الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصريح ثقيل من نظام بوزن الريشة

خالد محمد

2006 / 8 / 10
الارهاب, الحرب والسلام


" أهلا وسهلا بالحرب الاقليمية " . هذه الجملة الخطيرة ليست لوزير الدفاع الروسي ، أو الامريكي .. بل هي لوزير خارجية سوريا وليد المعلم ! ومن أين أطلقها ؟ ليس من الحدود مع الجولان المحتل ، ولا من بيروت المحاصرة من قبل آلة الحرب الاسرائيلية .. بل من طرابلس ، في شمال لبنان ! جاء كلام الوزير السوري بمناسبة تشريفه لمؤتمر وزراء الخارجية العرب ، الذي عقد في العاصمة اللبنانية . حيث حاول هذا الوزير جاهدا افشال المؤتمر عن طريق طرح مبادرة صبيانية لتسمية " مقاومة " حزب الله وتحية خاصة لصموده ، وهذا تم رده بحزم من قبل بقية الوفود العربية . حتى وتبنى المؤتمر وجهة نظر الحكومة اللبنانية من قضية بسط سيادة الدولة اللبنانية على جميع أراضيها بما فيها الجنوب وارسال الجيش اليها وبموافقة وزراء حزب الله وأمل ، وهو ما شكل ضربة موجعة للسياسة الخارجية السورية الفاشلة دوماً ، عربيا ودوليا !

قبل تصريح وليد المعلم ، سمعنا تصريح مماثل لرفيقه وزير الاعلام السوري : " ان سوريا سترد عسكريا ان استهدفت اراضيها من قبل اسرائيل ، أو اقترب القصف من حدودها " . هذا التصريح والذي تلاه ، كان على الوتيرة نفسها من الجعجعة الاعلامية الفارغة . فالنظام البائس بدمشق واثق كل الثقة أنه ليس مستهدفا من اسرائيل أو حتى امريكا ، ولن يكون هناك أي فعل ضده في الوقت الراهن . انه يعلم أيضا أنه في هذه الظروف ، فبقاءه في الحكم خير من رحيله وقيام سلطة اخرى متشددة في موضوع الصراع العربي _ الاسرائيلي بشكل خاص . ولكن النظام البعثي يعرف أيضا أن وقت محاسبته ليست ببعيدة جدا ، على دعمه للإرهاب في العراق وتخريبه العملية السلمية في فلسطين ومحاولته تقويض حرية لبنان . ولهذا السبب بالذات يقوم نظام دمشق بالتحالف مع نظام طهران ، وبإشعال الحروب الاقليمية في المنطقة عبر أدواته من حماس إلى حزب الله إلى البعث العراقي . ومن يدفع الثمن ليس سوى شعوب المنطقة ، وخاصة الشعب السوري المكتوي بديكتاتورية عائلة الاسد وزبانيتها ، وكذلك الشعب اللبناني المدمر وطنه الآن بسبب مغامرة ما يسمى " مقاومة اسلامية " ، بالاضافة للشعب الفلسطيني الواقع بين الاحتلال والفتنة الداخلية ، وانتهاء بالشعب العراقي المتخلص من ديكتاتورية صدام والمبتلي بالارهاب المستورد من سوريا وايران . هذا الارهاب الذي يقومون بتصديره ايضا للدول المجاورة ، مثل الاردن والسعودية ومصر والكويت ، بهدف ابتزاز هذه الدول ماليا وسياسيا .

المفارقة أنه بعد التصريحات الثقيلة لمسوؤلي النظام السوري ، اذا بغارة اسرائيلية تستهدف مزرعة في منطقة القاع ، الواقعة شمال سهل البقاع على الحدود اللبنانية _ السورية ، ويقتل فيها 23 عاملا سوريا (معظمهم من العمال الاكراد المحرومين) . وبالطبع فهذا النظام الذي يساوي وزن الريشة عسكريا ، لم يحرك ساكنا بعد هذه الضربة للمزرعة اللبنانية ، وهو الذي لا يهمه سوى بقاؤه في المزرعة السورية لينهب ويسلب ويسرق ما يحلو له ولزبانيته. بل والمفارقة الثانية ، أن النظام السوري لم يحرك حتى أبواقه الاعلامية ، ليقولوا : " اننا نحتفظ لأنفسنا بالرد في الوقت المناسب " ، كما كانت عادته بعد كل غارة اسرائيلية تستهدفه ، كما حصل عندما قصف الطيران الاسرائيلي ضواحي دمشق وبعدها قام بالتحليق فوق قصر الرئيس بشار الاسد في اللاذقية وأذله في عقر داره ! وبما أن " الوقت المناسب " لن يأتي أبدا بالنسبة للنظام البعثي ، فمتى اذن يأتي وقت المعارضة لهذا النظام كي تتحرك جديا لانقاذ الوطن ؟ ونخص بالذكر جبهة الخلاص الوطني ، التي تضم كل تلاوين الشعب السوري ، والتي هي مرشحة لتوحيد جهود المعارضة في الداخل والخارج ، من أجل تكنيس هذا النظام الطائفي المستبد وإقامة سلطة وطنية تتحقق بظلها الحرية والديمقراطية والعدالة ، فتساهم ببناء شرق أوسط جديد حقا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس: تلقينا رد إسرائيل على موقفنا حول وقف إطلاق النار وسندر


.. كارثة غزة بالأرقام.. ورفع الأنقاض سيستغرق 14 عاما | #سوشال_س




.. قوات النيتو تنفذ مناورات عسكرية متعددة الجنسيات في سلوفاكيا


.. طلاب جامعة كاليفورنيا الأمريكية يقيمون مخيم اعتصام داخل حرم




.. رئيس سابق للموساد: حماس متمسكة بمطالبها ومواقفها ?نها تحررت