الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فالنضف كلمة - لا - الى قاموسنا السياسي

هشام عقراوي

2003 / 5 / 9
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



 

 عقود من الزمن مرت وشعوب الشرق الاوسط عامة والعراقي خاصة، قد نسوا كلمة لا وكأنها لا توجد في اللغة وغير مدرجة ضمن المفردات التي يعلمها الاباء والامهات أطفالهم. ربما لانة حتى الكبار لم يستخدموها طوال حياتهم أو لانها كلمة إن خرجت من فم صاحبها طار رأسة وقلع من جسدة أو عوقب بصفعة.
منذ نعومة أظافرنا عودونا على كلمة أخرى مناقضة حلت محل" لا" وبها إنتحرنا وجلبنا المصائب لانفسنا وللاخرين و لكل من حولنا.  قيل لنا لاتقل "لا" لابيك أو أمك  وهذا جائز ومعقول في أغلب الأحيان ولكنة يعودنا على الخضوع وعدم التفكير. قيل لنا لا تقل لا لأخيك الاكبر وجيرانك وأقربائك وكل من هو أكبر منك بيوم أو دقيقة، وهذا أيضا معقول. فالذي هو أكبر منك بيوم يعرف أكثر منك بيوم ولا يهم إن كان ذلك الشخص قد نام في ذلك اليوم أو كان سارحا في حب نفسة فهو أكبر منك فالوقت هو الذي يحدد كمية العقل وليس العلم والمعرفة. قيل لنا لا تقل" لا" للمعلم فهو كالرسول ومن علمك حرفا صر له عبدا ولا يهم أن كان ذلك المعلم بعثيا كافرا أ ومنافقا أو إنتهازيا مستعدا أن يغير التأريخ و الجغرافية ويلعن سلف سلفاه  من أجل حفنة دراهم. قيل لنا لا تقل "لا"  للشرطي والجندي والحزبي والمسؤول ورجل الامن والضابط والطيار والدكتوروالمهندس وموظف الاوروزدي  وكل من في السلطة فخرسنا وقوى صوت الحاكم ولصقت أيادينا بصدورنا من كثرة  التشكر.
لقد قيل نعم  لكل من هب ودب. نعم للخدمة، نعم للمسيرات والمظاهرات، نعم للرقص في قصر المختار والشيخ، نعم للطلائع و للمعلم والمدير، نعم للحزب ولإتحاد الطلبة والشبات، نعم للبعث، نعم للحرب، نعم لكتابة التقارير، نعم للتصنت، نعم للجيش الشعبي، نعم للجلاد ، نعم للقتل، نعم لهتك الاعراض، نعم لقتل الابرياء، نعم لدفن الاحياء، وقيل نعم نعم نعم للقائد صدام. الى أن جرى ما جرى و حصل ما حصل. وكل المصائب أتت عندما أحلنا نعم بدلا عن لا.
لقد ولد صدام وصار صداما عندما حذفنا "لا" من قاموسنا وخرج الملايين للترحيب به. لقد صار صدام دكتاتورا عندما حمل على الاكتاف. لا أخترع شيئا عندما أقول أن الشعوب هي التي تغلق الدكتاتوريات. قد تكون لدى  صدام أفكارا دكتاتوريه منذ صغره  وسعى لتحقيق أحلامة المريضة، ولكن الشعب العراقي سهل لة هذه المهمة بسكوته أحيانا ورضاه أحيانا أخرى. الى أن تحول الى طاغية وسفاح لا يستطيع أحد سبر غورة والبقاء تحت كنف حكمة المستبد. 
التصفيق والهلاهل والتملق السياسي جعلت من صدام يصدق أكاذيبة ويعتبر نفسة عبقريا وينصب نفسة قائدا للامة العربية و حولت نفس الشعب العراقي الى أسير بيد جلاده.
في هذه الايام العصيبة والحساسة من تأريخ الشعب العراقي وبعد الاطاحة بصدام، تجري في العراق عملية تشكيل العراق الجديد والمستقبلي وسط جيوش تتواجد في العراق ودول مجاورة لا تتردد في التدخل في الشؤون الداخلية وأحزاب سياسية متأثرة لحد العظم بالثقافة السياسية المتوارثة عبر الاجيال، وشعب لم يألف الديمقراطية. هذة الظروف تتطلب من الجميع الارتقاء الى مستوى المسؤولية وأن يقولوا "لا" لكل ما هو خارج أرادتهم. وأن لا يرفع أحد على الاكتاف مهما كان مخلصا. فالحاكم يجب أن يخدم شعبة دون شكر. وكل من يعمل يجب أن يخلص في عملة دون ترفع وطاعة. والجيوش يجب أن تحافظ على الامن دون تسلط. ولنقل لا لكل ظاهرة سلبية مهما كانت مصدرها. لقد ذهب صدام واحد والف صدام ينتظرإن سكتنا وقلنا لهم نعم.  

 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ناشطون في كورك الأيرلندية ينظمون فعاليات دعما لفلسطين


.. كاميرا الجزيرة توثق استهداف الاحتلال سيارات الإسعاف في حي تل




.. الجيش الإسرائيلي يدمر منزلاً على ساكنيه في مخيم البريج


.. اليمين المتشدد في صعود لافت في بريطانيا قبل انتخابات يوليو ا




.. مرشح الإصلاحيين في إيران يتعهد بحذر بوقف دوريات الأخلاق