الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمن السلطة الفلسطينية تماهى مع - المستعربين- في قمعه للمظاهرة في را م الله التي دعت إلى اسقاط السلطة وقيادتها

عليان عليان

2021 / 6 / 27
القضية الفلسطينية


أمن السلطة الفلسطينية تماهى مع " المستعربين" في قمعه للمظاهرة في را م الله التي دعت إلى اسقاط السلطة وقيادتها
مثلما ترسخت مقولة "ما بعد معركة سيف القدس ليس كما قبلها" ، بات الشعب الفلسطيني يبلور مقولة "مرحلة ما بعد مجزرة اغتيال المناضل الوطني الكبير نزار بنات على يد قطعان التنسيق الأمني ليس كما قبلها" ، إذ أن هنالك صلة كبيرة بين المقولتين ، في ضوء أن السلطة بعد اختفائها عن المشهد إبان المعركة، وانكشاف دورها أمام النسبة المتبقية من أبناء شعبنا التي ظلت تراهن على دور ما للسلطة ،راحت تبطش بالشعب الذي أعلن انحيازه للمقاومة ونزع الشرعية ضمناً عنها.
فقد لجأت قيادة السلطة من اللحظة الأولى لوقف إطلاق النار وانجلاء غبار المعركة لصالح المقاومة ،لاستعادة هيبتها المفقودة ، فرأيناها تنتفض في مواجهة أبناء شعبنا بممارسة الاعتقال لكل من انتقد تخاذلها في دعم المقاومة ،، أو على الأقل في عدم تغطيتها سياسياً ، وخاصةً من الناشطين السياسيين والميدانيين ، ولم تقف الأمور عند هذا الحد بل ذهبت إلى ارتكاب جريمة غير مسبوقة من فريق موت في الأجهزة الأمنية ضد مناضل عز نظيره في كشف بؤس قيادات السلطة وفسادها ، مناضل عمل منذ سنوات على تغليب العام الوطني على المصلحة الشخصية ، مناضل حدد وضعه الطبقي بنفسه ، عندما تعلم مهنة عامل النجارة والديكور ، حتى لا يرتهن لوظيفة ما في السلطة وفق مؤهله الجامعي في العلوم السياسية ، تشكل قيداً على نشاطه الوطني في كشف بؤس السلطة وفسادها وفي كشف مخازي التنسيق الأمني الذي يغل يد المقاومة في مواجهة الاحتلال.
ولم تقف الأمور عند عمليات الاعتقال والشبح في السجون ، وعند ارتكاب جريمة العصر السلطوية ، بل تعدتها إلى ارتكاب فظائع القمع غير المسبوقة ضد جماهير شعبنا التي تواصل التظاهر في رام الله وغيرها من المدن الفلسطينية منددة بعملية الاغتيال البشعة لرمز من رموز شعبها ، فقد رأيناها ورآها العالم أجمع على شاشات التلفزة، وهي تبث رجال الأمن في صفوف المتظاهرين بزي مدني على طريقة " المستعربين " لتمارس عمليات القمع بالهراوي للمواطنين وللصحفيين ، ولتمارس عمليات السحل بحق المواطنين بطريقة تتماهى تماماً مع ممارسات جنود الاحتلال ، بل وكادت أن تتفوق عليها.
لقد اعتقدت قيادات السلطة وأجهزتها الأمنية ، بأنها بتصفية نزار بنات ، ستخيف أبناء شعبنا عن التفوه بأي انتقاد لدور السلطة وفسادها وانحرافها ، لكن سحر سدنة السلطة انقلب عليهم ، عندما رأينا جماهير شعبنا في هذه المظاهرات ، تعلي الصوت بشعار أقلق قيادات السلطة وقض مضجعها : " الشعب يريد أسقاط سلطة أوسلو وإسقاط رئيسها محمود عباس".
لقد تجاوزت قيادة السلطة كل الخطوط الحمراء في علاقتها مع أبناء شعبنا في تقييدها للحريات وفي البطش بكل من تسول له نفسه بانتقاد سلوكها السياسي والأمني ، أو انتقاد فساد قياداتها ، وراحت تستخدم ذات الأسطوانة المشروخة والأساليب البائسة والرخيصة التي تستخدمها الأنظمة الرجعية والديكتاتورية، في أن أيادي خارجية تقف وراء هذا الحراك الشعبي ، وأن هنالك مندسين يعملون على الإخلال بالنظام العام والتعدي على ممتلكات المواطنين.
ولم تكتف قيادات السلطة السياسية والأمنية باستخدام " فزاعة المندسين والأيادي الخارجية" بل راحت بعض قياداتها تحرض على أبناء شعبنا ، وتهددهم بالويل والثبور إذا ما واصلوا تحركهم الاحتجاجي، بشأن استشهاد نزار بنات، ومطالبتهم بمحاسبة القتلة ومن ورائهم في المستويين السياسي والأمني ، فها هو وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ – ضابط الارتباط بالكيان الصهيوني- يتوعد أبناء شعبنا بقوله :" لا تختبروا صبر حركة فتح والويل من غضبها، ومن يحاول المساس بها وبمؤسسات الدولة ، وسيرى ما لم تتوقع عيناه أن تراه" ، وها هو الناطق باسم " فتح" معلقاً على المظاهرات وشعاراتها بقوله : " هناك خونة سنتصدى لهم ، وهم مجموعة مرتزقة بأجندات معادية لشعبنا تريد خلق حالة عدم استقرار للمواطنين ، وتعتدي على ممتلكاتهم".
الأمر الخطير جداً الذي يجب التحذير منه والتنبه له في مواجهة غلو السلطة ، هو أن يتم توظيف اسم حركة فتح ، في الدفاع عن نهج السلطة السياسي والقمعي ، ووضع "فتح" في مواجهة الشعب الفلسطيني لحماية نهج السلطة وتنسيقها الأمني وفسادها المستشري ، ما يضرب النسيج الاجتماعي لشعبنا ، ويدفع الأمور باتجاه اقتتال داخلي وفوضى عارمة يكون الاحتلال الجاثم على أرضنا وعلى صدورنا هو المستفيد الرئيسي منها .
فقواعد "فتح" والآلاف من أسراها وشهدائها ، وفتح القادة الشهداء العظام ، وفتح الشبيبة و"فتح" بإرثها النضالي ورجالاتها ممن حملوا راية التحرير ، هم من يمثلون حركة فتح وليس ممن عملوا على حرف خطها وبوصلتها ، وأثروا على حسابها ، وفتح هي القيادات الميدانية، وهي شهداء الأقصى التي قضت مضاجع الاحتلال بعملياتها النوعية ، والتي جرت تصفيتها وحلها من قبل قيادة السلطة تنفيذاً لتعليمات الجنرال الأمريكي دايتون .
"فتح" هي التيار الوطني العريض ، الذي يقوده القائد الوطني الفتحاوي التاريخي مروان البرغوثي المحكوم بسبع مؤبدات ، "فتح" هي صاحبة شرف أن أكبر نسبة من المعتقلين المحكومين بالمؤبد ينتمون إليها ، "فتح" هي كريم يونس وابن عمه ماهر يونس اللذان أمضيا ما يزيد عن 38 عاماً بشكل متواصل في سجون الاحتلال ، "فتح" هي من جرى تغييبهم قسراً عن عضوية مؤتمري بيت لحم ورام الله ممن ينتمون إلى نهج الثورة التاريخي وليس نهج أوسلو التصفوي ، " فتح" هي وشقيقاتها من فصائل المقاومة التي أشعلت مستوطنات شمال فلسطين بالقذائف الصاروخية ، ومن نفذت عمليات في العمق الصهيوني في سافوي وتل أبيب وغيرها، وصولاً إلى مسافة قليلة من مفاعل ديمونة بتخطيط ومتابعة من القائد الشهيد أبو جهاد ( خليل الوزير) ،وهي التي خاضت مع شقيقاتها معارك العرقوب وقلعة الشقيف ومعارك الدفاع عن العاصمة بيروت ، إلى جانب الحركة الوطنية اللبنانية.
" فتح "بريئة من هؤلاء الذين يدعون تمثيلها ،حفاظاً على مكتسباتهم في السلطة ومن الذين يحددون مواقفهم وفق متطلبات جيوبهم وحساباتهم البنكية، وهي بريئة من هؤلاء الذين عملوا على حرف خطها السياسي ، "فتح" بريئة من هؤلاء الذين يزعمون أن الحراك الشعبي على خلفية استشهاد نزار بنات ، يهدد المشروع الوطني الفلسطيني ، وهل نهج أوسلو يمثل المشروع الوطني لشعبنا؟!
ما تقدم يستدعي من فصائل المقاومة الفلسطينية وقيادات فتح وكوادرها غير المنغمسة في مشروع السلطة أن تنجز ما يلي :
1-أن تعمل على توفير الحماية لأبناء شعبنا من قمع سلطة أوسلو وقمع الاحتلال، وأن لا تكتف بالشجب والاستنكار لجريمة قتل نزار بنات، واعتقال المئات من أبناء شعبنا، وقمع المظاهرات الفلسطينية بطريقة غير مسبوقة في تكميم الأفواه وسحل المواطنين .
2- أن تتواصل مع القيادات والكوادر الميدانية الفتحاوية ، من أجل عدم وضع " فتح" كرأس حربة في مواجهة أبناء شعبنا، ولإفشال خطط البعض من المتأسرلين في السلطة الذين يهددون بسيف فتح والحركة بريئة من نهجهم.
3- أن تبادر فصائل المقاومة إلى تشكيل جبهة وطنية، تضع على جدول أعمالها وبشكل رئيسي : إعادة بناء منظمة التحرير على قاعدة مشاركة الكل الفلسطيني ، وللخروج ببرنامج سياسي وتنظيمي ، يؤكد على نهج المقاومة والمغادرة النهائية لاتفاقيات أوسلو ويضع حداً لسياسة الهيمنة والتفرد التي تمارسها القيادة المتنفذة في المنظمة والسلطة .
4-أن تكف الفصائل عن رهانها في جذب قيادة السلطة إلى خانة المربع الوطني المسؤول في الحوار الشامل، فهذه القيادة استمرأت نهج الخداع والمناورات ، فهي تعلن في محطة ما تخليها عن أوسلو والتنسيق الأمني ، وفي محطه أخرى تعلن تشبثها بأوسلو ومشتقاته وبالتنسيق الأمني ، ناهيك أنها في مرحلة ما بعد سيف القدس أعلنت مجدداً وبدعم من الرجعيات العربية والإدارة الأمريكية ، عن عودتها إلى مربع أوسلو والرباعية الدولية، في محاولة بائسة للمصادرة على مخرجات انتصار المقاومة في معركة سيف القدس التاريخية.
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة ترفع شعار -الخلافة هي الحل- تثير مخاوف عرب ومسلمين في


.. جامعة كولومبيا: عبر النوافذ والأبواب الخلفية.. شرطة نيوريورك




.. تصريحات لإرضاء المتطرفين في الحكومة للبقاء في السلطة؟.. ماذا


.. هل أصبح نتنياهو عبئا على واشنطن؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. طبيبة أردنية أشرفت على مئات عمليات الولادة في غزة خلال الحرب