الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


و يبقى الأثر

محمد عبد الحليم عليان
كاتب و مؤلف للقصة القصيرة

(Eng.mohamed Abdelhaleim Alyaan)

2021 / 6 / 26
الادب والفن


منذ نعومة أظافري و أنا أرى والدي و والدتي
ملازمان للكتب يقرءان في شتى المجالات
كانت تجذبني ألوان الكتب و أسحب بعضها
و أقلدهما في التحديق إليها و تقليب صفحاتها
و يشدني أي كتاب يحتوي على رسومات و صور
يزداد نموي و كذلك يزداد ارتباطي بالكتب و القراءة
حتى أصبحت متعتي الأولى و الكتاب صديقي المفضل
و المكتبات بيتي الثاني الذي أمضي فيه جزء كبير من وقتي
تعمد والداي أن ينمو في جانبا رياضيا و فنيا
فألحقاني بالأنشطة المختلفة رياضية و فنية كانت
و كنت مميزا في كل الأنشطة
قضيت أعوام التعليم الأساسي متفوقا
و محط أنظار الجميع مدرسين و طلبة
و إنتقلت للمرحلة الثانوية.. المدرسة كبيرة جدا
تعد مجمعا تجمع فيه خريجي الإعدادية من عدة مدارس مختلفة
و كلما إتسع المكان و كبر عدد من فيه
كلما قلت الرقابة و فقدت السيطرة عليه
و هكذا كان الحال في تلك المدرسة
الفصول مكدسة و المكتبة مهملة و صغيرة جدا
و تكاد تكون خالية من الكتب مما أحبطني و عكر صفو سعادتي
و اضطررت أن أحمل في حقيبتي إلى جانب جدولي الدراسي
كتب أخرى أطالعها بين الحصص و في فترة الراحة
أحسست بإندهاش زملائي الجدد من تمسكي بالقراءة في أي لحظة فراغ
و تطور الإندهاش لسخرية و إستهزاء مما جعلني أنزوي بعيدا عنهم جميعا
تعجبت من عدم إكتراثهم بالدروس و إنشغالهم الدائم بهواتفهم المحمولة
فالهاتف المحمول بالنسبة لي مصدر للمعرفة و العلم و الإطلاع و تبادل الآراء و الثقافات
طلب مني زميل ذات مرة أن أعيد له شرح بعض دروس الرياضيات فرحبت فقد عودني أبي ألا أبخل بالعلم على أحد قط
و بينما كنت أشرح له كان يقاطعني كثيرا ليتفقد إشعارات هاتفه،،
إستفزني ذلك جدا فإضطررت لسؤاله ( أهناك أمر طارئ؟)
و هنا بدأ يشرح لي عالمهم و يسرد لي أسماء برامج أجهلها
ما بين تيك توك و سناب و إنستا و غيرها الكثير
وأن ذلك يجذب الفتيات إليهم وأنهم يتنافسون في حصد أعلى نسب مشاهدة و إعجاب لما يصورونه لأنفسهم من فيديوهات
فطلبت رؤية إحداها
و هالني ما شاهدت من إبتذال لفظي و حركي
و أزياء غريبة ممزقة تعري أكثر مما تستر
و زاد هلعي كم التعليقات و الإعجابات على تلك التفاهات، 
تذبذبت قليلا و توقفت أتساءل( من فينا أسعد)
ليمر أمام ناظري شريط حياتي و تأتيني إجابة سؤالي سريعا 
سعادتهم تتوارى و تتدلى شفاههم
و تلامس ذقونهم الصدور يوم إعلان نتيجة أي إختبار
أو حين يدور أي نقاش حولهم
بينما ترتفع هامتي يوم النتيجة
و أكون الفصيح المفوه في أي حوار
و محل ثقة أهلي و أساتذتي و مصدر الفخر و الإعتزاز
و هنا إستعدت ثقتي بأني على الدرب الصحيح
و أن تلك السعادة الزائفة زائلة،،،،،،، و يبقى الأثر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قصة جميلة
محمد عليان ( 2022 / 4 / 18 - 01:04 )
القصة جميلة و بها عبرة و قيمة و الأسلوب شيق و سلس و مميز


2 - قصة جميلة
محمد عليان ( 2022 / 4 / 18 - 01:05 )
القصة جميلة و بها عبرة و قيمة و الأسلوب شيق و سلس و مميز

اخر الافلام

.. -الفن ضربة حظ-... هذا ما قاله الفنان علي جاسم عن -المشاهدات


.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة




.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها


.. الممثلة ستورمي دانييلز تدعو إلى تحويل ترمب لـ-كيس ملاكمة-




.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق