الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرؤية التأملية وأداة التفكير في - أختفي في الضوء - للأديب علي لفته سعيد.

غانم عمران المعموري

2021 / 6 / 26
الادب والفن


تتزايد وتيرة الشحنات الإيمائية وتتدفق داخل النص الشعري لحظة تفجّر لا شعوري حقيقي نابع من نفس مترعة بالقلق والتأزم النفسي، تسهم بشكلٍ فعّال في تحويل الصور التخيّلية الواعية الحدسية إلى صورٍ فعليةٍ واقعية وكلماتٍ لها دال ومدلول بأسلوب انزياحي، بأبعادٍ فلسفية مُثيرة، فلم يقصد الشاعر بالضوء المعنى العلمي الظاهري المتعارف عليه، وإنما ذلك الصراع الأزلي بين الخير والشر والنور والظلمة، من خلال تبنّي مشروع تجديدي قادر على المزاوجة بين الرموز الواقعية والرموز الفلسفية، للدخول إلى أبعد نقطةٍ في النفس البشرية التي تتذبذب معرفتها بالنورانية التي كان يقصدها الشاعر، وليس الضوء بمعناه العام لتكون العنونة "أختفي في الضوء" ذلك الوهّج البصَري الذي يُلامس أحاسيس ومشاعر المتلقّي عن طريق الصدمة والهزّة العنيفة في أفقه المضطرب مع اللامنطقي في التفسير الظاهري، مما تتسبّب في اتساع المسافة الجمالية بين أفقه وتوقّعه ومداركه، وأُفق النص عند ذلك تتحقّق القيمة الإبداعية الفنية للعمل المُنتج.
نستشف من خلال عنونة فلسفية إن هناك رِحلةً طويلةً شاقّةً مليئةً بالألم والمعاناة، يبحث فيها الشاعر عن قرينٍ يتشابه معه في الأفكار والمبادئ، فلا يرى كينونة ذاته ونورانيّته إلّا مَنْ كان شبيهًا أو قرينًا له أو مُقاربًا، لأن الرؤية الحقيقة هي البصيرة وليس النظر، فكثير من المُبصرين لا يرون الحقيقة رغم وضوحها، وهذا ما كان يقصده الناص من عنونةٍ جاءت بانزياحٍ رائعٍ أحدثت ثورةً وصدمةً لدى القارئ العليم النخبوي عند وقوع نظره، فتتحوّل الصورة الشعرية للعنونة إلى صورةٍ متحرّكةٍ يُقلب بها القارئ في مُخيلته ليُحاول لعبة الاختفاء بين الظاهر المرئي والباطن المخفي، فقد تتظافر الظروف الاجتماعية وخاصة السياسية المُحيطة بالفرد ضمن بيئةٍ تعتنق أفكارًا رجعيةً وأعرافًا وتقاليدَ بائدةٍ مما يجعل المثقف الواعي التخفي وراء رموزٍ وايحاءاتٍ بهيئةٍ وأسلوبٍ يختلف تماما عن الباطن والجوهر الحقيقي للشخصية، لذلك جاء التضاد في المفهوم والانزياح بين الاختفاء الذي يكون دائماً في الظلام والضوء الذي يكشف كلّ مخفي وظاهر.
كما أنَّ العنونة جاءت منسجمةً مع لوحة الغلاف لفتىً حالمٍ يتأمّل الوجود ويتلمّس الواقع بالبصيرة و النورانية، عن طريق الفكر النيّر والمعرفة والثقافة، وليس العين المجرّدة، ليُحقّق ذلك التناغم والترابط البصَّري بين العنوان والصورة التأملية.
حتى الإهْداء يشير إلى الصفة الاجتماعية الإنسانية والتماسك الأسري والارتباط العائلي الوثيق عن طريق المحبّة والألفة بين الزوجين.
يشير الاستهلال "فتْوى"
(الشعر أن تكون إلهًا
أن تخلق من الحرفِ آياتك الخّاصة
وتأتي بجبريلكَ
وتكتب كتابكَ
القَصيدة)
تولد القصيدة بإلهامٍ وإيحاءٍ وفكرةٍ تسبق نزيّف الروح على بياض الورق, يقول الشاعر في أحد حواراته: إن تلك الحكايات التي لم أكن أعرف أنها تنغرز في داخلي مثل رقيم طيني رسمه أزميل الحكايات الشتائية.. أبي والإصغاء والصمت واليتم علامات من يريد التعويض عن فقده للجمال بجمال الحروف وحيث "أنَّ الفكرة أسبق من الكتابة واللغة أسبق من الدلالة والدلالة الجزئية تتشكل من اتساق عام يعطي المعنى الكلي على اعتبار تحليل مضمون الرسالة الاتصالية لدلالة كلية ماهيتها جوهر النص حين تحليله وليس حصيلة ناتجة عن لغاتٍ وثقافات أخرى "1.
برؤيةٍ ثاقبةٍ يطوّع الناص نظره ويعيّ بكل حواسّه لإدراك الموجودات لإثبات وجوده الحقيقي في عالم أسّسه بنفسه، والذي يختلف عن الواقع المُزيّف.. تراه يُخاطب أُنثاه القصيدة أو أنثى في مُخيلته بأفعال الحركة، وتنامي الحدث بتدفّقٍ حيّ كما في قصيدته " لعلّ عساك تدلكِ "
(وتكفرين بما كان بين يديكِ
إلهكِ الذي سجدَ كثيراً على صدركِ
وتلا آياتكِ العاشقاتِ
حتى انتهى الفجر سجوداً
وتمضين إلى آخر العنقودِ)
اعتمد الشاعر تقنية السرد لتنظيم صوره الشعرية وتدفّقها في سياقٍ جامعٍ محكمٍ برؤيةٍ تجديدية، عن طريق استعمال أفعال مضارعة (تكفريَن/ تمضين/ تعصري/ توهمين/ تطوين/تقفين /تلوّحين/تخفق/ أُساكُنكِ/ أطردُ/ترحلين/ تستريح/ تمرّين/ تبحثين/ تُختالين/ تنزلق/ تنوين/ تتوسّلين/ تقبضين/ أطبقتِ/ تتركين/ تعودين/ تغافلين/ تبحثين) والتي تسهم بشكلٍ فعّال في حركية وانسيابية المقاطع الشعرية، وجريان المفردات وتجسيّد أفكاره بخلق روح الدراما والتدفّق كالسيّل الجاري بموسيقى وإيقاعٍ داخلي يتسربّ بهدوءٍ إلى مزاج وإحساس المتلقّي، حيث أنَّ" التفكير الدرامي لا يأتلف ومنهج التجريد لأن الدراما أي الحركة لا تتمثل في المعنى والمغزى وإنما هي تتمثل فيما قد يؤدي فيما بعد إلى معنى ومغزى أعنى في الوقائع المحسوسة التي تصنع نسيج الحياة "2.
تتجّلى الصور الارتدادية في قصيدة" أوانُ الجّنوب" المنبثقة من الذاكرة المليئة بالشّجنِ والحنين، ليحتضنها عالمه الخاص الذي يرتبط بلا شعور بحياته، فتدخل إليه الأفكار مشحونةً دون استئذانٍ بتدفّقٍ عفوي لا أرادي، يعود به إلى عالم الطفولة والصبا، إلى الأمكنة والشّوارع التي طالما عشقها ولامستها قدماه، لذلك جاءت الصور الشعرية الارتدادية مُغمّسة بأوجاع ومشاعر وانفعالات الشاعر، كما أن الناص استطاع بأسلوبٍ بلاغي وحنكةٍ معرفية الربط بين أيام الصِبا والحاضر والمستقبل بتقنيةٍ سرديةٍ امتازت بدقّة الوصف، كونه من أوائل الروائيين المتمتعين بالدهاء والذكاء ونقل الأحداث والشخوص والتلاعب في الزمان والمكان، بطريقةٍ فنيةٍ اعتمدت الدهشة والمفارقة وإبهار المتلقّيـ فامتزجت لديه براعة السّرد والقوة التخيلية والتأملية والفكرية، وتوظيفها عن طريق خلق صورٍ شعريةٍ مُفعمة بالتقاط المشاهد الحيّة الملموسة وقدرته على تحويل الصوْرية إلى حسيّة، تُلامس وجدان وأحاسيس المتلقّي بتتالٍ وتتابعٍ مشهدي وترابطٍـ وكأنك تنظر بكل دقّةٍ، فلا تُحرّك بصرك حتى لا تفلت منك لقطةً كما في:
(أن كنت حرًا
لا تدعْ من كانت لُحاهم مكانسِ الرّذيلةِ
يفتّتون سمكَ الأرْض بالسيّاط
فكُن ما بعدَ الرّحيقِ
موصولاً بالرّوح).
لعب الشاعر في بثّه للصور الشعرية بالتضاد والانزياح، فخرم جدار العتمة وولّج إلى النور بقدرةٍ وبراعةٍ وتصويرٍ فني درامي حداثوي، من خلال نظرته المَدنية وبرؤيةٍ فكريةٍ تأمليةٍ بعيدةٍ عن التعصّب القبلّي والتسلط الفكري الرجعي، فلم يقصد بالكلمة معناها الظاهري وإنما ما بعد المعنى، أي معنى المعنى وما يضمره من معنى خفي باطني، وبلغةٍ سليمةٍ منسجمةٍ حيث أنَّ" البنية العميقة والسطحية للجمل في التركيب اللغوي يجب أن يكون الاعتبار فيها للمعنى لا للشكل اللغوي لأن الجمل التي تعتبر ذات بنىً عميقة، عندما يضاف إليها عوامل لغوية أو يغير موقع بعض مفرداتها، تؤدي معاني جديدة بدرجات متفاوتة وفقاً للمعنى الذي رتّبه منتج النص وتكون الجملة جملة إذا فهم السامع معناها " 3.
يتمكن القارئ العليم الاقتراب من معنى النص إذا تحققت مسافته الجمالية من خلال اضطراب واختلاف أفق النص وما يتضمنه من أنساق مُضمره قد أحّدثت هزّة عنيفة في أفق القارئ وهذا ما نلاحظه في القصيدة" وبشّرْتكِ بسواي:
(إنّي أبشّرك سأرحلُ في الغياب
تاركاً فيكِ ليلتي وقبائلِ حروفي
وقبلةً من آخر شهقة قبيل الفجرِ
ستنسين بعدها ما كان منكِ
وكان لك من لدنّي وليًّا
وما أكلت أطرافهُ الحرب
وما كان الحبيب لكِ عليّا).
وقصيدة " شهْقةُ السّؤال":
(كان يأس البيدر سنابلُ تتمايل مع القول
تبحث عن مناجل الحَصاد
قبلَ أن يصوغَ الظلامُ هيكلهُ فتموت الفراشات).
إن الرؤية الشعرية عند علي لفته سعيد تتشكّل من خزينٍ معرفي تراكمي وموهبةٍ جيّاشةٍ وجملةٍ من الأفكار والمواقف والانفعالات والصراع النفسي المتأزم والمبادئ، فيستقي مادتها الخام من السياقات الخارجية الاجتماعية والسياسية والنفسية الحياتية اليومية، لتمثل النواة الأساسية لرؤيته الثاقبة، انطلاقاً من الواقع الذي يعيش فيه، لينتج آفاقًا حديثةً تنسجم مع تطلعاته ومقاصده وأهدافه" إنَّ الأدب تعبير عن رؤية الأديب لواقعه وأنَّ الأديب بعمله الأدبي يعيد تشكيل الواقع ويختار منه ما يتلاءم مع رغبته في الكشف عن هذه الرؤية وأنَّ هذه الرؤية تكشف عن إدراك الأديب لعلاقات الواقع كما تتضمن تخيله للصورة التي ينبغي أن تسود هذه العلاقات في المستقبل وأنَّ رؤية الأديب كلما كانت أكثر عمقاً وحساسية وذكاء كلما كانت أقدر على كشف القوى التي تعوق حركة الواقع وتظهر إنسانية الإنسان، كما أنها تصبح أقدر على تخيّل طبيعة المستقبل الذي يحقق للإنسان إنسانيته"4.
لذلك كانت قصائده نتاج فعلي واقعي حياتي يومي، يسير مع الإنسان وتطلّعاته وأفكاره، ويعود به إلى الماضي بصورٍ ارتدادية، تُشكل قوة شَّحن لا شعوري وفوران كما في قصيدة"عسى" :
(أطاردُ غزالاً في متّسع العمرِ
ماذا دهاني أيّها الطّريق
مرّر الرّملَ على الضّفافِ
كي أمشي بإكليلٍ من الموجِ ) ص21 من المجموعة.
وقصيدة "ما يؤرّخُ الدّهْشة":
(دائمًا ما يتصيّد الفأر في الأنابيب أطعمة الفقراء
دائمًا ما يُخيفهم شكل الأفعى
شغفٌ حُلوق النّاس
يُيمّمون أياديهم صوبَ الربّ
ليمنحهم سَبيل الحروف). ص24- 25 من المجموعة.
لقد انتهج الشاعر مساراً حديثًا مدنيًا في تعبيره عن الواقع اليومي والأمكنة والأزمنة والمعتقدات والتقاليد والأعراف، عن طريق تعدّد الدلالات الرمزية، مُعتمداً على تجاربه وخبراته وصياغته وترويضه للحروف، كالرجل السومري والبابلي القديم الذي يروّض الطيّن بين يَديّه، ليصنع منها رُقيّمًا وآنيّةً تسرّ الناظرين، لذلك تراه يلجأ إلى التعبير غير المباشر بصورٍ شعريةٍ متلاحقةٍ أو متتاليةٍ أو ارتداديةٍ و" يقصد فيها إلى استخلاص الأفكار عن طريق تمثيلها في شخصيات وهميّة أو عرضها في قوالب وصور وأوضاع مادية بيد أنّ هذه الطريقة في تجسيد الأفكار أو البرهنة عليها لم تكن غايتها الايحاء الرّحب غير المقيّد بحدود الدّلالة أو منطق الواقع, بل كانت وسيلة إلى تقرير أو استنباط مغزى خلقي أو تعليمي واضح الملامح والتخوم, بحيث إذا وقف القارئ على عناصر الصورة أمكنه ردّها – على سبيل التَّبادل – إلى مدلولاتها المجازية المقصودة, بل قد يكفي الكاتب قرّاءَه عناء هذه المحاولة فيصدر عمله أو يختمه بتقرير ما يريده تقريراً مباشراً مما ينأ بتلك الصّور وأمثالها عن الرّمز بمعناه الدّقيق أي من حيث هو محاولة لإثارة مناخ نفسي في ذّات القارئ شبيه بذلك الذي أحسّه الكاتب أو الشاعر " 5.
فقد تمكن الناص إلى التّوظيف الرَّمزي والأسطوري و التأريخي لتجسيد الواقع بكلّ تناقضاته ورصّد السلبي، والإشارة إليه بأصابع الاتهام، بأسلوبٍ مضمرٍ مخفي، وتحويل اللغة التي يستعملها بكلّ براعة وتقنية إلى أداة للتفكير والتأمّل كما في قصائده" لعّل عساك تدلكِ":
(تمرّين على بابل القُبلةِ .. وحيدةً تبحثين عن حانةٍ
مرّ بها أنكيدو قبلَ عمركِ بألفِ ألفِ من الدموع"
"أوانُ الجّنوب":
(دمعتين وأغنيتين وآيتين وضلعاً يئنّ
وشموع القمر المسجور بالآهاتِ)
"سلالٌ لمحْراب النّهْر":
(أنَ سمّ الخياطِ لا يسقي الهدوء
يُغازل الوجعَ لينمو).
"شهْقةُ السّوال":
(كي لا أجازف خيلَ البريّة في السّباقِ إلكِ
ولا أحصد من الصّحراءِ كمأ الصّبرِ فيها).
"عسى":
(سلامٌ عليك يومَ ينوسُ البحرُ بين صدركِ
وسلامُ عليكِ حين يرقص النّبضُ على جيدكِ
وسلامٌ وأنتِ تلوّحين بالأزرقِ
كأنّ الله .. كان يؤذّن قبل الخليقةِ
أنَ البَهيةَ تلك
كانت أنتِ )
"تراتيل":
(أنحني للدهشةِ حين تنفرط من سبع سنبلات
آوي الطريق إذ أُغذّيهِ بالسّيرِ نحوك)
"لحْظة مدْفن":
(كيف لي أنا المسكون بالحزنِ
أن يلفّني بثيابٍ من ترابٍ ورملٍ ورشّةِ ماء
وآياتٍ من سورةِ يأس وأدعية أنبياء وأولياء
طويلةٌ تلك المخيّلة).
"تراقصُ شيْبتي / إلى أمّي حين رحلَت قبْل خمْسين عامًا":
(حزمت كلّ حقائبِ ملامحها
لتبقيني بلا ربيع
أشكو وردًا لا عطر فيه
أتيمّم باليتم
لأصغي لخلخالِ الحنين).
ينتقل الشاعر إلى الحلم والحقيقة والبحث عن أملٍ مفقود في القصائد" آباء كثيرون, أبونا, تيه, أحدّثك وما حدّتْتك, أنينُ الماء, جدائل أغنية, طرق, على الفقراء حرجْ, فرح المقابر,انتظار الحروف, حصاد, معاني, ياعمْرُ "حتى ينهي مجموعته بقصيدة "حلم":
(أحتاجُ وطنًا
لا يهْديني كلّ عقد سنين
عيدًا وطنيًا
ونشيدًا
لا يحفظهُ الأطفال
أحتاجُ وطنًا
لا يضعني في حقيبةٍ
ويكتبُ .. فكّر كيْف تغادرني).
تكشف تلك القصائد عن عفوية الشاعر وعذوبة لسانه والإصرار على تحقيق حلمه وحلم أبناء شعبه في بناء وطنٍ يحتضن أوجاعه ويُضمّد جراحه، باعتباره فردًا مسؤولًا في المنظومة الاجتماعية الإنسانية، بلغةٍ شعريةٍ وتطويعها لتكون أداةً للتفكير والتأمل.
إن قصائد الشاعر علي لفته سعيد تحتاج إلى دراسةٍ واسعةٍ للوقوف على الأبعاد النفسية والاجتماعية والسياسية والدلالات والانزياحات والأساليب والأدوات والرموز التي وظفها في صياغة نصوصه بتقنيةٍ وبراعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح


.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص




.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع