الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الملامتيّة

بلقيس خالد

2021 / 6 / 25
الادب والفن


من أين أتى اسم هذه الفرقة الزاهدة الناسكة في النصف الثالث الهجري، في نيسابور؟،
وهي فرقة بموجهات زاهدة وليست صوفية، كما يؤكد أبو العلا عفيفي في كتابه (الملامتية والصوفية والفتوة).
المؤسسون لهذه الطريقة (من أصدق رجال الطريق )..
أما الطريقة فهي ( صورة من صور الزهد الغالبة في ذلك العهد، لها خصائصها ومميزاتها)
ما الفرق إذن بين هذه الفرقة وفرق التصوف؟
الفرق الأول: الزهد وهو في أقوى صوره.
الفرق الثاني : الملامتيّة مسلك تكون السيادة ُ فيه للعمل وليس للتأمل والشطح الصوفي.
إذن الملامتية : مجاهدة النفس وصولا إلى محو الذات وإطفاء جذوة الرياء في القلب،
وعلائم الغرور، في حين ينهمك الصوفيون في الجذب والمحو والحلول والسكر والتساكر فالصحو،
ويضيف عفيفي ميزة يمتاز بها الملامتيّة وهي (محاربتهم في تعاليمهم كل مظاهر التصوف السابقة،
ومحاولتهم الرجوع بالزهد الإسلامي إلى سيرته الأولى البسيطة).
وبالطريقة هذه يكون الملامتيون بلا مدونات، بل صفات وآداب وأفعال ميدانية..
منها تكونت نصوصهم الميدانية، التي رفعتهم إلى منزلة الولاية في معتقد أبن عربي..
وهكذا تحولت أفعالهم نصوصا في مؤلفات (كتاب اللمع) للسراج، و(رسالة القشيري) و
(طبقات الشافعية) و(كشف المحجوب) و (الفتوحات المكية).. في هذه العنوانات (عبارات وافية في شرح كلمة (الملام) و(الملامتية)
وإشارات إلى أقوال حمدون القصار وأبي حفص الحداد وأبي عثمان الحيري وسواهم،
وفيها دفاع عن أساليب الملامتية وآدابهم في الطريق الصوفي، ومقارنة بينهم وبين الصوفية..
وبالنسبة لي كقارئة متأنية رأيت أن الملامتية، فرقة تتجاور وتختلف عن الصوفية.
وحين قرأتُ رسالة الملامتية في كتاب عفيفي،وهي المبحث الممتد من ص73 إلى 127
لمستُ أتفاقا في الجوهر مع الصوفية وإن اختلافاتهم هي اجتهادات في الفروع،
ولمستُ اختلافا في طبقات الملامتية، بين الأولين والآخرين.
ويتضح أن الملامتية نوعا من التمرد فهم (قوم ثائرون على الكثير مما كان مقرراً ومعترفاً به عند الصوفية)
فهم يتسمون بالملامتية مقابل أسم الصوفية في العراق، ويقول السهروردي في هذا الخصوص:
(في خراسان منهم طائفة ومشايخ يمهدون أساسهم ويعرفون شرط حالهم.
وقد رأينا في العراق من يسلك هذا المسلك ولكن لم يشتهروا بهذا الاسم وقلما تتداول ألسنة العراق هذا الاسم/ عوارف المعارف).
مسك ختام كتابتي هو إجابتي عن أصل كلمة الملامتية التي هي من أنوار القرآن الكريم ( ولا أقسمُ بالنفس اللّوّامة/ سورة القيامة)
فهذه الآية تُعلي من شأن النفس اللوامة لصاحبها، المؤنبة المحاسبة له على كل ما يصدر عنه،
وهي النفس الكاملة في الاصطلاح الملامتي كما يخبرنا أبو العلا عفيفي..
وفي هذا السياق ألا نعتبر ان مشروع الملامتية بخصوص الانسان الكامل سبق الفكر الاوربي خصوصا في مرحلة الانوار والتنويريين؟!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: كان نفسي أقدم دور


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: -الحشاشين- من أعظم




.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: خالد النبوي نجم اس


.. كل يوم - -هنيدي وحلمي ومحمد سعد-..الفنانة دينا فؤاد نفسها تم




.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: -نجمة العمل الأولى