الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الورقة البيضاء.. فارغة حزينة...

غسان صابور

2021 / 6 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


ليس من عادتي.. منذ مارست الكتابة.. ببدايات فتوتي وشبابي.. وحتى هذا العمر.. الجمود عدة أيام تجاه ورقة بيضاء فارغة.. رغم تضاعف وعجز عيني.. لأن النت.. يعوض بعض شيء من صعوبات النظر.. بتقوية الإضاءة.. وتكبير الحروف والأشكال... ولكنني عاجز عن تصور وتصوير المجاعات التي أصابت بلد مولدي سوريا.. ولبنان الذي كنت ألجأ إليه أيام فتوتي وشبابي.. كلما احتجت لبعض الأوكسيجين.. وحرية الحركة والتعبير... ولكنني ـ رغم اهتماماتي واطلاعاتي وقراءاتي ـ لم أعد أفهم مسببات هذه المجاعات الجماعية ـ وخاصة لما سمعت أن عائلات أفراد الجيش اللبناني.. بلد مئات البنوك العالمية الموجودة على أرض لبنان.. جائعة... وصور مئات الأطفال.. وأكثر.. وأكثر.. وطوابير مئات البشر.. فيما ما تبقى من المدن السورية.. تحت السلطة السورية الشرعية.. صاحبة الشعار " الأمل بالعمل " ينتظرون ربطة خبز... ببطاقة ذكية... وراتب موظف أو عامل بسيط.. راتبه الشهري.. لا يكفيه لشراء أبسط المواد الضرورية ليوم واحد لعائلته.. وأبسط الضروريات غالية.. غالية جدا.. لا تــرحـم.. والمرض يتربص غالب العائلات.. وخاصة الأطفال والمسنين... وعائلاتنا هناك تــســتــنــجــد...
وورقتي ما تزال بيضاء فارغة حزينة...
لا أعرف هل أصرخ.. هل أشتم... إذ استهلكت كل التساؤلات والانتقادات والكتابات... وإنني أرى ببعض زسائل التواصل الاجتماعي (واللاإجتماعي)... طبقات بورجوازية خاصة لامعة منتفخة.. سواء في سوريا أو في لبنان.. رغم كل الكوارث التي أصابت وفجرت.. والنكبات الاجتماعية والوجودية والسياسية والاعتدائية والمؤامراتية... رغم كل الكوارث الوجودية التي انهالت على البلدين.. لا ينقصهما كل علامات البذخ والانتفاخ.. دون ألا ننسى الفساد والفوضى والطائفية والعشائرية المنظمة والمشرعة السائدة والمهيمنة على هاذين البلدين... منذ ما سمي استقلالهما... حتى هذا الصباح... ولو أن هذه العبارة الصارخة الحقيقية.. سوق تزعج وتثير كالعادة أصدقائي وأنصاف أصدقائي.. هنا بــفــرنــســا.. من الجاليات المتعددة.. الموالية والمعارضة... وهناك أيضا.. وكم آمل أن يسمع الجائعون هناك.. أنني أصرخ من أجلهم.. أنني أبق البحصة من أجلهم.. أنني أمزق أوراقي المكتوبة.. والبيضاء الفارغة الحزينة.. ولو ـ واأسفي ـ أن هؤلاء الجياع الصابرين الجائعين.. لن يتمكنوا من قراءتها... ولكنها قد تثير أصحاب البطون المنتفخة المحلية.. بالبلدين.. من أصحاب الجاه والتشبيح والاستفادة من الحروب والأمبارغو.. والذين لا تحتاج عائلاتهم أي شــيء.. ممن التصقوا بالكراسي والسلطة والتشبيح والفساد.. ومكاسب الحروب والتجزيء والانفجار والأمبارغو.. أن يحاكموا يوما على ما أصاب هذين البلدين...
أنا لم أعرف الحقد.. كل حياتي... ومسيرتي.. على دروب الحياة.. ولقاءاتي مع الآخر... ولكنني غاضب.. وورقتي البيضاء رغم الكوما التي تنتابها اليوم.. وتهيمن عليها.. ولكنني غاضب من الأنانية التي تجمد فكر البشر... بالعالم كله... رغم ظهور من وقت لآخر.. بعض ومضات أمــل.. فردية.. من نساء ورجال.. نادرين.. نادرين قلائل جدا.. يوزعون فكرهم الثائر.. بوقت حياتي قصير.. على دروب قصيرة.. صرخات وعي إنساني... يريدون ألا تموت الحياة... ولكنهم ســرعان ما يختفون... وتستمر العتمة... لتغمر ورقتي البيضاء الفارغة الحزينة...
نقطة على السطر... انــتــهــهى.
غـسـان صـــابـــور ـ لـيـون فــرنــســا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في