الهائلة, ولكنك أخفيت عنى غوامض حكمتك...لقد خلقت كل هذا الكون, بترتيب وحكمة بالغة...لا يفوتك شئ, ولا تخفى عنك هنة ضئيلة...
ذهبت لازور قبر شمعون إبن نون...فقابلت أوتيليا, إشتهيتها وأحببتها, لكنها خانتنى ,وافشت أحجيتى...حرثوا على عجلتى وعرفوا أحجيتى...  قتلت لاسدد دينى من دمائهم...قتلت وظللت أقتل ,أحرقت زروع الفلسطينيين ومخزون حنطتهم, لانتقم , عرفوا من إمرأتى سر أحجيتى, ومع ذلك أحرقوها وبيت أبيها بالنار, لم يشفع لها, أنها أفشت لهم سر الأحجية...قام أهلى وعشيرتى بتقييدى وتسليمى الى أيدى أعدائى, لكن الله كان معى...ما هذا الترتيب العجيب البعيد عن فهمى لافعالك وحكمتك يا رب...
ذهب منبع الوصايا والمشورة... ذهبت بعيدا عنى, منبع الحب والحنية والشريعة....أحرقت من أحببتها...سلمنى رؤساء شعبى وقواده, ورؤساء كهنتة...كل أحد سلمنى, إبتغاء رضاء الجازى والمتسلط...ألم أكن أستطيع قيادة هذا الشعب, وتخليصه؟!...هل تأخذ هذا الشعب بأفعاله...هذا الشعب المتفرق بحسب أهوائه ورغباته وأطماعه...كل يفكر فى نفسه ولحظته والوقت الذى يعيشه...
يسمع صوت الفخ وهو يغلق على صيد...يقوم شمشون سريعا ليرى على ماذا أطبق فخه...
سعيرة: إنه أرنب بائس الحظ...لكنه سوف يملأ جوف ذلك العملاق, وعندئذ يعود للتفكير فى أوتيليا, وما مر به...
غرابة: إنه يشعل نارا لشوائه, وسوف يأكل, ويستريح, وتشتعل رغباته, فى كل ما سوف يفعل سوف يؤدى الى سقوطه وهلاكه...
سخامة: هذه الوحدة لن تصفى روحه, وتطلق عقله, نحو مزيد من أيامه, لانه وهوعائد حمل معه ماضيه, وكل أحداثه التى يبغضها ويتمنى أنها لم تحدث...لكن!...سوف يكررها...
غرابة: أنت محقة ...عندما يكره الإنسان شئ, سوف يظل ينتقده بالطريقة التى حدث بها, ثم بعد وقت طويل سوف يكون ما كرهه شيئا أصيلا فى طبعه وسلوكه, يفعله دون أن يلحظ أو يرى ذلك...أنت محقة تماما...
سعيرة: إذا نحن لا نفعل شيئا معه, سوى أننا نستحضر له ماإعتاد عليه أن يفعله...تتحكم فيه أفكاره وطباعه وعاداته وتقاليده التى عاش بها وفيها...ما سمعه, ولمسه, وأحسه, وما رأه, مافكر فيه وتخيله...وهو يختار ما يفعل...ونرى نحن نتيجة ما فعل...
غرابة: لم تقولى كل شئ...لكنك قربت المفهوم والمقصود...لأن هناك أشياء ليست فى مقدورنا أن نراها, أو نتعرف إليها...
سعيرة: هذا يكفينا...هذا يكفينا, لا أطمح فى المزيد إذا لم يكن متوفرا لنا الحصول عليه!... كل شئ فى هذه الدنيا وهذا الكون, يتبع بعضه بعضا...نتائج الأشياء من الأفعال, والافعال كانت أفكارا وخيالات, وطموحات...
غرابة: لقد أتى غزة خائفا وحذرا من كل شئ, من كل ما حوله, صار الكل عدوا له, ليس له صديق يركن إليه, أو يسمع منه شكواه...
سعيرة: آلام الألهة أعظم من آلام البشر...
يدخل شمشون, وفى يده بقايا الأرنب وهو يلتهمه, ثم يلقى العظم الذى إستعصى عليه كسره بأسنانه أمامه...
شمشون: لقد أعدت نصب الفخ, عله يصيد صيدا كبيرا هذه المرة...
سوف أظل تائها, مطرودا ومطاردا من الجميع, الكل يريد نفسى, وحياتى بين يديك ياالله, إن شئت فتقول كفى, فيكفينى ما عشته من أيام...أنا بحسب إرادتك ومشيئتك, فالتختار لى ما شئت!...
يغفو شمشون قليلا, وتبدأ الساحرات الرقص والدوران حوله:
الساحرات: أنت يا ايها الجبار النائم, إحذر!...ليس لك سلام...دائما, تستيقظ فى حذر وكدر...تدور بعينيك حولك...ترى الكل عدوا لك...أحببت وخانك حبك...عشقت ما ليس لك...قتلت وسوف تقع ميتا شهيد حبك...أيها القاتل كم رملت وكم يتمت...لم يبقى لك شئ إلا أن تحذر والموت يتعقبك...العيون حولك ترصدك, والكل يريد نفسك...إلى أين تهرب, ومن يخفيك عن الأعين...ليس لك معين, ومن أين؟...لا تعرف من أين الرياح العاتية تهب, وأين المياه الغزيرة تصب...الأشجار تراقبك, وتتجسس عليك...طيور السماء والجوارح السوداء تتبعك...كذلك الحيوانات تسرع خلفك...الزاحفات وهوام الأرض تترصدك...الى أين المهرب...الى أين تسعى وتهرب أيها الجبار النائم فى لحظة إطمئنان...هل تسمع أجراس الحية, وشر البلية؟...إن صوتها عال يصم الأذان...صوتها عال يصم الأذان...الحية ذات الأجراس...جرسها عال يصم الأذان...
يقوم شمشون وهو نائم يدور حول المكان والساحرات خلفه, مسرورات:
شمشون: أنا شمشون الجبار, الذى هزم جموع كثيرة, وأكثر من جيش جرار, هزمت بمعونة الهى القدير داجون وعشتار ...أظل أدور وأدور, وأعود لنفس النقطة, فى ذات المسار...لماذا لا أستمع للحية ذات الأجراس, تعيش وتأتنس بالناس...من أنتم وكيف جئتم, هل أنتم إنس أم جن؟!...
الساحرات وهن لا زلن يدرن خلفه: لسنا هذا أو ذاك, نحن الأرواح المعذبة, يوم أن جن البشر, فحصدوا كل الأنفس..الطيبة والشريرة...حتى أنفس الأطفال البريئة...نحن الماضى والحاضر والمستقبل...إفعل ما تريد أن تفعل, ما دمت تعيش فى ماضيك, فسوف يصبح حاضرك, هو ماضيك, وهو مستقبلك... إنه ترتيب الأقدار...هل يحصد زارع الشوك والمر, تينا أو عنبا؟ّ!...
غرابة: إنه يرانا فى أحلامه ونومه غربانا, ويصحو متكدرا...لقد خلق من الحذر كدر, ومن النذير شؤم, وغابت عنه حكمة الطبيعة...
سعيرة: تشتعل داخله أفكار وأهواء شتى, تقربه من مصيره المحتوم, هو لا يعلم ذلك...من ذا الذى يرده عنه؟!...
سخامة: لا أحد يرده عما يعتمل داخله, إنه جبار وعنيد ومتكبر, لا يعطى لعقله هنيهة لتدبر الأمور...
سعيرة: أفكاره تدور داخله, تظل تدوروتعود لنفس نقطة البدء...شمسها هى شهواته ورغباته وكبريائه...عنيد فى كل شئ, لا يترك لعقله هنيهة لتدبر الأمور...
سخامة: راحت عنه بعيدا, وبعيدا جدا روح الحكمة...لهذا هو سهل علينا أن نحركه كيفما شئنا...
سعيرة: ألا نفعل كل ما نريد, وما لا نريد...نحن نتحرك ونفعل, وليس لنا خيار فى شئ...
غرابة: نحن أفكار وأفعال ما مضى, تبقى من جيل الى جيل, ولا تنمحى إلا أن تتغير الأفعال...
سعيرة: نعم هذا صحيح...تتغير الفكرة, فيتغير الفعل والسلوك, فإن حزم الإنسان نفسه على ذلك, فإنه يصبح عادة وتقليد...من جيل الى جيل, ولكن ما قبل لا ينمحى, إذا بقى فى ذاكرة الناس...
شمشون: سوف أبقى هنا قليلا, أرقب وأرى...هل عرف أحد بوجودى, سوف أرى...على أن أصيد طعامى, وأكل من حيلتى, ودهائى...لكن الى متى ياالله...الى متى؟...لكننى!...أشعر بالضيق والملل...أضيق ذرعا بالوحدة...على أن أتحسس طريقى نحو البلدة...أستطلع الأحوال, علنى أعرف شيئا...هل عرف أحدا بأننى أتيت الى هنا...هذه المدينة الكبيرة, المملؤة بشرا وأحداثا!...
أنزل لاستطلع الأحوال وأجد رفيقة تؤنس وحشة وحدتى, ربما!...إمرأة زانية...
الساحرات ساخرات: هى إمرأة زانية, وأنت ماذا تكون؟!...الفعل واحد, لكن التبرير ليس واحدا...هى تزنى ولكن أنت لا!...عجبا!...  
......................

الفصل الثالث
المشهد الثانى
يدخل شمشون ويسلم على إمراة نصف مضجعة:
شمشون: سلام يا إمرأة؟!...
المرأة: سلام أيها الغريب...هل ساقك قدرك كى تأتى الى...لا يهم, هل معك ما يكفى؟
شمشون: ماذا تعنين بما يكفى؟...نقود أم ماذا؟...ألا ترين وتنظرين من يتحدث إليك...
المرأة: أنا لا أرى إلا كيس النقود؟...هل معك نقود؟...أم أنك أحد هؤلاء...
شمشون: معى ما يكفينى من النقود, الناس تموت, ولكن نقودها تحى أخرين...معى نقود لا تخشى شيئا!...
المرأة: لا تتحدث عن الموت...معك نقود فلتكن ليلتك مبهحة...
شمشون: هذه الليلة؟...قلت معى ما يكفى...وماذا عن غد؟!...
المرأة: غدا هو الأمس, هو الآن, هذا بالنسبة لى أنا......أعرف من أنا...أما أنت فما هو ماضيك, ليكون غدك؟...هل تعرف ماذا تريد؟...يبدو لى أنك تعانى من الوحدة وقسوة الحياة.
شمشون:حسنا, هل لديك ما لذ من الطعام والشراب, هل ترقصين وتغنين؟ثم بعد ذلك؟...
المرأة: دع ذلك لى أنا...سوف أبهجك وأزيج عنك متاعبك وهمومك...سوف أسر قلبك...
شمشون: حسنا!...لكن!...أسمع صوت أجراس؟!...ما هذه الأجراس, التى تبدو وكأنها طنين فى أذنى؟!...الأشياء تبدو غريبة...
المرأة وهى تطمئنه وتقوم لتعطيه شرابا: هذا لانك تنزل هنا لاول مرة, لكنك سوف تعتاد كل ذلك...يبدو أنك قادر على تسديد ديون بهجتك ومسرتك...أليس كذلك؟...
يهز شمشون بالموافقة...تنادى على مساعدتها كى تحضر الطعام ومزيد من الشراب.
تسأل شمشون: هل تريد الرز بلحم الضأن المشوى...هل تريد اللبن المخيض أم الجميد, وهل تريد دبسا أم طبيخ العنب...توجد المقلوبة والمجدرة...يوجد عندنا كل ما تشتهيه نفسك من طعام وشراب. قل ما تريد وتشتهى... 
شمشون: رز بلحم الضأن المشوى, لبن مخيض, عنب ودبس مع النبيذ...وكل ما ترينه يسر زبائنك...
المرأة تأمر جاريتها بكل ما طلب شمشون, وتأمرها بوضع كل ذلك فى غرفة الطعام....لا تنسى أن تقولى لصاحب الخان, لونا تطلب ذلك...ماذا قلت؟!.
الجارية: سيدتى لونا تطلب ذلك...
المرأة: حسنا!...إذهبى الآن ولا تعوقى...لا تعوقى, فإن رجلنا جائع...  
شمشون: لكن الهواء والأجواء تنذر بشئ؟...هل تعرفين من أكون؟...
المرأة فى إبتسامة خبيثة لم يفهمها شمشون: عرفنى بنفسك...من تكون؟...لم تنطق إلهك حتى أعرف من أنت ومن تكون؟...دعك من كل ذلك, لقد أتيت هنا كى تسر, ومعك نقودك.
شمشون: هل يعرف المرء بإلهه؟...حسنا قلت.
المرأة: إشرب الآن, وكل عنبا ودبسا, واشرب وقليلا جدا, سوف يكون كل شئ على المائدة...تحاول استدراجه بعيدا عن هواجسه وقلقه
...ما رأيك فى النبيذ؟ أليس رائعا...نذهب لنأكل ثم نعود لارقص لك...بعد أن نأكل, ما رأيك؟...
شمشون وقد بدأ يسترخى: ما ترينه حسنا فافعليه...
تظهر الساحرات الثلاثة...ثم تظهر ملكة قريبة منهن, لكن على إستحياء وخوف وإضطراب...
الساحرات تكلم وتسأل كل منهن الأخرى: أليست هذه ملكة, ما الذى أتى بها الآن؟...لم تأتى ساعة رجلها… بعد؟...لماذا أتت؟...لن نتجادل الآن...سوف نرى؟!....
بعد قليل تنادى الجارية على شمشون ولونا, فيخرجان وتبقى الساحرات الثلاثة وملكة...
سعيرة: ما الذى أتى بك يا ملكة؟!...ألا ترين أن كل شئ يسير وفق قدر محتوم.
غرابة: ربما أتت لتحذيره, لكن من ماذا...لقد أتى بإرادته...لم يذهب اليه أحد ليدعوه...هل يحذر الرجل مما يحب أن يفعل, ألم يتكبد مشقة النزول من الجبل, والمسير, حتى يأتى الى هنا...
سخامة: ربما عندها أشياء لم نعرفها بعد...هل نحن نرى, ونعرف كل شئ؟...أليست للقدر شوارده, السابحة فى بحار الزمن الآتى...لا نعرف عنها إلا القليل...دعونا ننتظر ونرى.  
يسمع صوت غناء ورقص...
بعد قليل, الساحرات الثلاثة مسرورات: هل كل ذلك يحدث فى غرفة الطعام...حسنا قد حان وقت راحته...
يدخل شمشون بعد قليل وخلفه لونا, وخلفهما الجارية تحمل المشروبات, وهى تكاد تضحك...
شمشون: أريد أن أضجع, قليلا...
المرأة: هكذا سريعا...
شمشون: قليلا...فقد سرت كثيرا, ولم أنم...لأضجع قليلا عندك, فى أمان.
المرأة: بحسب ما ترى, هل تنام حتى الصباح؟...
شمشون: لست أدرى, ربما بقيت عندك بضعة أيام...ثم أذهب متغربا, حيثما اتفق لى أن أفعل...
المرأة: حسنا!...نم وإسترح ما شاء لك أن تستسريح...وسوف أستلقى أمامك فى الجهة المقابلة, هنا فى نفس الغرفة...تنام مقابله وعينيها مفتوحتان عليه...
الساحرات الثلاثة يتجمعن ويدرن حوله...تحاول ملكة أن تجد لها طريقا إليه.
ينام شمشون كطفل على صدر أمه مطمئنا, وحوله الساحرات الثلاثة, وملكة فوق رأسه...
فى البداية, يكون نومه عميقا, ونفسه هادئا, ثم يبدأ تنفسه يتسارع رويدا, رويدا, ويبدأ صدره فى الصعود والهبوط بسرعة وكأنه يختنق, ويهز رأسه يمنة ويسرة, وهو يصدر أصوات غير مفهومة...تضغ ملكة يدها على جبهته, فينهض فجأة ويجلس...يمسح جبهته, وهو يسحب نفسا طويلا ولا يزال صدره يعلو ويهبط بقوة...تسرع لونا إليه:
لونا: ماذا حدث؟! ما لك...ماذا يحدث لك؟!.
شمشون: إنه حلم غريب, وعجيب!...
لونا: ماذا تقول؟ حلم؟...هل هو حلم مخيف ومفزع؟...
شمشون: إنتظرى!...إنتظرى قليلا...تقف وتنتظر أن تسمع منه.
لونا: ماذا حلمت يا رجل؟...ما هذا الحلم الذى يجعلك متوترا قلقا؟...أخبرنى بماذا حلمت؟!...
شمشون: بماذا حلمت؟...حلمت بأننى أركب مركبا, وهذا المركب صغير جدا, حتى أننى لا أدري كيف يحتوينى, وكيف يطفو بى, وجسدى ثقيل جدا, والمياه أسفل القارب عميقة جدا...والأمواج تشتد, وأنا خائف أن تغرق بى المركب, ولا أدرى إن كنت قريبا من الشاطئ أم بعيد, وفجأة بدأ القارب يغوص فى الماء, وبدأت أحس بالإختناق, حتى أننى لم أستطع التنفس مطلقا, ورأيت غرابا ينقر وجهى, وتعجبت, كيف أنه لا يعانى الإختناق كما أعانى...ثم إستيقظت فجأة, وأنا أكاد أختنق...ما هذا الحلم العجيب؟...ألا توضح لى ياإلهى غوامض حكمتك؟...ألا تهمس إلى الطبيعة  بماذا يسر إلى هذا الحلم؟...رحمتك يا إلهى!...
لونا: محدثة نفسها: لقد إنتصبت قرون إستشعاره, ثم توجه حديثها إليه: ربما قد أثقلت فى الطعام, ولحم الضأن ثقيل...لا تقلق, وإسترح قليلا!...
شمشون: لا...يجب أن أرحل, وأصعد الى الجبل؟!...
لونا: فى هذا الوقت؟...لقد أغلقوا باب المدينة؟...إنتظر حتى الصباح!...
شمشون: لقد إنتويت الرحيل, ولا توجد أبواب مغلقة, أمامى أنا شمشون...على الرحيل الآن...أقوم الآن وأرحل...يقوم وينهض ويخرج مسرعا, كأنه ريح...تقف لونا أمامه مشدوهه  وعاجزة, وفمها مفتوح يعجز عن الكلام...
بعد قليل, يدخل عليها, مجموعة من الرجال, بعدة القتال,يقفون على الباب, ويدخل قائدهم الذى يبادرها:
الرجل: ماذا حدث؟!...لماذا رحل بهذه السرعة؟!...
لونا فى دهشة: لقد غفا قليلا, فى إطمئنان, ثم نهض متوترا كأن شيئا يطارده, وقص على حلمه الذى رآه, وفجأة قام مثل ريح هبت فجأة وإختفى. أين ذهب؟...لست أدرى...كل شئ تم بسرعة غريبة...
الرجل: نحن كلنا نثق فيك, ونعلم أنك أديت ما عليك, وكما يجب...نعلم أنه رجل غريب الأطوار, وصعب التنبؤ بتصرفاته...
لونا: ألا تعلمون أين ذهب؟...
الرجل: ألم يعطك نقودك؟...
لونا: لا...لم يعطينى شئ, لكن كانت معه نقود كثيرة...هل يمكن أن يعود مرة؟!...
الرجل: لا أعتقد. لقد خلع باب المدينة والقائمتين والعارضة, وحمل كل ذلك على كتفيه, وسار بكل ذلك ليصعد الجبل...رجل جبار, وبأسه شديد.
لونا: لقد نصحت بأن أضع منوما وسما حتى نتخلص منه سريعا, لكن وجهاء البلاد رفضوا ذلك.
الرجل: إنهم يريدونه حيا, لست أدرى كيف ذلك, وكيف سيتحكمون فيه؟...على أى حال, خذى هذا الكيس,...إنه ملئ نقودا, أوصوا به لك, تحت كل الظروف....ثم يمسك يدها, ويضع صرة كبيرة من النقود...
تأخذ لونا النقود مسروره بعد أن عادت إليها بهجتها ورونق بشرتها: شكرا لك, وشكرا لكل وجهاء بلادنا, أنهم يثقون فى, وأننى أديت كل ما أستطيع. لكن كيف سيتصرفون معه, وإن عاد, ماذا أفعل معه؟...
الرجل: هو لن يعود...هذا هو الراجح الأكبر, وإن عاد فهذا ربح لك, وسوف نسبقه إليك, ونعلمك بما ستفعلين...لكنه الآن ربما فى طريقه, الى وادى سورق, حيث تنتظره إمرأة, لا يستطيع أن يهرب منها رجل...هل كنت من قبل فى وادى سورق...
لونا: فى بدايات حياتى, منذ فترة ليست بعيدة, نعم كنت هناك, وكانت هناك شابة ممتلئة قليلا, مما يحبه رجال تلك النواحى,...أعتقد أن أسمها دله, أو دليله, بارعة فى إقناع من أمامها, بصدق ما تقول أوتفعل...صوتها وسحر جمالها يهيئان لها نصب شباكها, فتسقط الفريسة آمنة,  لا ترى أى شئ أمامها, أو حولها...
الرجل: سمعت بهذا الإسم, ربما هى...لكن كيف سيحدث هذا, لا أعلم.
لونا: ربما دفعوه دفعا فى طريقها, أو دفعوها هى فى طريقه...ويل له إن تقابل معها...دائما تكذب, وتمثل, وتخدع...هذه ومضافا الى كل ذلك حبها وولعها بالنقود, الملابس الطعام الشراب, كل هذا ولا يمنع متعتها وتسرية نفسها شئ...
الرجل: يبدو أن له قرون إستشعار, عله لا يعرف ذلك.
لونا: حتى لو عرف...أنا أعلم أنها إمرأة ذكية جدا, خبرت طبائع رجال هذه النواحى, وهناك داخلها أو معها صفات, قل ما شئت, لا تعرف هى نفسها عنها شيئا...
الرجل: هذا الحديث بينى وبينك, لا يعرف أحد عنه شيئا, هل تفهمين ما أقول؟.
لونا: نعم نعم أفهم, ربما قربت نهاية هذا الجبار.
الرجل: ربما, ثم إستدار ورحل.
....................
المشهد الثالث
المنظر الاول - وادى سورق
قاعة كبيرة بها بعض المفروشات والوسائد, تقوم بترتيب ما بها, مساعدة دليلة كخادمة, يسمع أصوات خيل وفرسان...يدخلون ويسلمون على المرأة. يخاطبها أحدهم بسرعة وحدة:
الرجل: أين سيدتك؟.
تنظر اليه مليا وتسأله: من أنتم؟ ولماذا تريدون سيدتى؟.
يشير رجل آخر للأول أن يتمهل ويقول لها برفق: أتينا لسيدتك فى أمر من قبل وجهاء البلاد, أخبريها بذلك!...
تذهب المساعدة وتدخل بعد قليل, سيدة جميلة, ممتلئة قليلا, وتقول بصوت ساحر, حازم:
دليلة: أنا السيدة هنا, أنا دليلة, فيم الأمر؟.
يصمت الجميع قليلا, ثم يبادرها الرجل الثانى قائلا: أتيناك فى مهمة جليلة, ربما سمعت عن الرجل الإسرائيلى القوى, شمشون الذى بطش بالكثير من رجالنا حتى ولم يكن يعرفهم أو رآهم.
دليلة: ربما أكون رأيته, نعم, نعم لقد رأيته سريعا فى جديروث, هل تعلم حظائر الغنم, وربما أكثر من مرة فى سوق وادى سورق ربما تلقبونه وادى الكرم المختار, كان يأتى من صرعة فى الشمال 
أحد الرجال: ربما حادثته, أو تعاملت معه.
دليلة: كنت صغيرة, ولا أثير إهتمامه, والآن ماذا تريدون؟...أفصحوا!.
الرجل الأول: لقد أتينا إليك من قبل زعماء أشدود, وأشقلون, وغزة, وعقرون وجت, وسوف يلتقونك ليؤكدوا لك ما جئنا لاجله.
دليلة: وما الذى أتيتم لأجله؟...ماذا يريد زعماء المدن الخمسة؟.
الرجل الأول: إنه فى طريقه فى هذه الإتجاهات...ربما صرعة, ربما وادى سورق, ربما جديروث بحسب ما يراه, لكننا سوف نحاول أن ندفعه فى طريقك...كيف؟ إنه عملنا وما نحاول أن نعمله...
الرجل الثانى: لا نريد قتله, نريده حيا...
رجل آخر: نريده حيا, لأننا نريد معرفة سر قوته, لاذلاله, عوضا عما قتلهم, وبينهم أبناء وجهاء فى هذه البلاد, يمكننا قتله بسهم مسموم فى كمين, أو من أحد عشيرته...يصمت قليلا ثم يكمل: لكننا نريده حيا بين أيدينا.
الرجل الأول: لتطمئنى يا سيدة دليلة, كل شئ مرتب مسبقا, وتم صنع أصفاد وقيود تناسب قوته...إطمئنى ولا تخشى شيئا.
الرجل الثانى: وقد قرر كل زعيم من زعماء المدن الخمس, كل أحد أن يعطيك ألف ومائة شاقل فضة...سوف تسبحين فى الذهب والفضة, وأنت تعلمين كلمتهم ووعدهم, وسوف يلتقونك قريبا...المهم سقوط ذلك الجبار...هل لك خطة, أو تعرفين ماذا تفعلين؟...
دليله: دع ذلك لى!...بعض الرجال, الطريق إليهم, مثل طريقة الرجل لاكتساب قلب إمرأة...قل لهم أن يطمئنوا!...
الرجل الأول: سوف نتكفل بكل ما يلزم من مصاريف وحماية...أنفقى ما ترينه جديرا بالإنفاق, هذا بخلاف المائة شاقل من كل زعيم....والآن نذهب لانه قد يكون هنا فى وقت قريب... يلقون بالتحية ويخرجون...
تجلس دليلة وتسرح بعمق فى ذكرياتها وخبراتها, ما فات وما سيأتى
....................
الفصل الثالث المشهد الثالث
المنظر الثانى
شمشون يستند بكلتا ذراعيه على قائمتى الباب وينظر بتمعن فى كل نواحى القاعة...تتابعه بكل تركيز خادمة دليله -  بعد أن ألجمتها المفاجأة, حتى تستجمع شجاعتها وتصرخ به:
إيلونا(هى نوع من الشجر): من أنت أيها الغريب؟...كيف تقف هكذا؟...إذهب الى حال سبيلك, وإلا صرخت, فتتجمع البلدة كلها حولك...
شمشون فى هدوء: هل رأيت أحدا يسير أو يجرى فى هذا الإتجاه أو ذاك؟
إيلونا : ليس لك الحق فى الوقوف هكذا والسؤال عما لا يعنينا...إذهب وابتعد فورا, ولا تقف هكذا, إذهب الآن!...
تدخل دليله: مع من تتحدثين يا إيلونا؟.
إيلونا: هذا الغريب الواقف ويسد الباب بكلتا ذراعيه يا سيدتى!... 
تنظر دليله قليلا بتمعن وتفحص حيث أشارت إيلونا. . يعتدل شمشون فى وقفته...تستجمع دليلة, كل حواسها وقوتها, وتسأل فى هدوء:
دليله: من أنت؟ ولماذا تقف هكذا؟... أنت غريب, أليس كذلك؟.
شمشون: نعم أنا غريب, وكنت أسأل عن رجل يتتبعنى. ولا أدرى لماذا؟
دليلة: ألا تعلم أيها الغريب, أن وجهاء هذه البلاد وما حولها, ينشرون العسس والبصاصين, لمتابعة أى غريب يدخل مناطق نفوذهم حماية للبلدة والشعب؟. على أية حال لا تخشى شيئا, إمضى فى طريقك, ولن يمسك سوء, وإن كنت فى حاجة الى الماء, فاشرب وإملا قربتك من الخارج, فإننا نضع ماء للعابرين والغرباء. لم تذكر لنا إسمك حتى نعرفك ونناديك به.
 شمشون: شكرا لك أيتها السيدة الكريمة, فإن كلامك مطمئن, هل يمكن أن أستريح قليلا؟.
دليلة: نعم يمكنك ذلك فى الخارج.
شمشون: أفهم ذلك, وشكرا لك...يخرج وتبقى إيلونا ودليلة معا.
دليلة: ألا تخمنين من ذلك الرجل؟...الذى لم يشأ أن يذكر إسمه...
دليلة وكأنها تجمع معرفة, تحاول أن تدخل بها الى قلب شمشون
إيلونا:ملابسه وهيئته تقولان أنه إسرائيلى, كما أنه حذر ومندفع, تشعرين كأن فى لحظة قد يهاجم ويقتل من أمامه, ولو كان جيشا, تشعرين أنه ليس فردا واحدا, لكنه مجموعة من المحاربين الأشداء.
دليلة وهى تهز رأسها: ربما!...ثم تكمل وهى شارده: سوف أرى ماذا أفعل...تتطلع خارج القاعة...تم تخاطب شمشون.  
دليلة: ألا زلت موجودا؟.
شمشون: أعتذر. هل يوجد خان قريب, يقدم طعامأ؟.
دليلة: يوجد على يمينك ويسارك, وفى كل ناحية...ثم تكمل متسائلة: هل معك نقود؟.
شمشون: نعم, نعم...معى ما يكفى.
دليلة: إذا يوجد الطعام والشراب وكل ما تريد...هل تريد مساعدة فى ذلك, أستطيع أن أرسل إيلونا لتحضر لك ما تريد, هذه المرة فقط لانك غريب ويبدو عليك التعب...تنادى على إيلونا قبل أن يجيب: إيلونا!...أنظرى ماذا يريد أن يطعم السيد...توجه حديثها الى شمشون: لم نعلم إسمك ولا حتى من أين أتيت, والى أين تذهب.
شمشون: أتغرب حيثما أريد لى...ربما أسكن فى أحد شقوق الجبال...بين الصخور.
تأتى إيلونا وتأخذ نقود من شمشون, وتنظر الى دليلة وهى تقول: قولى لصاحب الخان, أن سيدتى دليلة تريد طعاما فاخرا...تأخذ النقود وتذهب.  
دليلة: تقول أنك تسكن شقوق الجبال...يبدو أنك أحد هؤلاء الذين يطلعون الى السماء كل الوقت.
شمشون: ربما شئ قريب مما قلت
دليلة: لكن!...يبدو أنك تمتلك مالا كثيرا, وهذا ليس من طبع هؤلاء الذين يتطلعون الى السماء...هل يوجد لك أهل وعشيرة تدفع لك, ما يعينك على أسباب الحياة.
شمشون: ربما شئ من هذا القبيل, كما أننى أعول نفسى حسبما أتفق...
دليلة: يبدو أنك رجل طيب ومأمون الجانب, تعالى الى الداخل, حتى عندما تأتى إيلونا بالطعام نخرج ونأكل, سوف أكل معك...يدخلان...تدخل أيضا الساحرات الثلاثة, ويتفرقن حول دليلة وششمشون فى صمت وسرور 
تجلس دليله مقابل شمشون, وتشخص نحوه بعينيها تستطلع شخصيته, وتبادره بالسؤال:
دليله: من أين أتيت, والى أين تذهب, وبماذا تدعى؟...يصمت قليلا قبل أن يجيب:
شمشون: فى الحقيقة, أنا من صرعة والآن أرتحل بين البلاد.
دليله: هل أنت تاجر أو شئئ من هذا القبيل الذى يستدعى الترحال؟...منذ زمن طويل, عندما كنت صغيرة, زرت صرعة وكان الناس يتحدثون عن رجل قوى...أقصد رجل ذو قوة غير عادية, يستطيع أن يصرع مجموعة من الرجال...كم تمنيت أن أراه قبل أن أرحل, لكن للأسف لم يحدث ذلك...هل تعرفه أو رأيته؟...يقال أنه إسرائيلى...يبدو لى أنك إسرئيلى...
تكمل: هنا لافرق بين ما يعتقده أو يدين به الشخص, فقط السلام الذى يوجده حوله وألا يؤذى أحدا,...ربما كان هذا الشخص ذو صلة قرابة لك؟!...
شمشون: نعم, أعرفه جيدا كما أعرف نفسى...إسمه شمشون, هل سمعت هذا الإسم من قبل؟...يبدو...
دليلة: ربما أكون سمعته فى السوق, لكن!...ما سر إهتمام الناس به...البعض يقول قتل أبرياء ليسدد دين عليه...هل يعقل هذا؟...
تنادى عليها إيلونا: سيدتى, الطعام جاهز هنا كما أمرت, لكن يبدو أن الغريب قد رحل...
دليله: إنه هنا لم يرحل سوف نأتى فورا. هيا بنا...تخرج دليله وشمشون...تقترب الساحرات من بعضهن.
الساحرة غرابة: لم يتبقى من الوقت إلا القليل وتغرب الشمس.
سعيرة: ويسود الظلام كل شئ...كل...شئ!...
سخامة: كل شئ يسير سيرا حسنا...إنه يطيعها...تعال ندخل, فتدخل هى وهو...تعالى نخرج, فتخرج هى وهو...
تضحك غرابة وهى تقول: فالنأكل, فتأكل هى وهو, ثم فالندخل, فتدخل هى وهو...ثم ماذا؟!...
سخامة: : إنها ليست مثلنا...إمرأة ساحرة وخبيرة...ذكية, وعقلها فى نشاط مستمر...نحن لا يرانا أحد...نتحرك بحرية فى سديم العقول...
بعد قليل تدخل دليلة وخلفها شمشون. 
دليلة: هل تريد نبيذا, إنه يزيل عنك متاعبك, همومك, ما يضايقك...أريد أن تسر نفسك...
شمشون: نعم,نعم أريد كثير من النبيذ, ثم أرحل.
دليلة: ترحل؟...إلى أين؟...
شمشون: سوف أصعد الى الجبل...أبيت حيثما شاء لى البييات, ثم أرى إلى أين وجهتى...
دليلة: هكذا سريعا, يبدو أن وجودك هنا معنا لم يرق لك!...
شمشون: لا, لا لكننى لا أريد أن أسبب لك متاعب, ومشاكل مع أهلك أو أبناء هذه الناحية...هل يسرك وجودى؟!...تبتسم دليلة وتطرق بوجهها نحو الأرض, دون أن تجيب, أو تقول شيئا...
شمشون وهو يبتسم أيضا: سوف أبيت اليلة فى الجبل مقابل البلدة, أتدبر أمورى, ثم آتى إليك عندما تشرق الشمس...
تميل دليلة وجهها الناحية الأخرى وهى مطرقة نحو الأرض فى إبتسامة أعرض, ويراها شمشون....ثم يقوم ويرحل وهو يبتسم ولم يراها وهى تتأمله.
سعيرة: ويل لذلك الإنسان العالق فى الإنتقام, يختار نهايته ببسمة شفتين...
سخامة: الإنسان يختار نهايته, أو يحددها, بإختياره للبداية...
غرابة: نعم, نعم...إنه قانون الطبيعة, لكل شئ...ثم تهز رأسها قائلة: إنه قانون الأشياء....
-------------------------------
 
الفصل الثالث المشهد الثالث








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل