الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تغيرات واضحة في سياسة واشنطن

جواد الديوان

2021 / 6 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


ظهرت تصورات حول قدرة بايدن عندما وعد بسياسة خارجية للطبقة الوسطى، والمشاركة في حل كل مشكلة عالمية. ويعني ذلك تدخلات محمومة، وخيارات بين القيم والحلفاء، والانسحاب من أفغانستان والتعامل مع فرضية طويلة الأمد للسياسة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية.
تركزت قيادة أمريكا للعالم ومنذ الاربعينات من القرن الماضي، في حماية المصالح الاقتصادية الضيقة لها، واسناد النظام العالمي للامن المصمم ضد التهديدات العالمية ومنها العنف في غزة، والتوتر في كوبا والحرب العراقية الإيرانية وغزو صدام للكويت وغيرها من الأمثلة.
ولقيادة العالم ظهور مجموعة أساسية من المعايير العالمية، وتقدم النمو الاقتصادي، والوقاية من صراعات دولية كبيرة مثل ما حصل في القرن الماضي (ازمة قناة السويس قي 1956 ونكسة حزيران 1967 وحرب أكتوبر 1973 وغيرها). وهذه تضمن فوائد للشعب الأمريكي.
الامن العالمي الجماعي تمثل نظرة الدبلوماسية الامريكية والسياسة الدفاعية لها وتضمن امن الأجيال القادمة! ويسال صناع السياسة والمحللون دوما ان كانت تلك القواعد صالحة وتمكن الولايات المتحدة الحفاظ على النظام الذي صنعته، او البحث عن بدائل مثل الانعزالية عن العالم.
وفي أمريكا لا يمكن للساسة الحديث عن سياسة خارجية دون الإشارة للامن العالمي. والفشل في ذلك يظهر على سبيل المثال في التقليل من شأن ايران بعد الاتفاق النووي. واتجاه واشنطن للتصدي لكل تهديد للنظام العالمي يعني أدوار إضافية لواشنطن قد تتمثل في ردع موسكو في البلقان، والحفاظ على التواجد في بحر الصين الجنوبي، وقيادة التحالف ضد داعش.
انتهت الحرب الباردة، وتوسع دور الولايات المتحدة الامريكية لاخماد الحرائق من أفغانستان الى الصين وروسيا. وبذلك افترضت أمريكا تدخلها في كل مشكلة تظهر في العالم. وأصبحت هذه مسالة أخلاقية إضافة الى كونها سياسية.
قابليات أمريكا بالجنود او المال او الاقناع الأخلاقي أضحت محدودة. وبمحاولاتها تغيير وجهات النظر العالمية للصين وروسيا او إعادة تصور العراق فقد فشلت به مرارا وتكرارا. ويبدو ان فريق بايدن يتفهم تراجع القوة الامريكية النسبي، الا انه يجد في واشنطن وحلفائها في اسيا واوربا وامريكا الشمالية ناهيك عن الهند وتركيا يشكلون اكثر من ثلث سكان الأرض، ويضيفون اكثر من ثلثين من الناتج الإجمالي العالمي. وتمثل تلك الدول الغالبية العظمى من الانفاق الدفاعي العالمي، وتهيمن على هيكل نقدي وتجاري دولي ذو قوة ناعمة لا يمكن لبكين وموسكو ان تحلم بها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخبز يعيد بارقة الأمل الى سكان غزة | الأخبار


.. التصعيد الإسرائيلي الإيراني يضع دول المنطقة أمام تحديات سياس




.. العاهل الأردني: الأردن لن يكون ساحة معركة لأي جهة وأمنه فوق


.. هل على الدول الخليجية الانحياز في المواجهة بين إيران وإسرائي




.. شهداء وجرحى جراء قصف قوات الاحتلال سوق مخيم المغازي وسط قطاع