الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشتراكية للأغنياء فقط

مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)

2021 / 6 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع في لندن مع مصعب قاسم عزاوي.

فريق دار الأكاديمية: ما هو قصدك من توصيفك لانعدام أي رأسمالية حقيقية قائمة بالفعل في العالم الغربي، وتعريفك لها بأنها «اشتراكية حصرية للأغنياء»؟

مصعب قاسم عزاوي: بحسب مقتضيات اللعبة الديمقراطية الشكلية في الغرب، لا بد دائماً من خلق شواش معرفي حول أي مصطلح وإعادة تحميله بحمولة إيديولوجية تتناسب مع متطلبات العصر، وبحيث يصبح من المعقد على كل عاقل استبطان المدلول الحقيقي لأي مصطلح ذي حمولة إيديولوجية في سياق الخطاب السياسي المعاصر في الغرب. وأحد أهم الأمثلة على ذلك هو الدفاع المستميت عن «الرأسمالية واقتصاد السوق الحر»، وهما مفهومان مرتبطان عضوياً بنتاج آدم سميث المفكر الاقتصادي في كتابه «ثروة الأمم» الصادر في العام 1776، والذي يقتضي حرفياً «تنافساً حراً» بين المكونات الاقتصادية للمجتمع، ينتج في المآل الأخير «اندثاراً وإفلاساً» للمكونات الاقتصادية الأقل «كفاءة» في المجتمع، وهو ما ينتج في نهاية المطاف «تحسناً في كفاءة الإنتاج وجودته، وتوازناً في قيمته السوقية».
وهو في الواقع افتراض منطقي قد لا يختلف عليه اثنان من المقتنعين بالحق الطبيعي للبشر في العمل والإنتاج والإبداع. وهو أيضاً تعريف مبسط للرأسمالية بالشكل الذي يجب أن تكون عليه حسب تعريف الآباء المؤسسين لها المبجلين في كل المحافل السياسية والفكرية في الغرب. ولكن الواقع العياني المشخص لآلية عمل النظم السياسية الغربية مخالف بشكل كلياني مطلق لذلك التعريف البديهي، حيث «لا اندثار» لأي من الشركات الكبرى الحاكم الفعلي في تلك المجتمعات حينما يفلس أي منها، كما كان الحال في سيرورة كل انبثاق الفقاعات الاقتصادية المتكررة بشكل دوري على المستوى الكوني، وآخرها في التقهقر الاقتصادي العظيم في العام 2008، حيث لم تُترك أي من تلك الشركات المفلسة لمصيرها الرأسمالي المحتوم «اندثاراً» الذي يقتضي «البقاء للأصلح»، إذ طالما تنطعت النخب السياسية في الغرب مع كل انبثاق لفقاعة اقتصادية «للغرف» من خزائن مجتمعاتها وجباياتها الضريبية، والاستدانة من الأسواق العالمية، في عملية مراكمة ممنهجة لديون مهولة لا بد لدافعي الضرائب في المستقبل من سدادها، واستخدام تلك «الديون الفلكية» لأجل «إنقاذ وتمويل» تلك الشركات المفلسة، وإيقافها على «أرجلها الأخطبوطية» من جديد لتستمر في نهب اقتصادات مجتمعاتها وعلى المستوى الكوني، والتحضير لفقاعة اقتصادية جديدة وإفلاس مستقبلي «لا خوف منه ولا حزن» حيث أن خزائن المال العام جاهزة «لدعم النهابين الأثرياء والأقوياء» في حالة من التراجيديا الاجتماعية تتجاوز حدود التوصيف بأنها «رأسمالية دولة متطرفة» لتصبح كما لو أنها «اشتراكية للأغنياء الأقوياء» يُلزم فيها أفراد المجتمع من المقهورين المفقرين «بمشاركة الأغنياء» في «مصابهم الجلل» و«تقديم كل أشكال الدعم» الذي يحتاجونه عند «إفلاسهم»، ولا ضير في ذلك السياق أن يجوع أو يعرى أو ينام على الأرصفة رهط كبير من أولئك المقهورين المؤمنين بمبادئ «الاشتراكية القائمة بالفعل للأغنياء فقط» في العالم الغربي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ